أعــذرونـي ..!!!
لأنــي سأشـــد رحــال أحــزانـي علـى هــذه الرسالة ..
لأنــي سـأعبــث قليــلاً بلحظــات سعــادتكم..
ولأنــي سأتـرك رســالة ألــم قـــد تجـــرح أحـاسيسكم المــرهفـة..
وتبكــي ذكــرياتكـم الجميــــــلة .. أعــذروني ..
------------ --------
كـم تعبــت .. !!
لا أعلــم مـن أيــن تنبـــت أحــزانـي .. أي تـــربة خصبـــة تلــك
التــي تتــوسط فـــؤادي .. ؟؟
ُتنثـــرعليــها بــذور الألــم .. تـــرويهـا أمطـــار دمــوعـي ..
فتنمـــو مــنها أشجــار عظيمــة بجــذور متيـــنة ..
يصعــب إقتــلاعــها .. ويصعــب زوالهــا مــن جــوفي المحتـــرق ..
حتــى بــذرة الأمـل الوحيــدة التــي أملكــهــا ..
حفضتهــا فــي حنــايا صــدري ..
تــاهـت فـي تلــك التـــربة البــائســة ..
بيــن جــذور أشجــار الألــم ..
صــرخـاتي تعــدت حــدود سمعـــي ..
الهمــوم نخـــرت عظــام جســـدي ..
ولــم تتـــرك مــني ســوى بقــايا متهـــالكــة فــي حضــن الأحــزان ..
أحيــانا أسمــع صـــوت إبتســـامـة ..
أهـــرع إليــه كالمجـــنون ..
أحـــاول الإنـــصات إليــه ..
فأكتشـــف أنــه لــم يكــن ســوى أنيــن حــزن يغـــزو ذاكـــرة
شخــص آخـــر ..
أعــود عنــدهـا إلـى إنتــكاسـة أحــزانـي ..
أعــود إلــى ظلمـــات قهــري وأشبــــاح هـــذيــاني ..
وأتشبــث بجثــــة الأمـــل التــي املكـــها ..
أتعـــرفـون .. ؟؟
دائمــاً كنــت أقـــول :
مــاذا لــو لــم أكــن أملــك هــذه الصفحــات وهــذا القلــم ..
تـــرى أيـــن كنــت سأفــــرغ أحــزاني .. ؟؟
فعــلا ســؤال أخشــى إجـــابتـه .. فقلبـــي مهمــا كــان
حجمــه ..
إلا إنــه صغيــر أمــام جبــال الأحـزان هــذه ..
كــل مـا حــولي أحســه فـــراغ ..
أحســـني جمــادا بيــن جداريــن ..
يقتــربان قليــلا قليــلا .. فيضيـــق فضـــائي ..
ويتقــــوقع الحـزن بكــامله فــي مســاحـات صــدري ..
إنــه زمــن العجــائب فعــلا ..
يتشكــل فيــه الحــزن بجـــسد وحــش ثــائر ..
يغــرس أنيــابـه فــي ضلــوع الإبتسامــــة ..
ويبــث فيــها سمــه الزعــاف إلــى أن تحـــتضــر .. تمــوت ..
ثــم تدفــن فـــي ضريــح الكآبة ..
علــى حــافة الصــمت أغــدو ..
وفــي هــاوية الصمــت أسقـــط ..
عــالمـي أصبــح صمـــتا فــي صمـــت ..
حــتى حــروفي المسكيــنة .. لــم تسلــم مــن حــزني ..
فقــد تكبلنـــا أنــا وهــي بسلسلــة الألـــم القـــاتلـة ..
وسجنـــا فــي كهـــف الأحـــزان المــريب .. لا نفــس ..
لا هـــواء .. ظــلام حــالك .. وصمـــت قــاتل ..
نتحـــاور ... نحـــاول تخفيــف الهــموم وإضــــاءة قنديـــــل
الأمــل بشعـــلة الحــوار ..
أنظــر إلــى الأفـــق دائمــا فــي مســائــي المــؤلم ..
علنـــي أجــد نجــمة أمــل تضـــئ ظلمــة أحــزاني ..
لكنــي أضيـــع ..
فغيمـــة الهمــوم حجبـــت نــور تلــك النجــوم ..
فلــم تتـــرك لــي مجـــالا للبحـــث ..
لا أدري لمــاذا تمنيــت إطـــالة تــراجيديا الأحــزان هــذه ..
وكــأن حــروفي بــدأت تحـــتضر غيــر قـادرة علــى الإستكمــــال ..
أحــس أنهــا تـــرتمـي أمــامي تستـــرحمنــي ..
تـــريد تهـــدئة إنهــياري .. إيقـــاضي مــن غيــبوبة صمـــتي ..
وتخفـــيف نشيـــج قلبـــي ..
هـــذا ..
لأنهــا تعـــرف داخلــي الـذي لا يكــف عـن سكــب الأحــزان ..
فـأنــا منــذ طفـــولتي إنتعلــت حــذاء الألـــم ..
ومشيــت فــي طــريق التعـــب ..
حــاولت الهــروب مـن حــزني ..
لكــن مســافة مــن الشكــوك فــي داخلــي منعـــتني ..
أجـــل .. فــداخلـي يــريدنـي أن أحــزن ..
وأنــا لا أريـــد إغضــاب داخلــي ..
إكتفيـــت .. إكتفيــت .. إكتفيـــت
فقــد جـــف صــدري ..
إنكـــسرت مدامــع عيــني ..
ومــلأ الضجيــج كيــاني ..
إلــى مــتى سأظـــل ..........
"بقايا جسد في حضن الأحزان "