بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0000 يا شيباب
الحقبقة انا عثرت ع المقال ده بالصدفة وعايزة تعليق منكم عليه
سبب تأخر العرب هو الاعتماد علي فكر الإمامين( الغزالي وابن تيمية) لذلك منعت "السعودية" الأستاذ الدكتور عاطف العراقى من دخول أراضيها لأنها تدين بالوهابية دينا ومذهبا وفكرا وسياسة.
التاريخ: الثلاثاء 30 نوفمبر 1999
د. عاطف العراقى..
إبراهيم شعبان
د. عاطف العراقى ليس فقط أحد أساتذة الفلسفة الإسلامية البارزين فى مصر والوطن العربى، ولكنه بحق أحد رهبان الفكر والفلسفة الذين ضحوا بحياتهم الشخصية فرفض الزواج والاستقرار طوال أربعين عاما، كى يكون خادما أمينا للفلسفة وكان هذاهو بداية الحوار.
هل هناك فلسفة إسلامية حقيقية؟
-- بكل أمانة توجد قراءات لبعض المفكرين، لكن لا يصح أن نطلق عليهم مصطلح فيلسوف، لأن مجيء الفلاسفة العرب انتهى بوفاة ابن رشد فى العاشر من ديسمبر سنة 1198م، وهذا يعنى أن العالم العربى مرّ عليه ثمانية قرون لم ينجب فيها فيلسوفا، نحن أقرب إلى أصحاب التوكيلات الفكرية.
- ماذا تعنى بالضبط؟
-- بمعنى قد أتبنى أنا مثلا اتجاها فكريا يتأثر بابن رشد، وقد يتبنى د. زكى نجيب محمود اتجاها بالوضعية المنطقية فى أوروبا وأمريكا، لأن شرط الفيلسوف باستمرار أن يكون له منهج، فلو كان أرسطو قد جاء، وقال أنا متابع لأستاذى أفلاطون، وقد تربى فى أكاديميته حوالى 20 عاما، ما كنا قد خصصنا له مساحة فى الفكر الفلسفى، لكنه قال بنص العبارة أحب أفلاطون وأحب الحق وحبى للحق أقوى من أفلاطون، فأنشأ مذهبا جديدا ومنهجا يختلف تماما عن أرسطو.. هذا المنهج لا ينطبق على ما يسمى ب الفكر العربى المعاصر فمثلا رفاعة الطهطاوى ليس صاحب منهج يختلف به عن الآخرين هو فقط صاحب دراسات، ولكن ليس فيلسوفا وينطبق هذا الكلام على د. زكى نجيب محمود ود. طه حسين وآخرين أمثال العقاد وعبد الرحمن الكواكبى فى سوريا وملك بن بنى فى الجزائر، ولذا فنحن أقرب إلى أصحاب التوكيلات الأدبية والفكرية ومثلنا مثل أى تاجر فى العالم العربى يقوم بتوزيع سيارة ما لماركة عالمية، هو لم يصنع السيارة، ولكنه يروج لها ويشرح مزاياها، وهكذا نحن بالضبط. لكن للأسف نحن مصابون بتضخم الأنا فكل من يكتب مجموعة أفكار يطلق على نفسه فيلسوفا مع أن زكى نجيب محمود لم يطلق على نفسه لفظة فيلسوف، لأنه لم يكن صاحب منهج وقد أثرت معه القضية، لكن ماذا تقول نحن مصابون بتضخم الأنا تماما كيفما نقول نحن أصحاب نظرية نقدية عربية! لكن كل من يكتب مجموعة من الكلمات المتقاطعة التى لا تفهم وبأثر الإعلام والتضخيم يتصور نفسه، وكأنه قد أصبح صاحب نظرية فى النقد والشعر ورحم الله زكى نجيب محمود الذى تحدث فى آخر كتبه حصاد السنين عن ظاهرة عملقة الأقزام.. أى كيف نجعل من القزم المتخلف عقليا عملاقا بشيئين فقط هما السياسة والإعلام، وسأذكر لك مثالا عانيت منه بنفسى فعندما تم ترشيحى لجائزة الدولة التقديرية فى أكثر من جامعة، وعندما يصل الأمر للمراحل النهائية يحجب اسمى لصالح بعض المرشحين من ذوى النفوذ الإعلامى والسياسى ويحصلون على الجائزة، دون أن يقدموا أى إنجاز حقيقى فى دنيا الفكر أو الأدب.. وعلى شاكلة هذا التزوير والتشويه قدر لى أن أكون الوحيد فى العالم العربى منذ وفاة الملك مينا الذى يحمل صفة الأستاذ الجامعى المتخصص فى الفلسفة، ويقدم لمحكمة الجنايات فى المنصورة عام 1995.
- بصراحة هل هناك داع للفلسفة فى أجواء العصر المادى الذى نعيشه؟
-- بكل أمانة وبصرف النظر عن أننى أعمل حتى اليوم أستاذا فى الفلسفة، فالفلسفة ضرورية لكل مجتمع، وهذا موجود فى كل المجتمعات المتقدمة فى أوروبا وأمريكا، فتوجد فلسفة روحية فى فرنسا، وفلسفة تجريبية فى انجلترا وفلسفة براجماتية عملية فى أمريكا. الفلسفة ضرورة لأن العلم وحده لا يكفى ولابد من نوع ما من التفلسف، وهذا موجود فى الحياة الشخصية للأفراد، فإذا قمت بمراقبة أى شخص وتحليل أعماله.. يمكنك معرفة هل هذا الشخص متفائل أو متشائم، أنانى أو محب للآخرين فبدون الفلسفة لا يمكن أن يتقدم أى مجتمع لأنها تقوم على الجانب النقدى، ولو كنا قد قمنا بتنمية الجانب النقدى فى المجتمع العربى بالذات، لما أصبح حالنا كالموجود عليه الآن.. عالم عربى مليء بالخرافات والدجل والشعوذة وأشياء كثيرة لا علاقة لها بالعلم أو بالعقل، فنحن الآن فى العالم العربى وأكثر من أى وقت مضى فى حاجة إلى أيديولوجية عربية مشتركة تقوم على أساس فكرى.. هذا الأساس تقدمه الفلسفة.
- لكن اسمح لى فالفلسفة عند جانب كبير من المسلمين تعنى الإلحاد والهرطقة.. ما رأيك؟
-- هذا الاتهام يشاع لضرب الفلسفة، وكان موجودا منذ القدم وبعض الفلاسفة أمثال سقراط قُدم للمحاكمة، بحجة أنه يسخر من آلهة بلاد اليونان، وأيضا فى العالم العربى يمكنك بسهولة أن تتهم شخصا ما يدرس الفلسفة ظلما وعدوانا بأنه كافر، ويقع عليه الحد ومن هؤلاء الحلاج الذى قطعت أطرافه وكتبه وقتل والسهروردى قُتل ومحيى الدين ابن عربى كفره ابن تيمية أيام صلاح الدين الأيوبى.
- هل هذا يعنى أن علاقة المسلمين بالفلسفة علاقة عدائية؟
-- نعم إلى حد كبير.
- وهل يرجع ذلك إلى جهل؟
-- يعود لعدة أسباب منها حكم تقليدى عام فيمكن لأى فرد أن يؤثر فى الناس بكلمة واحدة، وهى أن فلسفة هذا الرجل كفر وانتهى الموضوع عند هذا الحد. ضف على ذلك أن بعض رجال الدين التقليديين لا يضعون فى اعتبارهم أن الله سبحانه وتعالى قد أعطانا العقل لكى نفكر وينصبون من أنفسهم رجال حراسة، وهو الفرق الجوهرى بينهم وبين كل من الشيخ محمد عبده والشيخ محمود شلتوت، وأذكر للتاريخ أن عباس العقاد فى ندواته كان يقول أنا لا أمجد إلا اثنين فقط من علماء الدين، الشيخ محمد عبده والشيخ محمود شلتوت، وانظر إلى دعوة التقريب بين المذاهب الإسلامية التى أطلقها الشيخ محمود شلتوت، والتقريب بين السنة والشيعة فى ظل الحرب الضروس الدائرة الآن بينهما والدعوة لإعمال العقل التى كانت موجودة عند الإمام محمد عبده منذ أكثر من 100 عام، فنحن نعود للوراء جدا وللأسف.. ولابد أن تضع فى اعتبارك أن الإناء ينضح بما فيه فإذا وجد بعض من الحكام التقليديين الذين يفهمون فهما خاطئا فيمكن أن يتم تجريم الفلسفة ووصمها بالكفر والناس يؤثرون لأنفسهم السلامة، فيقولون إن الفلسفة كلام فارغ!
- ما رأيك فى حالات المطاردة الفكرية لأبرز المفكرين والكتاب.. هل يجوز الحكم بالدين على أفكار المبدع والمفكر؟
-- أقول لك بأمانة وقد عانيت من هذا شخصيا عندما تم تشويه رأيى فى إحدى الندوات، وقيل إننى أتطاول على الدين، فتقدمت مجلة اللواء الإسلامى المصرية ومعها بعض المجلات وهاجمونى على طريقة شاهد ما شافش حاجة، فقام أحد المحامين بالسنبلاوين برفع قضية ضدى والتهمة أننى متأثر بأفكار علمية رشدية تبعد كثيرا عن الدين، فقُدمت للمحكمة فى 15 مايو سنة 1995م، رغم أن ابن رشد كان فقيها وكان قاضيا للقضاة.. إن الفكرة لا تحارب إلا بالفكرة، وإذا حدث اعتداء ما على مفكر أو كاتب بسبب آرائه فهذا معناه الإفلاس، ويعنى أن الآخرين غير قادرين على الرد عليه بالفكرة المضادة، ويتبع ذلك الإرهاب بأية صورة من الصور.. لكن مع ذلك فأنا لى رأى أختلف فيه مع الكثيرين، وهو أن السبب فى المشكلة الثقافية الآن فى العالم العربى هم المثقفون أنفسهم.. لا تبحث عن الحكومة أو علماء الدين فقط، ولكن فتش عن المثقفين، لأن المثقف لا يقف وقفة جادة مع زميله المثقف فى حالة وقوعه فى أى مأزق، وهذا عكس ما يحدث مثلا فى إحدى النقابات المهنية أو العمالية عندما يحدث اعتداء ما على أحد زملائهم فيهبون عن بكرة أبيهم للدفاع عنه.. لكن فى العالم الفكرى فمقولة توفيق الحكيم عن: إننا نعيش فى عالم الصراصير صادقة.. وأكرر فتش عن المثقفين ودورهم السلبى فى السماح بالاعتداء عليهم.. وأسألك هل من قبيل المصادفة أن يتم حجبى عن الكثير من المؤسسات الآن تقريبا، فدورى قد أصبح هامشيا جدا، لم يعد لى دور إلا الجلوس فى المنزل للقراءة والكتابة، وهى حرب مقصودة وليواجهنى من يريد، أنا كنت أكتب فى الأهرام كل أسبوعين واسألوا الأستاذ فاروق جويدة، وكنت أتعامل مع كل قصور الثقافة وأصدرت عن طريق المجلس الأعلى للثقافة كتبا تذكارية مازالت مصر تفخر بها إلى الآن، ويكفى الكتاب التذكارى الضخم الذى أصدرته عن ابن رشد وجاءنى بسببه خطاب شكر من الرئيس التونسى زين العابدين بن على، وكتب عن يوسف كرم ومحمد عبده وزكى نجيب محمود.. أما الآن فأنا ممنوع من التعامل مع الهيئة إلا بنوع من الحذر.. فقط مجرد اجتماع كل شهر، ثم أرجع إلى بيتى، وكذلك معهد المخطوطات ومكتبة الإسكندرية التى كتبت عنها فى رسالتى للماجستير والدكتوراه منذ أكثر من أربعين عاما.. أنا مبعد عن التعامل مع مكتبة الإسكندرية، بخاصة عن ندوة الفلسفة والأديان والتى تضم أناسا لا يعرف بعضهم عن مكتبة الإسكندرية إلا بين شطين ومية يا بحر إسكندرية، فأنا مُبعد وكذلك د. فؤاد زكريا، رغم المجلدات التى كتبها عن الإسكندرية.
- هل كان ممكنا أن يظهر نموذج سلمان رشدى فى الغرب؟ نموذج الروائى المضطهد من قبل دولة إسلامية بسبب كتاباته؟
-- فى الغرب لا.. وتحديدا فى أفضل الدول الغربية إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا.. يظهر سلمان رشدى، بمعنى أن يظهر مفكر ثم يحارب ويهدر دمه لا.. كان ذلك موجودا فى القدم، أما الآن فصعب جدا جدا ليس فقط بسبب مراكز حقوق الإنسان، ولكن لجو الحرية والاحترام الكبيرين اللذين يعامل بهما المثقف هناك على كل الأصعدة.
- هل للفلسفة علاقة بالسياسة؟ ولماذا ابتعد كبار أساتذة الفلسفة المصريين عن المشاركة فى الزخم السياسى الدائر الآن ولو بالرقص؟
-- أرحب جدا بهذا السؤال.. لأنه سؤال دقيق يطرح مجموعة من الأشياء الموجودة بالخطأ فى أذهان البعض. فالفلسفة لها علاقة وثيقة بالسياسة، فالإنسان حيوان سياسى يتأثر بما هو موجود فى مجتمعه والمجتمعات الأخرى، لذا فلابد أن يكون لى رأى بوجه عام، وهذا موجود حتى عند رجل الشارع البسيط.. لكن هناك عدة أسباب وراء التباعد الحادث الآن بين المفكرين والزخم السياسى الموجود فى البلد.. أولها: القيود الموجودة على المفكر، بخاصة لو كان متزوجا وعنده أولاد، فهذه الحياة تعلمه ممارسة نوع من الجبن، ولذا أقول باستمرار إننى لا أتصور فيلسوفا يجمع بين الفلسفة والزواج والفيلسوف إما أن يكون عازبا أو يكون قد كون أفكاره الرئيسية قبل الزواج.. أما السبب الثانى: فهو اعتقاد بعض المفكرين أن دورهم هو التنظير السياسى وليس المشاركة العملية، وأبرز مثال ميكافيللى صاحب كتاب الأمير، فهو لم يشترك فى المعترك السياسى، لكنه كان منظرا سياسيا من الدرجة الأولى.
- ما الأسس التى تقوم عليها فلسفة الحكم العربية بشكل عام؟ ولماذا يرضى العرب ببقاء رؤسائهم فترات طويلة فى الحكم حتى ولو لم يحققوا أية إنجازات؟ وهل تدخل فلسفة التعذيب أو العصا والجزرة ضمن إطار فلسفة عامة؟
-- دعنا نقر أولا: بعدم وجود نظام ديمقراطى حقيقى فى أى من البلدان العربية، وثانيا: دعنا نقل إن التغييرات الدستورية فى كثير من الأحيان تكون للأسوأ، فلو كان هناك مثلا فى الدستور نص واضح يؤكد على عدم التوريث أو بقاء الرئيس أكثر من مرتين فى الحكم، لكان قد التزم به الجميع.. مشكلة الرأى العام فى بلادنا العربية أنه مهموم ومقهور بمشكلات أخرى غير السياسة فى مقدمتها البحث عن لقمة العيش.. فى مصر.. أنت انتقدت بشدة العقود الماضية بدون وجه حق، فأنا عشت أيام الأحزاب وأقول بأمانة إن الحكم فى مصر قبل ثورة يوليو لم يكن كله سيئا وقد عاصرت ذلك بنفسى، وأؤكد لك أن مصر أيام النحاس باشا كانت مؤهلة لنظام ديمقراطى يكاد يقف على قدم المساواة مع انجلترا وما يقال عن الباشوات بسخرية نوع من الجهل.. لكن للأسف نحن قمنا بتزوير كتب التاريخ وأنا أقول باستمرار إن أعظم رئيس وزراء فى تاريخ مصر هو مصطفى النحاس باشا، وقد أهديت له منذ عامين كتابى ثورة النقد.
- كلامك معناه أن فلسفة الحكم العربية لا تقوم على استغلال خطأ ما أو طبيعة ما فى الإنسان العربى تجبره على الصمت وتأليه بعض الأشخاص؟
-- لا.. العيب ليس فى الشعب المصرى، وانظر إلى شكاوى الفلاح الفصيح، فالمصرى أو العربى بشكل عام ليس ذا عقلية قاصرة، ولكن أنظمة الحكم الديكتاتورية العربية تعمل باستمرار على استغلال الظروف الحياتية السيئة للناس.
- قال البعض إن ارتباط منطق الفتوى بالأحوال المعيشية للمصريين وانقسام حياتهم ما بين حلال وحرام فقط أدى لتأخرهم؟ ما تفسيرك لعدم وجود هذا المنطق لدى المسيحية واليهودية؟
-- معروف طبعا أن المسيحية لا علاقة لها بالحكم.. المشكلة عندنا ليست فى الدين، ولكن فى الفهم الخاطئ له، فالدين فى حد ذاته غير مسئول عن بلورة حياة الناس إلى حلال وحرام.. لكن لابد أن أضع فى الاعتبار أن الشعب المصرى متدين فى أعماقه، والدليل على ذلك أن أية محاولة تجديدية.. إذا أهملت البعد الدينى، فلا تنجح على الإطلاق، وقارن بين محاولة سلامة موسى، ومحاولة الإمام محمد عبده.. فمحاولة الشيخ محمد عبده لها استمرارية أكثر.