تغريد مصطفى ابراهيم مشرف
عدد الرسائل : 1204 العمر : 32 Localisation : egypt تاريخ التسجيل : 02/09/2009
| موضوع: منهجية المقال الفلسفي في الإمتحان المدرسي الخميس مارس 25, 2010 9:24 pm | |
| منهجية المقال الفلسفي في الإمتحان المدرسي تقديم المقال الفلسفي هو تحليل لموضوع أو لنصّ ، و به يقع إختبار قدرة التلميذ على التفكير المنظم في مسألة معيّنة. المقال ليس خاطرة نسجّل فيها تجربتنا الشخصية بمعزل عن كلّ معرفة و كذلك ليس عرضا سلبيا لمعرفة جاهزة بل هو تفكير فعلي في قضية محددة. إنّ الأهداف من تدريب التلميذ على كتابة المقالات الفلسفية هي التعوّد على التفكير النسقي و تربية التفكير الشخصي و التحلّي بالرّوح النقدية و التزوّد بالحس الإشكالي. I-العمل التحضيري الذي يسبق تحليل الموضوع أو النص
1- فهم الموضوع أو النص في بداية الإمتحان يتردد التلميذ بين إختيار موضوع أو نصّ. فما هو الفرق بينهما ؟ - عندما يكون الموضوع سؤالا : نكون مطالبين بالإجابة أي بناء موقف وتوضيح أبعاده أي مجهودنا هنا هو فلسفي بحقّ. والصعوبة التي تعترضنا هنا والتي يجب أن نعي بها منذ البداية : هل نحن قادرون على الإجابة ، إجابة حقيقية عن السؤال ؟ كيف أضمن أنّ إجابتي هي إجابة مقبولة ؟ -عندما نكون تجاه نصّ (أو موضوع قولة) أي عندما نكون تجاه موقف جاهز عندئذ نكون مطالبين بتوضيحه و تحليله . والصعوبة هنا هي : من يضمن أنني فهمت أبعاد النصّ(أو القولة ) ؟ كيف أدرك ماهو جوهري و ما هو عرضي فيه؟ على التلميذ أن يعي بهذه الصعوبات و يقيّم قدرته و يدرك مدى إستعداده للتفاعل مع هذا موضوع أو ذاك النص و تبعا لذلك يختار . بالنسبة لمن سيختار النص عليه أن يبدأ بتقطيع النصّ إلى أفكار جزئية وأفكلر فرعية مع ضرورة تحديد المفاهيم الأساسية و الجمل الهامة . و هذا العمل يجب أن يرتكز على تتبّع تفكير الكاتب من خلال التثبّت في أدوات العطف و الإستثناء و الإستنتاج و وضع النقاط والفواصل… - فهم الموضوع يقتضي ضبط الوحدات المعنوية و أدوات الرّبط في السؤال أو القولة .مثال: هل يلغي وجود القوانين السياسيةالشعور الأخلاقي لدى الفرد؟ هل يلغي أ ب *- إختيار الموضوع يجب أن يخضع لأمرين : أ- يحب أن نختار الموضوع الذي قيّد نفسه أي ذلك الذي لا يُفهم بعدّة طرق. مثال من المواضيع الواضحة:هل تتعارض الحرية مع القانون؟قد يكون تحليلنا لهذا الموضوع سطحيا ولكن يصعب أن نخطئ في فهمه ولكن هناك مواضيع تظهر صعوبتها من أول خطوة وهي الفهم مثال:هل يؤدي النظر للعقل كأداة معرفة إلى إخراجه عن التاريخ؟هذا الموضوع معقّد لأن فهمَه مجرد إحتمال ولا نستطيع أن نقيّم فهمنا له.ما معنى إخراجه عن التاريخ؟وما صلة كون العقل أداة المعرفة بإخراجه من التاريخ؟ ب- يجب أن نختار الموضوع الذي نفهمه والذي نشعر أنّنا قادرون على تقييم مجهودنا في تحليله . - من الأخطاء التي تعيق فهم الموضوع ، التسرّع في إقحام الموضوع داخل محور من محاور البرنامج لأنّ من شأن هذا الإقحام أن يجعل التلميذ ينساق وراء كتابة ما يعرف حول تلك الإشكالية تاركا الموضوع ، في حين أنّ الموضوع له خصوصيته التي يجب أن نهتم بها : مثال: إن عمل الإنسان في الطبيعة يتحدد بمستوى المعرفة التي يصل إليها.حللّ هذا القول و ناقشه. فالموضوع هنا لا يتعرض لمحور العمل أو المعرفة و إنما للعلاقة السببية بينهما . -لا يكون التلميذ قد فهم الموضوع ما لم يدرك ما هو مطلوب منه: هل مطلوب منه أن يحدد: هل لي جسد أم أنا جسدي؟ هل مطلوب منه أن يقيّم : هل يصحّ القول إن الفلسفة في حاجة للعلم؟ - فهم الموضوع وإن كان مكوّنا من ألفاظ إلا أن هذه الألفاظ يجب فهمها في السياق العام . مثال : الوقوف على عتبة العلم كالوقوف على عتبة الجحيم .فكلمة الجحيم هنا تبين شدّة تمسك الإنسان بالأوهام و رفضه للحقيقة حتّى أنه يأخذ خروجه من الوهم على أنه ذهاب للجحيم و هو نفس الموقف الذي نجده عند سجين أفلاطون. - لا يجب أن نقف ضد الموضوع و لكن يجب أن نطيعه لنفهمه . مثال:"كلّنا فيلسوف " ما رأيك؟ لا يجب أن نفهم الموضوع في حدود ميولنا ، فلأننا نعرف أن الفلاسفة قلّة و أن ليس كلّ إنسان فيلسوفا ، نعترض على الموضوع في التحليل و هل لازال يسمّى تحليلا عندئذ؟ 2-إستخراج المعاني الضمنية كلّ موضوع حتّى و لو كان سؤالا يحتوي على معاني ضمنية لا بدّ من إستخراجها . مثال : هل من قيمة للفلسفة اليوم؟ نستنتج من هذا الموضوع: - أن الفلسفة قديما كانت لها قيمة. في ماذا تتمثل هذه القيمة؟ - قيمتها اليوم مشكوكا فيها أي إما أن تكون لها قيمة أو لا تكون لها . - هذا يعني أن قيمتها اليوم – إن كانت لها – في حاجة لإثبات و براهين . - هناك تناقض بين وضع الفلسفة قديما و وضع الفلسفة حديثا. ماذا حصل؟ إن التلميذ الذي يكتب خارج الموضوع هو الذي لم يستخرج هذه الأفكار الضمنية و كتب من منطلق آخر. -بالنسبة لتحليل النص: بعد تقطيعه إلى أفكار جزئية و بعد تحديد المفاهيم والجمل الهامّة لا بدّ من التفكير والسعي إلى إستخلاص ما توحي به. يمكن هنا أيضا أن نضع تعريفا للمفاهيم . إستخراج المعاني الضمنية من النّص لا يعدّ عملا يأتي بعد فهم النصّ بل هو عمل يهدف إلى تطوير فهمنا للنصّ أي لحصول فهم أعمق للنصّ. إنّ محاور الموضوع أو النصّ ثم الإشكالية و حتّى التمهيد كلّها تنطلق من تلك الكلمات التي في الموضوع أو الجمل التي في النّص . ذلك هو المعطى الذي يجب أن نستنطقه أولا. 3- تحديد الموقــــف سعي التلميذ لفهم الموضوع أو النصّ ثمّ إستخراجه للمعاني الضمنية لا بدّ أن يفضيا إلى تحديد موقف واضح. ما هو المقصود بتحيد الموقف؟ على التلميذ أن يحدد الإتجاه الذي سوف يأخذه التحليل في ما بعد . فإن كان الموضوع سؤالا ، على التلميذ في هذه الحالة أن يحدد إجابته. قد يضع التفكير العميق في الموضوع أو النصّ التلميذ أمام تأويلات مختلفة و معاني عديدة . عليه الآن مراجعة ما توصّل إليه ، بكل دقة تجعله إما أن يوحّد تلك التأويلات بحيث تشكّل نسقا أو أن يختار إحدى التأويلات. المهم هو أن يشكل ركيزة تحليل منسجم أي الإتجاه الذي سيأخذه التحليل في ما بعد. حلّ القضية لا يعني الحديث في القضية و توضيح ملابساتها و التعرّض لآراء الغير فيها . فنحن لا نكتب لنطرح مشكلا و إنما لنحلّ ذلك المشكل فنحن هنا عندما نكتب نسير شيئا فشيئا نحو إظهار موقف نستبطنه منذ البداية ذلك الموقف هو الذي نقصده و هو الذي يجب أن يُحدد في هذه المرحلة من العمل التحضيري. تحديد الموقف هنا هام لأنه يقينا في ما بعد من الإضطراب و التكرار والخلط ولأنّه هو الذي سيوجّه المقال وجهة محددة بحيث ينصرف مجهودنا كلّه نحو البناء . لماذا يجب أن يكون تحديد الموقف بعد فهم المعطى و قبل صياغة المحاور؟ لأن صياغة المحاور هي نفسها يجب أن تنبني على موقف أو وجهة نظر . فالمحاور مرتبة ، ليست فقط مضمونا بل هي كذلك المنهج الذي سيطرح به التلميذ موقفه. لذلك فتحديد الموقف هو أساس المضمون والمنهج. بالنسبة لمن أختار النصّ عليه في هذه المرحلة أن يدرك هيكل النصّ . أي مضمون النصّ المتضمن لموقف الكاتب والكيفية التي طرح بها ذلك الموقف. 4- صياغة المحاور المحاور هي الأفكار التي سنحللها لاحقا و هي التي تشّكل أركان التحليل . هذه المحاور نتحصّل عليها بتنظيم الأفكار الضمنية التي إستنْتجْناها من التفكير في الموضوع أو النصّ . يقود هذا التنظيم الموقف المحدد سابقا. - تجاه الموضوع نحن الذين نضبط المحاور ولكن تجاه النصّ ،بنية النصّ هي التي تحدد المحاور. - هناك مواضيع أو نصوص نلتجئ في معالجتها إلى تخطيط جدلي ويتكون من ثلاثة محاور هي : الأطروحة )thèse) و نقيض الأطروحة(anti-thèse) والتأليف(synthèse) ولكن هذا التخطيط لا يمكن تطبيقه على كلّ المواضيع وعلى كل النصوص. - لا يُتسامح مع التلميذ الذي يهمل إحدى المحاور ولكن التلميذ الذي يضيف محورا لا يخرج عن نسق التحليل ، يُتسامح معه في ذلك ، لهذا على التلميذ أن ينتبه حتى لا يغفل بعضها . وإذا كان متشككا في إحداها عليه أن يغلّب ميله لذكرها على رفضها حسب قيمتها في التحليل طبعا. - بعد تقطيع النص إلى أفكار جزئية وبعد فهم معانيها الضمنية ،يقع جمع الأفكار التي لها صلة ببعضها البعض ،في محاور وهنا لا بد من الإهتمام بالأسئلة المصاحبة للنصّ لأنها تساعدنا على ضبط المحاور والتفريق بين ما هو جوهري وما هو عرضي في النصّ. - بعد ضبط المحاور لا بدّ أن نرتبها ترتيبا منطقيا بالنسبة للنصّ أو الموضوع. - هناك مشكل يرتبط بضبط المحاور وهو : متى أضع محورا للمفهوم المركزي في الموضوع؟ عندما يسعى الموضوع لتحديد المفهوم المركزي كقولنا: هل الحرية هي أن نفعل ما نريد ؟ هنا لا يجوز أن نضع محورا للحرية أي محورا يتحدث عن الحرية بإطلاق ،لأن الموضوع يشترط علينا أن نعرّفها بمعنى محدد هو المعنى الذي جاء به الموضوع. لكن عندما لا يسعى الموضوع لتحديد المفهوم موضوع التساؤل ، لكن يربطه بمفهوم آخر مثلا : هل تتعارض الحرية مع القانون؟ هنا يجوز أن نضع محورا حول الحرية. 5- تسجيل الخواطر أثناء العمل التحضيري أي أثناء المراحل السابقة لا شك تَرِِدُ على التلميذ أفكار ومعلومات ،عليه أن يسجّلها على ورقة مستقلة بدون ذكر تفاصيل الفكرة حتى لا يُضيّع الوقت.بعد الإتيان على هذه المراحل ،على التلميذ أن يحثّ ذاكرته على تذكر المزيد من المعلومات والأفكار أي عليه أن يخصص جانبا من وقته للتذكّر وذلك بطرح السؤال التالي: ماذا أعرف من موقف الفلاسفة بخصوص هذا الموضوع؟ طبعا كل معلومة يتذكرها التلميذ عليه أن يصنفها في المحور الخاص بها حتى لا يكون بعد التذكر في فوضى. II- منهجية المقال الفلسفي 1- المقدمة أ- التمهيد التمهيد ليس أكثر من أنه إدراك المجال الذي يتزل فيه الموضوع. - المقدمة تكشف عن مدى إستيعاب التلميذ للموضوع أو النص و الوجهة التي سيتخذها التحليل. - التمهيد هو كل ما يمكن أن يقال من أجل الوصول إلى القضية التي يطرحها الموضوع أو النص.فمَهْمَا كان مضمون التمهيد يجب أن تكون وظيفته التدرج بالقارئ إلى المشكل المطروح. - لا يجب أن نعطي أحكاما مسبقة في التمهيد أي تلك الأفكار المرتبطة بحلّ المشكل ولكن يمكن أن نحكم في ما لا يرتبط بالمشكل. - لا يمكن أن يصاغ التمهيد في جمل عامة ومبتذلة لا تفيد الموضوع أو النص في شيء من ذلك مثلا:"منذ أن ظهر الإنسان على وجه البسيطة..." أو"منذ قديم الزمان و الإنسان يفكر في قضية...". - لا يجب على التلميذ أن يلخص المقال في التمهيد لأن هذا التلخيص سيصطدم القارئ لأنه سيكون أمام طرح غير مقنع وغير مبرر. - على التلميذ أن يتجنب في التمهيد عرض تخطيط للتحليل إذ أن التخطيط يوجد في كامل المقال كالهيكل العظمي في الجسم الحي و لا يوجد بمعزل عنه.يكتفي التلميذ بالإشارة إلى ما يتفرع عن المشكلة من تساؤلات بحسب تدرجها المنطقي .ما يجب تجنبه هو أن يقال مثلا: في جزءأول سنرى...،ثم سنتحدث في ما إذا....". - التمهيد للنص لا يكون بالتقدم المادي أي التعريف بالكاتب والكتاب لأن الذي يهمنا ليس من كتب ولكن ماذا كُتب. يمكن أن نشير للكاتب لكن لا نجعل منه محورا للحديث. إن التمهيد بالنسبة للمحاور هو كالرواق بالنسبة للغرف. من أنواع التمهيد: أ-التمهيد بالتضمّن: يمكن أن يتناول التمهيد مسألة عامة بشكل يكون المشكل المطروح في الموضوع أو النص مسألة جزئية متضمنة فيها.مثلا إذا كان الموضوع حول الشك يمكن أن نتحدث في التمهيد عن المعرفة . ب التمهيد بالتأسيس:هو أن نتناول في التمهيد دواعي طرح المشكل أي أن ننظر للمشكل كنتيجة لها أسباب تاريخية هذه الأسباب نذكرها في التمهيد.نتحصل على التمهيد بطرح هذا السؤال: ما هي الأسباب التي أدت إلى طرح هذا المشكل . مثال:هل يمكن للعلم أن يحلّ محل الفلسفة ؟ ما هي الأسباب التي أدت إلى طرح هذا السؤال؟أولا تعدد المذاهب الفلسفية وإتصافها بالذاتية وثانيا نجاح العلوم معرفيا وتقنيا،من هنا أصبحنا نتساءل هل يمكن للعلم أن ياخذ ذلك الدور الذي بقى للفلسفة. ت إضفاء الطابع الإشكالي على بديهة شائعة: يمكن أن ننطلق من موقف مسلم به و يعتبر بديهيا.مثال:ننطلق من التصوّر الشائع حول المعرفة العلمية أي كونها معرفة حقيقية ثابتة ومطلقة ،ثمّ نتساءل بعد ذلك عن طبيعة المعرفة العلمية ونبيّن في التحليل أن الحقيقة العلمية هي حقيقة نسبية لأن العلوم تتطوّر. ب- طرح الإشكالية الإشكالية هي جملة من الأسئلة نطرحها في نهاية التمهيد. هذه الأسئلة هي التي سنجيب عنها في التحليل. - لا يجب أن نطرح أسئلة لا نجيب عنها. - عدد الأسئلة لا يجب أن يتطابق بالضرورة مع عدد المحاور ، يمكن تجاه فكرة محورية أن نطرح سؤالا رئيسيا و أسئلة توضيحية. - يجب أن نعتمد على المحاور في صياغة الأسئلة ويمكن أن نقلب الجمل التقريرية إلى جمل إستفهامية. - يفترض أن تكون الأسئلة مترابطة منطقيا و توحي بمراحل جوهر المقال و يمكن أن تتنوّع هذه الأسئلة إلى أسئلة تحليلية وأسئلة تقييميّة تحيل إلى النقاش أو النقد. - بالنسبة لتحليل النص لا يعني طرح الإشكالية ذكر الأسئلة المصاحبة للنصّ. هذه الأسئلة عامة وجانبية، تشير للمطلوب التفطن إليه لذلك فوظيفتها توجيهية فحسب،فهي تُساعدنا على فهم النص وليس في صياغة الإشكالية.فهم التلميذ للنص هو الذي يحدد الإشكالية. 2- جوهر الموضوع أ- التحليل التحليل ليس تحليلا للمشكل ككل وإنما هو تحليل للمحاور. أثناء التحليل على التلميذ أن يركز في عمله على نشاطيْن هما التقسيم والإستنتاج.التقسيم هو تفكيك وهذا التفكيك أو التحليل يبدأ بتحليل المحاور إلى أفكار فرعية وتحليل هذه الأخيرة إلى أفكار جزئية وتحليل الأفكار الجزئية إلى أفكار بسيطة...إنّ تقسيم الأفكار أو تفكيكها يخلق نظاما في المقال متى أدرك التلميذ الفرق بين الأفكار التي تتضمن غيرها والأفكار المتضمنة في غيرها.أما الإستنتاج فهو توليد فكرة من غيرها. هذا المجهود هو الذي يضفي المنطقية على الأفكار. وعلى التلميذ وهو يستنتج من فكرة ما ،أن يضع في إعتباره الفكرة التي سينتقل إليها. -حسن توظيف المعلومات من بين العوامل الهامة التي ترفع من قيمة المقال. ومن الأساليب التي تمكّننا ذلك إعتماد المقارنة ،كأن نقارن بين الموقف الذي نحن بصدد تحليله وموقف آخر وذلك لغاية تدعيمه أو مناقضته. على أن عملية المناقضة لا يجب أن تتحوّل إلى نقد إذ أننا حتّى وإن ناقضنا النظرية التي نحن بصدد تحليلها فيجب في النهاية أن ننتصر لها فنحن وإن ناقضناها فلتصعيد التحليل فقط. هام أن نتوقف عند المفاهيم الأساسية عند الفلاسفة إذا كانت الضرورة تدعو لذلك مثال: مفهوم الموجود لذاته عند سارتر ،اللاشعور عند فرويد،الضمير الجمعي عند دوركهايم،إرادة القوّة عند نيتشه،النقد عند كانط،الشك المنهجي عند ديكارت، المثل عند أفلاطون ... في بعض الأحيان نضطر لكي نفرد محورا كاملا للحديث عن مفهوم سواء كان في معالجة موضوع أو في تحليل نصّ. يشتمل كل محور على مجموعة من الفقرات ،يكون عددها مطابقا للمسائل الفرعية، وينبغي أن تكون متقاربة من حيث العدد بحيث لا يعقل أن يكون لمحور واحد أربع فقرات بينما لا يحتوي محور آخر إلاّ على فقرة واحدة،اّلأمر الذي يفقد المقال إنسجامه و توازنه. هذا مع التسليم بعدم تساوي محاور الموضوع أو النص من حيث الأهمية غير أن التفاوت لا يجب أن يكون مبالغا فيه. لا بد من توفّر الروح الفلسفية في التحليل،أي لا بدّ من ملاحقة المشكل بالبحث في جذوره وأبعاده وكذلك وضع الإجابة المتوصل إليها موضع سؤال. ولا بد من الجرأة في طرح الأسئلة الجوهرية. لا بد أن يحسن التلميذ التخلص في الإنتقال من محور إلى آخر أو من فكرة فرعية إلى أخرى.لا يتم الربط بين فقرات التحليل وبين المحاور عن طريق جمل شكلية للتخلّص وإنما يكون الربط مستمدا من التسلسل المفهومي. -إذا كانت هناك تعليمات مصاحبة للموضوع مثل:"حلل هذا الموضوع مبينا ..." وجب أن نعمل بذلك في التحليل ونشير إليه كلّما وجدنا الفرصة لذلك. -يُراعى للتلميذ ما يبدو في تحريره نتيجة لمطالعته الشخصية. -على التلميذ أن يعود للسطر كلما شرع في محور جديد. وكذلك عليه أن يلتزم في تحليله لمحور معين بذلك المحور، فيبتعد عن التعقيد و الخلط والتكرار و"التسيب المفهومي" أي عليه أن يساعد القارئ في إدراك المحور الذي يعالجه. -يحسن إستعمال الأمثلة لتوضيح المعاني وفي هذه الحالة لايجب أن تحل الأمثلة محل الإستدلال ولابد من إستخلاص الإستنتاج اللازم من المثال. الإستشهاد يجب أن يكون ملائما للمعنى المعالج، ويحسن ذكر مرجع الإستشهاد كذكر الفيلسوف أو الكتاب أو المذهب أو العصر. إن هذه التوجيهات المرتبطة بالقسم التحليلي في الجوهر تهمّ معالجة الموضوع وكذلك تحليل النص. ولكن هناك بعض الملاحظات الخاصة بتحليل النصّ. ملاحظات خاصة بتحليل النصّ 1) تحليل النص هو تحليل محاور النص وكذلك الأفكار الفرعية والجزئية في كل محور. لانحلل النص كلمة كلمة أو جملة بعد جملة، ولكن يمكن أن نركز على المفاهيم أو الجمل الهامة. 2) التحليل ليس إجابة عن الأسئلة المصاحبة للنص .وظيفة الأسئلة هي أن تشدّ إنتباهنا إلى بعض المسائل التي قد لا نركز عليها عند فهم النص. 3) تحليل النص يعني أن نستنتج من أفكاره ومن مفاهيمه،أفكارا آخرى منطقية مترتبة عما ذكره الكاتب. أن نحلل نصّا ما هو أن نعثر على الأفكار التي يسمح بها النص ولكن لا يقولها صراحة. 4) الإستشهاد من النص هام حتى يُظهر التلميذ أنه بصدد معالجة قضاياه والإستشهاد من خارج النص ضروري أيضا من أجل التدعيم والتوسّع. في تحليل النص علينا أن نحذر من: -السرد: و هو إعادة الأفكار الواردة في النص بدون الإستنتاج منها. -التحليل السطحي: هو تحليل يتجاوز النص قليلا ولكن لا نجد فيه إكتشافات هامة ولا تفكيرا عميقا. -التحليل العام: هو التحليل البعيد عن محتوى النص والذي يصبح فيه النص مجرد مبرر لإستعراض معلوماتنا حول الإشكالية التي يطرحها. - تحليل النص معناه الوقوف موقف وسط فلا تجاوز للنص بإغراقه بالمعلومات التي قد تكون صلتها به غير مباشرة ولا الوقوف عنده بإجترار ما ورد فيه. تحليل النص هو كشف لإبعاده وإستخلاص ماهو ضمني فيه. ب- النقد أو النقاش أو التقييم لماذا يأتي النقد بعد التحليل؟يأتي النقد بعد التحليل حتى يصبح التلميذ قادرا على تحليل رأي غيره أولا، وحتى لا ينقد رأيا دون فهمه. - النقد هو تقييم ،أي على التلميذ أن يعطي رأيه في المشكل الذي حلله. النقد ليس بالضرورة إعتراضا، يمكن أن ندعّم الحل المطروح بالإعتماد على أساس آخر أو أن نعترض على الموقف المقدم نظرا لضعف البراهين. - أفضل نقد هو ذلك الذي يعثر على تناقضات داخلية في صلب ما هو مقدم، أو تناقضات بين ما يذكره النص وما نعرفه عن فلسفة صاحب النص أو الموضوع القولة.مثال يقول فرويد "إن الحضارة تقوم على الإكراه على العمل و على نكران الغرائز "حلل هذا القول وناقشه. يمكن أن ننقد هذا الموقف بالقول إن الخصائص الجوهرية التي ينسبها للإنسان وهي الكسل والعدوانية يمكن أن تتخذ ذريعة لتسلط الأنظمة الدكتاتورية وكأن فرويد من حيث لا يشعر يبرّر التسلط. - يمكن أيضا أن ننقد موقفا لا بالإستنتاج منه ولكن لأن لنا موقفا مناقضا له. مثال ذلك:يقول ديكارت "أنا أفكر إذا أنا موجود" النقد الذي يمكن توجيهه لكوجيتو ديكارت هو أنه لا وجود لتفكير بدون موضوع،أي لا وجود لأنا أفكر وإنما "لأنا أفكر في كذا أنا موجود" وهو معنى النقد الذي وجهه هوسرل لديكارت. - إن الفلاسفة عندما يعترضون على بعضهم البعض لايقتصرون على الإعتراض فحسب بل يبررون ذلك الإعتراض لذلك على التلميذ أن لا يعترض فقط بل عليه هو أيضا أن يبرر موقفه. وعندما يذكر مواقف لفلاسفة في النقد عليه أن لا يكتفي بذكرها إذ لا بد من تقييمها وذلك بالحكم عليها أي بيان مدى وجاهتها. - إذا كان الموضوع يبدأ ب"هل"ويطرح فرضيتين أو أكثر فلا بد من إتخاذ موقف في التحليل، فإن كنا نتبنى فرضية واحدة وجب أن ننقد الفرضية الثانية و يعدّ هذا النقد جزءا من التحليل لأنه ليس تعليقا على التحليل بل هو التحليل عينه لأن التحليل هنا هو تحديد لموقف بإختيار فرضية أو أكثر. وبعد هذا التحليل المصحوب بنقد يجب أن نضع نقدا آخر مستقلا عن التحليل. 3-الخاتمة في الخاتمة نقدم بإختصار نظرة تأليفية للنتائج التي تم التوصل إليها في جوهر المقال.ثم نستمد إشكالية آخرى من الإشكالية التي وقع تناولها وهكذا نبين أن الإشكالية المطروحة وإن وقع تحليلها فإن هناك قضايا آخرى مرتبطة بها في حاجة للدراسة وبذلك نتجنب النزعة الوثوقية وفي نفس الوقت نبين أن الحلول الفلسفية هي حلول نسبية.
| |
|
رباب مصطفى مشرف
عدد الرسائل : 191 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 14/01/2010
| موضوع: رد: منهجية المقال الفلسفي في الإمتحان المدرسي السبت مارس 27, 2010 6:17 pm | |
| شكرا ياتغريد قافزة قافزة هوا صح اة حكاية الاستفتاء دى اللى دكتور خطاب عاملها | |
|