زائر زائر
| موضوع: استعانة الكهنه بالجن السبت أبريل 03, 2010 12:42 am | |
| هناك قواعد عامة في كل علم من العلوم , فكما أنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن الخمر حرام شربها وأن الصلاة واجبة إقامتها , فكذلك من المعروف بداهة في علم الفيزياء مثلا أن الجسم الميت أو الجامد عاطل لا يتأثر إلا إذا أثر عليه مؤثر خارجي ,وكذلك مما يجب أن يعرف من العام والخاص من الناس عن عالم الجن والشياطين وعالم الرقية أنه لا يمكن ثم لا يمكن أن يعين الجنُّ الإنسَ بدون مقابل (أستثني ما أثبته القرآن عن سيدنا سليمان الذي سخر الله له الجن ولم يسخرها لأحد غيره , وما ثبت عن بعض الصحابة مثل أبي هريرة حين نصحه جنيٌ بقراءة آية الكرسي فقال له رسول الله –ص- : " لقد صدقك وهو كذوب" …),هذا إذا فرضنا جدلا أنه أعانه بالفعل إعانة حقيقية لا شكلية . وأضرب على ذلك مثال الكاهن ( من أمثلة كثيرة يمكن أن أرجع إليها في حلقات قادمة بإذن الله)تعميما للفائدة وحتى لا يبقى الكلام نظريا : سئل الشيخ ابن عثيمين - حفظه الله - عن الكهانة وعن حكم إتيان الكهان , فأجاب بقوله : "الكهانة فعالة مأخوذة من التكهن ، وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها ، وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصـل بهم الشياطين وتسترق السمع من السمـاء وتحدثهم به ، ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها ما يضيفون من القول ثم يحدثون بها الناس ، فإذا وقع الشيء مطابقاً لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعاً في الحكم بينهم ، وفي استنتاج ما يكون في المستقبل.ولهذا نقول:الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل .والذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول : أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه ، فهذا محرم ، وعقوبة فاعـله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوماً ، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من أتى عرّافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً أو أربعين ليلة ].القسم الثاني: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به ، فهذا كفر بالله -عز وجل- لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب ، وتصديق البشر في دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله تعالى- قل لا يعلم من في السماوت والأرض الغيب إلا الله ), ولهذا جاء في الحديث الصحيح: [من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما نزّل على محمد ، صلى الله عليه وسلم ].القسم الثالث: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس ، وأنها كهانة وتمويه وتضليل ، فهـذا لا بأس به ، ودليل ذلك ...", إلى آخر ما قال العتيمين رحمه الله تعالى رحمة واسعة. والكاهن هو الذي يدعي أنه يعلم الغيب وأن الجن (صالحا أو طالحا ) يعينه ويأتيه بالأخبار المتعلقة بمستقبل الناس والكون والحياة.وهذا الكاهن قد يكون رجلا ( أو امرأة ) يقوم بعمله الشيطاني في مكان خاص وفي بيت معين وفي عيادة (!!!) ,وقد يكون امرأة مستقرة في بيتها لكنها تتكهن للناس بدون مناسبة في أي مكان وفي أي زمان , وقد تكون جماعة من الرجال أو النساء متفرقين أو مخلطين مستقرين داخل خيام لمدة أسبوع أو أسبوعين ويستقبلون الناس (متعلمين وجاهلين , أغنياء وفقراء , مسؤولين وبسطاء , أقوياء وضعفاء..) من كل مكان ليبشروهم زورا وبهتانا وكذبا بالمستقبل الزاهر والسعيد ليسرقوا لهم من المال ما يسرقون ,كما يحدث في بعض السنوات هنا في مدينة ميلة وعلى طريق"زغاية"تحت سمع المسؤولين وبصرهم (!). إن هذا الكاهن ( أو هؤلاء الكهنة ) يكذب حتما فيما يقول للناس وفيما يتكهن لهم بلا أدنى شك أو ريب بشهادة الرسول-ص-الذي أخبر:" كذب المنجمون ولو صدقوا",وكذا بشهادة الواقع كل الواقع في كل مكان وفي كل زمان.ولا يجوز أبدا أن نشك ولو للحظة في كذب هؤلاء. كما أننا نؤمن بأن أركان الإسلام خمس وأن الله فرض على كل مسلم 5 صلوات في اليوم والليلة وأنه أوجب علينا الصدق والأمانة والوفاء وحرم علينا شرب الخمر وأكل الميتة والخنزير وما أهل به لغير الله مثلا ,فكذلك يجب أن نؤمن بأن الكاهن كاذب وكاذب وكاذب ولو صدَّقه ملايين الجهلة من الناس المثقفين أو الأميين . وعلينا أن ننتبه إلى أن ذهاب الواحد منا عند الكاهن لا يجوز سواء صدقناه أم لا لقول النبي-ص- :" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم في صحيحه.ولقوله :" من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" إن الأصل في الكاهن أنه متصل بالجن والشياطين بطريقة يعلمها الله , والشياطين بدورهم يسترقون السمع من الملإ الأعلى فيأخذون خبرا صحيحا يعلمه الله وحده وكذا من أراد الله أن يُطلعهُ على البعض من غيبه ,فيخلط الشياطين هذا الخبر الصحيح مع 99 خبرا كاذبا وتقدم هذه الأخبار للكاهن الذي يُقدمها بدوره للناس على اعتبار أنه يعلم الغيب وهو لا يعلم من الغيب شيئا بل لا يعلم حتى أين هو الخبر الصحيح من ضمن ال 99 خبرا كاذبا.وإذا وُجد خبر واحد صحيح ضمن 99 خبرا كاذبا فإن الكل يصبح في حكم الكاذب ولا معنى لتصديق أي خبر.هذا هو حكم العقل والمنطق والشرع والواقع و.. والغريب أن أغلب الناس يؤمن نظريا بهذا الذي نقول , لكن الواقع ليس دوما منطبقا على هذا المعلوم نظريا ,وذلك عند الكثير من الناس .ومن هنا نجد بعض المتفائلين في حياتهم والمبالغين في التفاؤل , نجدهم يميلون إلى تصديق الأخبار السارة التي يسمعونها من الكهنة ويتعلقون بها ويبنون عليها ما يبنون من القصور التي لا تلبث أن تتهدم مثلها مثل القصور التي يصنعها الأطفال بالرمل على شاطئ البحر. وعند تهدم هذه القصور قد يُصاب هؤلاء بأزمات نفسية أو سكتات قلبية أو إرهاقات فكرية أو .. كما نجد المتشائمين في حياتهم والمبالغين في التشاؤم ( وخاصة من النساء ) نجدهم يميلون إلى تصديق الأخبار السيئة التي يسمعونها من الكهنة ويتعلقون بها ويبنون عليها ما يبنون من القبور (قلق واكتئاب وحزن ويأس وقنوط وتوتر أعصاب وفشل وضعف عام بدني ونفسي واعتراض على قضاء الله ودعوى الجاهلية و..) . وحتى عند تهدم هذه القبور والتأكد فيما بعد من أن أخبار الكاهن كذب في كذب,قد يُشفى هؤلاء مما أصيبوا به من أزمات أو صدمات بسهولة وقد يطول العلاج لسنوات وسنوات بدون أن يُشفى المريض تماما . وأذكر بالمناسبة هنا مفكرا مصريا ( …) اشتغل لمدة بدراسة الإعجاز العددي في القرآن الكريم لكن الشيطان نفخ فيه فأعجبَ بنفسه وادعى أنه يعرف متى تقوم الساعة بحسابات زعم أنه أخذها من القرآن الكريم وأعلن عن زعمه على الملأ في ملتقى للفكر الإسلامي بنادي الصنوبر عام 1979 أو 1980 م , وأذكر أننا رفعنا أصواتنا عالية مطالبين العلماء بالرد عليه, فقام في الحين الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ورد عليه بقوة وجرأة وشجاعة وبالدليل والحجة والبرهان مما أثلج صدورنا وصدور كل الحاضرين من الطلبة ومن المسؤولين وغيرهم, وأخبره بأن الله وحده يعلم الغيب ويوم القيامة من الغيب,كما أكد له أن من يدعي معرفة "متى تقوم الساعة ؟" عليه أن يراجع إيمانه لأنه قاب قوسين أو أدنى من الكفر…ولقد سمعت مؤخرا من الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله بأن هذا المفكر مات في السنوات الأخيرة مقتولا وهو على ما كان عليه من سوء الحال والعياذ بالله,نسأل الله أن يحفظنا وأن يختم لنا بالخير–آمين-. ومما يتصل بهذا الموضوع حقيقة مهمة جدا تتمثل في الفرق بين: ا- البصيرة السليمة أو الحاسة السادسة كما يسميها بعضهم أو..والتي يمكن أن تظهر مثلا من خلال قول رجل صالح لآخر:"كأنني أرى بأنك نجحت في الامتحان كذا"وبالفعل ينجح هذا الشخص فيما بعد كما توقع الرجل الصالح تماما,أو يمكن أن تظهر مثلا من خلال قول رجل صالح تقي لآخر:"أخاف أن تقع لك حادثة بالسيارة في وقت قريب"وبالفعل تصطدم سيارة هذا الرجل بعد أيام قليلة بشجرة كما توقع الرجل المؤمن تماما . إن هذه البصيرة أو الإلهام هبة من الله يعطيها عادة للبعض من عباده الصالحين ولا يعطيها لأي كان .والرجل المؤمن الصالح التقي الذي أكرمه الله بهذه الهبة لا يعلم شيئا من المستقبل ولا يدعي أنه يعلم الغيب , وهو حين توقع ما توقع لا يعلم أن ذلك سيقع بالفعل , ولا يعلم بذلك إلا حين وقوع الشيء بالفعل في أرض الواقع . وهذا إذن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بعلم الغيب وبالكهانة. ب-الكهانة والكذب والضحك على ذقون الناس,والتي قد تظهر من خلال رجل يلبس لباس العلم ويدعي أنه يعلم الغيب مثل صاحبنا الذي يقدم برنامجا خاصا أسبوعيا (لا أعرف عنوانه) من خلال شبكة الأخبار العربية ,القناة الطيبة في مجال أخبار العالم العربي والإسلامي والتي نتمنى أن تحذف هذا البرنامج من جملة برامجها كما نتمنى من قناة الجزيرة أن تحذف برنامج " زينة " من جملة برامجها , وأمثال هذا الرجل كثيرون عند الغرب وفي أمريكا مثلا.كما تظهر الكهانة من خلال امرأة كاهنة تتنقل عبر بيوت الناس أو تلتقي بهم في المناسبات,كما يمكن أن تظهر من خلال رجل كاهن يتنبأ للناس بالغيب وهو مستقر في محل معين أو …إن كل واحد من هؤلاء يدعي مسبقا أنه يُخبرك عن المستقبل , أي يدعي أنه يعلم الغيب ,ولو استدرك في كل مرة وقال:"إن شاء الله " أو " بإذن الله "(وهي كلمة مثل العسل يوضع في السم ),وهذا في حد ذاته كفر,لذلك قال كثير من العلماء بأن الكاهن حده في الإسلام القتل.هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الغالب على هؤلاء في سلوكاتهم الخاصة في حياتهم اليومية أو في تعاملهم مع الناس,الغالب عليهم هو الفسق والفجور والانحراف والمعصية لا الإيمان والتقوى والورع والصلاح .وسواء تمت الاستعانة في هذه الكهانة باسم الدين بالشياطين أو تمت الاستعانة باسم العلم بالنجوم ومواقعها وحركاتها وسكناتها , فالنتيجة واحدة هي جهل وكذب وضحك على ذقون الناس وسرقة واختلاس لأموالهم , والدين بريء من سلوك هؤلاء الشنيع وكذلك العلم بريء من عملهم الساقط . والذهاب عند هؤلاء حرام ثم حرام كما قلت من قبل حتى ولو تم ذلك من أجل اختبارهم أو الضحك عليهم .نسأل الله العافية والمغفرة والرحمة –آمين-. ملاحظة : بدأت تظهر-للأسف الشديد- مؤخرا قنوات تلفزيونية تعلم الناس جهارا ونهارا السحر والشعوذة والدجل والكذب والكهانة \اميرالعذابkarem |
|