الحياة تستمر بالتزاوج وليس بالانفراد حتى في ذرات الفيزياء , فقد ثبت أن مركبات الطبيعة تعيش في حالة زوجية والماء الذي هو أصل الحياة ومكان الحياة وتتكاثر به الحياة ودونه نموت في أيام معدودات هو حاصل زواج بين غازي الأكسجين والهيدروجين وعلى شكل تعدد زوجات، فذرة الأكسجين متزوجة، وملتحمة بذرتين من الهيدروجين، ولا يعني هذا أن أصل الزواج التعدد وإلا لكانت الغابة أصل الحياة الإنسانية فالحيوانات تتعدد دون نهاية ولكن البشر يختلفون، والكراهية ارتداد على الذات ومحق للآخر في صورة لا نهاية من الابتعاد والنفور وتمني كل مصيبة فيه، والحب عكس ذلك من الاقتراب والامتزاج والمودة، وبكلمة أخرى الكراهية عزلة وانفراد والحب امتزاج وتزاوج، والكراهية تعمل ضد الحياة، فمع الكراهية يتولد التشنج والسوداوية ويفرز الريبة والشك والحذر وكل مشتقات الترصد والكيد والتآمر ومحاولة التخلص من الآخر، وأحيانا بالتصفية الجسدية عند السقوط في شرك الانفعالات من الغضب والحقد، وإلا كيف نفسر الجريمة؟ وأنا شخصياً مررت بعدة تجارب تألمت منها أشد الألم وراودني شعور بالانتقام ؟
فانتبهت لنفسي وتذكرت قول الله تعالى «إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون . وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون»، وقول الله تعالى (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) الآية، ولكني اكتشفت أمراً هائلاً فقد دخلت النفق النفسي الذي يتغذى منه الحقد وفهمت لماذا تقع الجريمة، حيث أن الفيلسوف ديكارت يقول في كتابه «المقال على المنهج» إن أعظم النفوس عندها استعداد أن تفعل أفظع الرذائل فليس منا أحد محصنا ً فيجب أن نعترف والاعتراف فضيلة ولا ينمو الإنسان بأفضل من تعوده على روح النقد ولكن من يفعل ذلك ؟ وأنا شخصياً استفدت من غاندي من كتابه «تجاربي مع الحقيقة» فاعترف بمشاعره النفسية ببراءة الأطفال وكيف نمت روحه في عشق الحقيقة، وحتى نفهم أثر الكراهية على البيولوجيا فليس علينا سوى تسجيل تلك المظاهر بدقة عند الوقوع في قبضتها المريعة فنرى كل مؤشرات البيولوجيا تروى نغماً حزيناً تبكي له كل أعضاء الجسم، فالضغط يرتفع والنبض يتسارع والمعدة تفرك والأمعاء تمسك والمثانة تحتقن والقلب يتعب والأوعية تتخم بمادة الأدرينالين السامة. وكأنها الحجارة تسقط من حواف الجبال المحيطة بشارع أنيق نظيف، وفي المقابل فحقنة من الحب في الجسم تمنحه الهدوء وتهبه الاسترخاء وشعور بالأمن والسعادة وتحقيق الذات، الحب إذًا نماء فهو ثروة جديدة في الحياة والكراهية انعزال وتقوقع وانكماش وانتحار داخلي وفناء مبرمج .
أسعد الله أوقاتكم prince pain\ karem\اميرالعذاب