منتدى كلية الاداب جامعة عين شمس في حالة وجود اي شكوي anwer_ihab@yahoo.com
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
في حالة وجود اي شكوي يمكنك مراسلة الادارة عبر البريد الالكتروني
anwer_ihab@yahoo.com
منتدى كلية الاداب جامعة عين شمس في حالة وجود اي شكوي anwer_ihab@yahoo.com
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
في حالة وجود اي شكوي يمكنك مراسلة الادارة عبر البريد الالكتروني
anwer_ihab@yahoo.com
منتدى كلية الاداب جامعة عين شمس في حالة وجود اي شكوي anwer_ihab@yahoo.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى كلية الاداب جامعة عين شمس في حالة وجود اي شكوي anwer_ihab@yahoo.com

يقوم المنتدى بمناقشة جميع اقتراحات الطلاب فى جميع اقسام الكلية وايضا كل مواضيع الضحك واللعب كمان وتابعونا علي صفحتنا علي الفيس بوك ( اداب عين شمس https://www.facebook.com/groups/198810466953202/)
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زينون الرواقي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
تغريد مصطفى ابراهيم
مشرف
مشرف
تغريد مصطفى ابراهيم


عدد الرسائل : 1204
العمر : 32
Localisation : egypt
تاريخ التسجيل : 02/09/2009

زينون الرواقي Empty
مُساهمةموضوع: زينون الرواقي   زينون الرواقي Emptyالأحد أبريل 11, 2010 10:01 am

زينون الرواقي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة



زينون الرواقي Zeno





زينون الرواقي (المشاء) من سيتيوم (333 ق.م-264 ق.م) كان فيلسوفاهيلينياً من مدينة سيتيوم في قبرص وكان ابناً لتاجر وتلميذاً لقراطيس الطيبي. وكان أشهر الشكاكين في عصره باليونان. وعمل زينون نفسه
بالتجارة حتى بلغ 42 عاماً، عندما بدأ مدرسته الرواقية للفلسفة. سمي على
اسم مكان تدريسه وهو
الرواق المطلي (Stoa وتعني في اليونانية الرواق أو الشرفة، إلا أن الكتب
الفلسفية العربية تستعمل "الرواق") وكان تدريسه بداية للفلسفة
الرواقية. لم يصلنا أي من أعمال زينون، إلا أنه يُعتقد أنه علّم أن أفضل
طريق للوصول إلى السكينة يكون عبر تجاهل المتعة والألم
.


وكان زينون أيضاً أول طوباوي فوضوي في الغرب، وبالتالي ممهد
هام
للفوضوية المعاصرة. ويصف آيزيا برلين زينون كالتالي:
«الرجال عقلانيون، ولا يحتاجوا أن
يتحكم فيهم أحد، والكائنات العقلانية ليس لها حاجة إلى دولة أو نقود أو
محاكم أو أي حياة مؤسساتية منظمة. وفي المجتمع الأمثل الرجال والنساء
سيرتدون نفس الثياب وسيتناولون الطعام في مطاعم (مراعي) عامة
»
ديوجينس ليرتيوس مؤرخ الفلاسفة الإغريق ترك لنا أكثر التفاصيل عن حياة زينون في
كتابه حياة الفلاسفة البارزين. وبالرغم من أن تلك الكتابات افتقرت إلى
العمق وفحص الأفكار الفلسفية لزينون، فإن وصفه عبر سرد حكايات عنه تركت لنا
صورة حية عن الشخصية التاريخية زينون.


فقد كان زينون شاحباً، لوحته الشمس، وكان يحيا عيشة متقشفة.
وقد تماشى هذا الأسلوب في الحياة مع فلسفة الشك التي اتبعها أولاً ومع
أجزاء من فلسفته الرواقية اللاحقة. وكان من حوارييه الرواقيين الملازمين له
ملك
مقدونياأنتيجونوس.

لا يُعرف متى مات زينون، إلا أن ديوجينس أخبرنا التالي عن
قصة وفاته:«ما أن غادر المدرسة ذات يوم حتى سقط وكسر اصبعاً لوقوعه
على الأرض، وفي نفس الوقت كان يهتف بكلمات
نيوبي: أنا آتٍ ، لماذا تنادين علي؟". ثم سرعان ما فارق الحياة»

سميت على اسمه فوهة بركانية على سطح القمر
من هو زينون الرواقي؟ نجيب فنقول: كان المؤسس لعلم الأخلاق. المؤسس للمنطق
الحديث الذي يعرف بالمنطق الرمزي أو منطق الرياضيات. وكيف هذا؟ نجيب
فنشرح بما يلي:

الأخلاق الرواقية: نبدأ بشهادة الفيلسوف الأميركي المعاصر ألان
دوناغان Alan Donagan الذي أكّد بالحرف الواحد "أن الرواقيين، وليس أرسطو
ولا أفلاطون، كان لهم الفضل بوضع أول تعريف واضح ومعقول للأخلاق بمبدأهم
العالمي".


[14] فمن هو زينون الرواقي
وما هو المبدأ العالمي الذي وضعه زينون الرواقي وحمله تلاميذه اللاحقون
فيما بعد (وهل كان الفيلسوف الألماني الكبير كانط Immanuel Kant أحدهم في
القرن الثامن عشر)؟
[15]
زينون الرواقي فيلسوف عاش في القرن الرابع والقرن الثالث قبل الميلاد (335
- 264 ق.م.)، بعد فلاسفة اليونان المعروفين: سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس.
وهو من كتيوم Citium في قبرص وأصل عائلته من فينيقيا، من صور من
لبنان القديم. بعد أن استقرت عائلته في قبرص، ذهب إلى أثينا ليعلّم شبانها
حكمته الجديدة. وقد عرفت تلك الحكمة، في تاريخ الفلسفة، بالفلسفة
الرواقية ذلك لأنه كان يعلمها لتلاميذه في رواق (stoa باللغة
اليونانية القديمة). والرواق، زمانئذٍ، كان عبارة عن ممرّ مسقوف ومحاط
بصفين متوازيين من الأعمدة.
في أثينا، وبعد اطلاعه على مبادئ وتعاليم فلاسفة اليونان الأخلاقية
وكشفه عن عيوبها ومحدوديّتها وانحصارها في نطاق المدينة polis،
وضع زينون فلسفته الأخلاقية الجديدة على أساس جديد هو مبدأ العالميّة
Cosmopolis
.
Cosmopolis مركّبة من لفظين يونانيين
قديمين ألا وهما Cosmos ومعناها الكون و polisومعناها
المدينة فيكون حاصل جمعهما في لفظ جديد هو: المدينة الكونيّة أو العالم كله
باعتباره مدينة واحدة.
طبعاً، لم يكن زينون جاهلاً لحقيقة أن العالم ليس مدينة واحدة من الوجهة
السياسيّة ولا من الوجهة الاقتصادية وغيرهما. لكنه قصد بالمدينة الكونيّة
الناحية الأخلاقية. كأني به قائلاً: أيها البشر بالرغم من تفاوتكم
واختلافاتكم السياسيّة وخلافها عاملوا بعضكم بعضاً سواء أكنتم مدناً أو
جماعات أو شعوباً أو أفراداً كما لو أنكم مواطنون في مدينة كونية أخلاقية
واحدة، إذ لا يليق بالمواطن أن لا يحترم ويحبّ ويعامل بالحسنى أخاه
المواطن.
في عقيدة زينون أن نزاعات البشر منطلقها الانفعالات passions، فإذا كان
الإنسان مدفوعاً بانفعال عنصري فهو لا محالة مفرّق بين عنصره والعناصر أو
السلالات الأخرى. وإذا كان محكوماً بانفعال قبلي، فهو معادٍ للقبائل
الأخرى، وإذا كان مشحوناً بانفعال خصوصي فهو عدوّ الآخرين مطلقاً عليهم
نيران فرديّته وأنانيّته، وقس على ذلك. من هنا قول زينون، إن الحكيم
الحكيم هو القادر على كبح انفعالاته ومنعها قبل سلوكه، إنه apathos أي
ضابط لانفعالاته وليس pathos، أي ليس انفعالياً.
غير أن بلوغ ذلك المستوى العالي من القدرة على التحكم بعواطفنا
وانفعالاتنا الهوجاء غير ممكن بدون الارتقاء بوجودنا إلى مستوى آخر من
النظر إلى الأمور ألا وهو المستوى العقلي. فالعقل في الإنسان الحاكم
الوحيد القادر على لجم الانفعالات. العقل هو السائق الوحيد القادر على
قيادة سيّارة جسدنا الذي يعجّ ويضج بوحوش الانفعالات، وهدايتها وتوجيهها
سواء السبيل.
من شرفة العقل نرى البشر أخوة تماماً كما قال زينون الرواقي: كل البشر
أخوة All humans are fellow - humans. وهذا معناه: عليك أيها الإنسان،
إذا كنت عاقلاً، أن تحب جارك وتحترم الآخر. أربعة مائة سنة قبل ميلاد
المسيح، وجد فيلسوف اسمه زينون ينطق بحكمةٍ أكّدتها المسيحية،ألا وهي
أحبّوا بعضكم بعضاً.
والجار في قاموس زينون، ليس الجار الجغرافي - المحلي حصراً ولا الجار
السياسي ولا الجار اللغوي ولا الجار العنصري أو الطبقي أو الطائفي إنه
الجار الأخلاقي - العقلي. إنه أي إنسان وكل إنسان.
لذلك، نقول، إن فكرة الحب العالمي Universal Love هي في صميم فلسفة
زينون الأخلاقية الجديدة التي شكّلت ثورة في تاريخ الفلسفة عموماً وفلسفة
الأخلاق على وجه الخصوص والتي وضعت الأخلاق على الأساس الذي بدونه لا تكون
الأخلاق أخلاقاً ألا وهو مبدأ الكونية أو العالمية الذي أتينا على ذكره في
مطلع بحثنا.

من الوجهة اللغويّة لفظة
أشهر تلامذة زينون


بعد زينون تابع تلاميذه الكثر فلسفته وكان من أشهرهم اثنان: عبدٌ
وإمبراطور. أما العبد فكان اسمه Epictetus
[16]
الذي وضع كتاب: Discourses وجاء فيه، مما يتصل باتجاه بحثنا، ما
يلي:
"ألا تعرف (أيها الإنسان) أنه كما أن القدم لا تعود قدماً إذا ما فصلت
عن الجسد، أنت كذلك لا تبقى إنساناً إذا انفصلت عن الآخرين".
[17] معنى ذلك أن الإنسان اجتماعي وعلاقته
بالمجتمع الإنساني علاقة لا تنفك، إنها كالعلاقة العضوية.
وأما الإمبراطور الروماني Marcus Aurelius فقد قال: "كل البشر أخوة، كل
البشر مواطنون، حتى المجرم هو أخي". ومما سطره يراعه في كتابه المشهور:


Meditations
نذكر ما يلي:

"لست أقدر أن أكون غاضباً مع أخي ولا أن أكون مسيئاً إليه، لأننا خُلقنا
لنتعاون مثل يديْ الإنسان ومثل قدميه أو جفنيه أو مثل فكّيْ أسنانه. إن
عرقلة أحدهما للآخر هو ضد قانون الطبيعة".

[18]

هذا الكلام عن "قانون الطبيعة" له أصله عند زينون الرواقي. وشرح معناه
يقتضي منا العودة إلى معنى "القانون" ومعنى "الطبيعة" في قاموس الفلسفة في
القرن الرابع قبل الميلاد.
لنبدأ بلفظ "الطبيعة" لنقول: إن مفهومه القديم يختلف أيّما اختلاف عن
مفهومنا له في هذا العصر، عصر العلوم والتكنولوجيا. فقد استعمل الأقدمون
من الفلاسفة هذا اللفظ للإفادة عن فكرة الوظيفة function أو الماهيّة
essence أو الخاصة المميّزة differentia للشيء. وعندما كانوا يقولون، عن
اعتقادٍ، بأن لكل شيء طبيعة كانوا يفهمون من ذلك بأن لكل شيءٍ وظيفة أو
ماهيّة أو صفة مميّزة خاصة بذلك الشيء.
على هذا الأساس يكون للنهر طبيعة هي في تدفقه وجريانه وللريح طبيعة في
هبوبها وللسكين طبيعة القطع، الخ. أما الإنسان فطبيعته العقل أو التفكير.
Man is a rational animal. هذا لجهة مفهوم القدماء "للطبيعة".
لجهة مفهومهم "للقانون"، نذكر، انهم رأوا القانون في فكرة الثبات
constancy أو الانتظام uniformity أو عدم التغيّر.
بالنسبة للإنسان، قالوا، إن الانفعالات، باعتبارها قُلَّباً حُوَّلاً
وليس لها ثبات لا يمكن اعتبارها قانوناً بأي شكل. الثابت الوحيد في
الإنسان هو العقل. لذلك اعتقدوا بأن العقل هو طبيعة الإنسان وقانونه أو
بكلمة أخرى، العقل هو قانون الطبيعة في الإنسان.
من هنا تعليم زينون وأتباعه المفيد بأن الحكيم هو الذي يكون منسجماً مع
قانون الطبيعة الإنساني الذي هو العقل.
*نظرية التلوّث بالآراء الخاطئة:
ولكي يقدر العقل على الفعل في السلوك الأخلاقي متحرراً من تحرّشات
وبلبلات الانفعالات تحدث الفلاسفة الرواقون عن نقاء الروح بالإضافة إلى
نقاء الجسد.
فيما يختص بنقاء الروح بخاصةٍ، انتهى تحليلهم لأسباب التلّوث الروحي بما
صار يعرف بنظريتهم في الحكم judgment. وقصدوا بذلك، أن الآراء (أو
الأحكام) الخاطئة التي يصدرها الإنسان حول الأشياء الخارجيّة بأنها جيّدة
أو غير جيّدة هي ذاتها ما يعكّر الروح. ولا يطهّر الروح من تلك الآراء
إلاّ الاحتكام إلى العقل القادر وحده على التوجيه الصحيح والإرشاد
المستقيم.
[19]

*اجتماعية الإنسان:
على مستوى الأخلاق الاجتماعية عرّف الرواقيون وجود الإنسان بأنه وجود
غائيّ اجتماعي to be is to be For. هذا ما يقوله Epictetus بالحرف
الواحد:
"من أجل الكلّ (المجتمع الإنساني) عليك أن تتحمّل المرض أحياناً وتغترب
وتخاطر أحياناً أخرى وتفتقر وتموت قبل الأوان إذا اقتضى الأمر".


[20]
في نفس الاتجاه، اتجاه حمل المسؤولية الاجتماعية بالاهتمام بالآخرين
كاهتمام الإنسان بذاته، ومعاملتهم كمعاملة الإنسان ذاته، يكتب الإمبراطور
ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius ما يلي:
"هل تطالب العين تعويضاً على قيامها بوظيفة رؤية الأشياء أم القدم تطالب
بنفعٍ على مَشْيها؟ ذلك لا يحصل من أيٍّ منهما لأنهما وجدتا لتلكماً
الغايتين، وجودهما أن يفعلا ذلك. كذلك الإنسان عندما يعامل الناس بالحسنى
ويعمل للمصلحة العامة، يكون محققاً وجوده ذاته".
[21]
تجدر الملاحظة أن الرواقيين يرون المجتمع واقعاً طبيعياً وليس كياناً
صنعته إرادات أفراد وفقاً لعقدٍ اجتماعي Social Contract كما ظن بعض
الفلاسفة الغربيين فيما بعد، من أمثال Thomas Hobbes و John Locke و
Jean-Jacque Rousseau. المجتمع في عقيدة الرواقيين سابق للفرد وكل فرد
يولد في مجتمع.





تأثير الفكر الأخلاقي
لزينون

نتقدم الآن للكلام عن تأثير الفلسفة الرواقية الأخلاقية في القانون
عموماً وفي القانون الروماني على وجه الخصوص.
كنا قد جئنا على ذكر اعتناق الإمبراطور الروماني Marcus Aurelius
للعقيدة الأخلاقية الرواقية. نجم عن هذا الحادث أثر تاريخي عظيم ألا وهو
أن ذلك الإمبراطور الذي آمن بأن كل البشر أخوة منح المواطنيّة الرومانية
لجميع رعايا الإمبراطورية الممتدّة من بلدان الشرق الأوسط واليونان إلى
بلدان أوروبا الغربيّة. قبل ذلك لم يكن يتمتع بحقوق تلك المواطنية سوى
أبناء رومة.
إن الشهرة التي يتمتع بها التاريخ الروماني في ميدان الحضارة الإنسانية
مردّها القانون الروماني المساوي بين البشر والذي جوهره كان في فلسفة
زينون كما ذكرنا.
و
الدستور الأميركي العصري (بالإضافة إلى دساتير بلدان أوروبا الغربية)
منفعل بالقانون الروماني كما أراده الإمبراطور الرواقي أوريليوس. هذا لجهة
القانون في بعض البلدان.
أما لجهة القانون بعامةٍ والمؤسسات القانونية عموماً فنحن في هذه الأيام
نتكلم عن القانون الدولي International Law ومؤسسة "الأمم التحدة"
وقبلها مؤسسة "عصبة الأمم". مثل هذه المؤسسات العالمية، إن هي، في نظرنا،
إلا تطبيقاً قانونياً للفلسفة الرواقيّة العالمية. ولشرح فكرتنا، نذكر، أن
الأخلاق Morality اثنان: أخلاق تصدر من داخل الإنسان فمصدرها جوّاني
internal حرّ، وأخلاق تحصل عن طريق الإكراه الخارجي Coercive. أخلاق
الحرية هي أخلاق الفلسفة الرواقية وأخلاق الإنصياع للقوة الخارجية (قوة
القانون ومؤسساته) هي ما نراه ونختبره في حياتنا عندما نطيع قوانين الدولة
ومؤسساتها الشرعية المتعدّدة المختلفة ومن ذلك أيضاً المنظمات الدولية
"وجمعية الأمم المتحدة" U.N. و"عصبة الأمم".
القانون الدولي يقضي، في "جمعية الأمم المتحدة"، على سبيل المثال، أن
تعامل الدول بعضها بعضاً بلغة احترام كل منها لسيادة الأخرى وبلغة السلام
لا العدوان.
من هنا قولنا بأن المنظمات الدولية المعاصرة التي لها قانون دولي، إن هي
إلا تطبيقاً قانونياً legal application أو صورة قانونية
لمبدأ الفلسفة الرواقية. هذا مع علمنا، من وجهة نظر عملية - تاريخية (لا
نظرية) بعدم وجود مساواة حقيقيّة بين الدول الأعضاء في "الأمم المتحدة".

لمنطق الرواقي وأهميته

يقول بنسون ميتسْ Benson Mates في مقدمة كتابه: المنطق الرواقي Stoic
Logic، كان من الممكن أن تنتهي مدة سيطرة المنطق الأرسطي في وقت مبكر، لو
أن بعض النصوص القديمة تمّ درسها. ويعني بالنصوص القديمة كتابات الرواقيين،
تلامذة زينون الرواقي من لبنان القديم الذي عاش في القرن الرابع ق.م.

ويستشهد ميتسْ بفيلسوف المنطق البولوني البارز لوكاسييفِكْسْ Lukasiewicx
الذي يؤكد أن الكثير من أفكار المنطق الحديث الرمزي موجودة أصولها في
كتابات الرواقيين الأوائل. ويذكر أن المنطق الرواقي تميز عن المنطق الأرسطي
بأنه كان منطق قضايا (جمل خبرية وشرطية) لا منطق حدود (كلمات)، وأنه وضع
قوانين للإستنباط. وفي هذين الفرقين ماثل المنطق الحديث.

هذا مَثَلٌ من قوانين الاستنباط الرواقية: وهذا يماثل قولنا اليوم:

إذا كان الأول، إذن يكون الثاني ق إذن ل

الأول ق

إذن الثاني إذن، ل (Modus Ponens)



إذا كان نهار، إذن هناك ضوء

هذا نهار

إذن، هناك ضوء

ويذكر هنا النقطتين الرواقيين التاليتين اللتين يعتبرهما بذور المنطق
الرمزي، وهما: "استخدامهم للرموز، ونظرتهم إلى المنطق كنسق استنباطي".
ويضيف، أن أبحاثهم في القضايا المركبة كانت أوفى من أبحاث الميغاريين. ثم
يذكر الصور الاستدلالية الخمس التالية، التي وضعوها، والتي تماثل ما نجد
منها في المنطق الحديث:











ويقول المختصين أن الرواقيين عرفوا الثوابت المنطقية، وسمّوها











وتجدر الإشارة إلى أن الرواقيين، قدموا المثل الواقعي التالي عن ذلك
القانون:





1- إذا كان الأول، كان الثاني، لكن الأول. إذن الثاني (وقد ذكرناه أعلاه)

2- إذا كان الأول، كان الثاني. لكن ليس الثاني. إذن ليس الثاني.

3- ليس الأول والثاني معاً. لكن الأول. إذن ليس الثاني.

4- إمّا أن يكون الأول أو الثاني. لكن الأول. إذن ليس الثاني.

5- إمّا أن يكون الأول أو الثاني. لكن ليس الثاني. إذن الأول.

مورا مارون



عدل سابقا من قبل تغريد مصطفى ابراهيم في الثلاثاء أغسطس 17, 2010 7:50 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تغريد مصطفى ابراهيم
مشرف
مشرف
تغريد مصطفى ابراهيم


عدد الرسائل : 1204
العمر : 32
Localisation : egypt
تاريخ التسجيل : 02/09/2009

زينون الرواقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: زينون الرواقي   زينون الرواقي Emptyالأحد أبريل 11, 2010 10:04 am

العدد الرابع والعشرون - تموز
الرواقية:
فلسفة عالمية


د. عبود عبود


السبت 14 تموز (يوليو) 2007.

نشرت مجلة
الكفاح العربي
في عددها 3886 الصادر يوم الاثنين الموافق فيه 19 شباط
2007،
حواراً أجراه حسين نصرالله مع الدكتور أديب صعب وجعلت له العنوان التالي: أديب

صعب: مآخذي على مالك وسعاده وحاوي.
طبعاً، قصد الكاتب شارل مالك (وهو
تلميذه)
وأنطون سعاده (وهو تلميذه) والشاعر خليل حاوي. ما يهمنا هو ما دبّجه بيراعه
حول
أنطون سعاده. فماذا قال؟ قال: "أما أنطون سعاده الذي وجدت فيه أعظم
النهضويين لأنه
لم يكتفِ بتفسير مجتمعه في العمق بل سعى إلى تغييره نحو الأفضل، فقد أخذت
عليه،
مثلاً، إشارته إلى ما سمّاه "صوفية هدّامة" عند ميخائيل نعيمة، علماً أن
هذه
"الصوفية" ما هي إلا طبعة جديدة موسّعة وعصرية للفلسفة الرواقية التي دعا
سعاده
نفسه إلى إحيائها واستيحائها لأنها فلسفة عظيمة في رأيه، ولأن مؤسسها كان
زينون
القبرصي الفينيقي". ويتابع قائلاً: "هذا قليل من كثير، إذ يزخر الكتاب بهذه
المواقف
النقدية غير التقليدية. إن نظرتي إلى النقد تنسجم مع موقف الفيلسوف ألفرد
نورث
وايتهد في قوله بأن "نقدنا لأي نظرية لا يقوم على سؤالنا عما إذا كانت
صحيحة أو
مخطئة. لكنه يقوم بالأحرى على كشفنا نطاق عمل هذه النظرية وإخفاقها خارج
هذا
النطاق".

نبدأ بالقول إن
كلام الدكتور صعب غير صحيح جملة وتفصيلاً. وهذا شرحنا:

زينون الرواقي ليس
صوفياً ولم يضع فلسفة صوفية من قريب أو بعيد. فالمتصوّف ظاهرة إسلامية
بامتياز. وما
نعرفه عن التصوف قبل الاسلام نلقاه عند أفلوطين
plotinus
(204 - 269) وعند إكهارت Meister
Eckhart (1250 -
1329). غير
أن هذين المتصوفين لم يبلغا مستوى التصوّف الإسلامي الذي بلغ حدّ القطع
المطلق
للعلاقات بغية الاتحاد بالله أو الحلول في الله ولغة الشطح.فقول الحلاّج
بلغة
الشعر:

"أنا من أهوى ومن
أهوى أنا نحن روحان حَلَلْنا بدنا"

وقول آخر: "سبحانك
سبحاني". يسميان شطحاً، وهو لم يسبق له مثيل في تاريخ الفلسفة والدين.
والشطح، كما
يصفه أبو حامد الغزالي في إحيائه، هو "كلمات غير مفهومة لها ظواهر
رائعة
وفيها عبارات هائلة وليس وراءها طائل". ويصفه السراج في لمعه بأنه
"عبارة
مستغربة في وصف وَجْدٍ فاض بقوته وهاج بشدة غليانه وغلبته". ويضيف قائلاً:
"والشطحة
ظاهرها مستشنع لكن باطنها صحيح مستقيم". إذن، ماذا كان زينون الرواقي؟

قبل أن نجيب على
هذا السؤال، لنقدم فكرة عن كل من أفلوطين
Plotinus
وإكهارت Eckhart.

كان أفلوطين
Plotinus
تلميذاً لأمونيوس سكّاس Amonius

Saccas الذي عاش في
النصف
الأول من القرن الثالث بعد الميلاد. وكان أنجب تلاميذه. وكان عصره عصر
اضطرابات في
الإمبراطورية الرومانية ومن جميع النواحي. وسكّاس
Saccas
هو مؤسس ما صار يعرف في تاريخ الفلسفة بالأفلاطونية الجديدة
Neo-Platonism.[1]
وقد ولد مسيحياً لكنّه تحوّل إلى الإيمان الهلّيني فيما بعد.[2]
وعاش في مدينة الاسكندرية، واعتبر الفيلسوف الأول الذي حاول التوفيق ما بين
أفلاطون
وأرسطو.[3]

ولد أفلوطين حوالي
عام 204 وبعد أن درس على يد سكّاس
Saccas
رحل إلى روما في عام 244. ويخبرنا تلميذه وكاتب سيرة حياته فرفوريوس
Porphyry
أنه كان متصوِّفاً دينياً وأنه بلغ حالة السعادة القصوى
ecstacy
أربع مرات إتحاداً بالله. ويذكر، فيما يذكر من أقواله (شطحاته)، قوله: "على
الآلهة
أن تأتي إليّ وليس عليّ أن أذهب اليهم" عانياً أن مكانها ليس في المعابد بل
في قلب
الإنسان.[4]
توفي أفلوطين Plotinus
في روما عام 270 بعد الميلاد، عن عمر ناهز الستة والستين.

وتجدر الإشارة إلى
أن معلوماتنا عنه سواء لجهة أخباره أو
فلسفته فقد وصلتنا
عن طريق
تلميذه فرفوريوس Porphyry
الذي دوّنها وجمعها في ستة أجزاء كل جزء منها تسع رسائل، لذا عرف مجموعها
بالتساعيّات.[5]


أما جوهر فلسفته
فهو في نظرية الفيض emanation.
وملخّصها أن الكون كله صادر عن مصدر واحد يسميه الواحد
The One.[6]
ومنه انبثق كل شيء على التوالي: العقل الكوني المقدس كان أول فيض للواحد ثم
كان
الروح الكوني أول فيض للعقل.[7]
وتلاه العالم الفيزيائي، وهكذا.[8]
كما تجدر الإشارة إلى أن الفارابي شرح هذه النظرية شرحاً وافياً في مسعاه
الخاطئ
للتوفيق ما بين أفلاطون وأرسطو، في حين أنه كان، وبلا دراية منه، موفقاً
بين
أفلوطين وأرسطو.[9]


أما إكهارت
Meister Eckhart
فيذكر سكورمان Reiner
Schurmann،
الذي ترجم مواعظه عن الألمانية، أن الفكرة المركزية للمواعظ هي فكرة التحرر
أو
الانعتاق.[10]
ويتكلم إكهارت
Eckhart
عن الاتحاد بيسوع وعن شرطه الذي هو المماثلة لأن الحكماء (القديس توما
الأكويني
وقبله أرسطو) علّموا أن "الشبيه يلاقي الشبيه"، والسبيل إلى التشبه بالربّ
هو قطع
العلاقات.[11].
ومما يقول أيضاً ما يلي: "كينونة الله هي كينونتي، والكينونة الأصلية لله
هي
كينونتي الأصلية".[12]
ويضيف قائلاً: "وخارج الله عدم، وليس إلاّ العدم".[13]

واضح مما تقدم أن
المتصوفين الوحيدين اللذين جاء على ذكرهما تاريخ الفلسفة قبل ظهور الإسلام
والتصوف
الإسلامي كانا أفلوطين Plotinus
واكهارت Eckhart
وليس زينون الرواقي.


نعود لسؤالنا: من هو زينون
الرواقي؟

نجيب فنقول: كان
المؤسس لعلم الأخلاق. المؤسس للمنطق الحديث الذي يعرف بالمنطق الرمزي أو
منطق
الرياضيات. وكيف هذا؟ نجيب فنشرح بما يلي:

*الأخلاق
الرواقية
:

نبدأ بشهادة
الفيلسوف الأميركي المعاصر ألان دوناغان
Alan Donagan
الذي أكّد بالحرف الواحد "أن الرواقيين، وليس أرسطو ولا أفلاطون، كان لهم
الفضل
بوضع أول تعريف واضح ومعقول للأخلاق بمبدأهم العالمي".[14]
فمن هو زينون الرواقي وما هو المبدأ العالمي الذي وضعه زينون الرواقي وحمله
تلاميذه
اللاحقون فيما بعد (وهل كان الفيلسوف الألماني الكبير كانط
Immanuel Kant
أحدهم في القرن الثامن عشر)؟[15]


زينون الرواقي فيلسوف عاش
في القرن
الرابع والقرن الثالث قبل الميلاد (335 - 264 ق.م.)، بعد فلاسفة
اليونان
المعروفين: سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس. وهو من كتيوم
Citium

في قبرص وأصل عائلته من فينيقيا، من صور من لبنان
القديم. بعد
أن استقرت عائلته في قبرص، ذهب إلى أثينا ليعلّم شبانها حكمته الجديدة. وقد
عرفت
تلك الحكمة، في تاريخ الفلسفة، بالفلسفة الرواقية ذلك لأنه كان يعلمها
لتلاميذه في
رواق (stoa
باللغة اليونانية القديمة). والرواق، زمانئذٍ، كان عبارة عن ممرّ مسقوف
ومحاط بصفين
متوازيين من الأعمدة.


في أثينا، وبعد اطلاعه على
مبادئ
وتعاليم فلاسفة اليونان الأخلاقية وكشفه عن عيوبها ومحدوديّتها وانحصارها
في نطاق
المدينة polis،
وضع زينون فلسفته الأخلاقية الجديدة على أساس جديد هو مبدأ العالميّة
Cosmopolis
.


من الوجهة اللغويّة لفظة
Cosmopolis

مركّبة من لفظين يونانيين قديمين ألا وهما
Cosmos
ومعناها الكون و
polisومعناها
المدينة فيكون حاصل جمعهما في لفظ جديد هو: المدينة الكونيّة أو العالم كله

باعتباره مدينة واحدة.


طبعاً، لم يكن زينون جاهلاً
لحقيقة
أن العالم ليس مدينة واحدة من الوجهة السياسيّة ولا من الوجهة الاقتصادية
وغيرهما.
لكنه قصد بالمدينة الكونيّة الناحية الأخلاقية. كأني به قائلاً: أيها البشر
بالرغم
من تفاوتكم واختلافاتكم السياسيّة وخلافها عاملوا بعضكم بعضاً سواء أكنتم
مدناً أو
جماعات أو شعوباً أو أفراداً كما لو أنكم مواطنون في مدينة كونية أخلاقية
واحدة، إذ
لا يليق بالمواطن أن لا يحترم ويحبّ ويعامل بالحسنى أخاه المواطن.


في عقيدة زينون أن نزاعات
البشر
منطلقها الانفعالات passions،
فإذا كان الإنسان مدفوعاً بانفعال عنصري فهو لا محالة مفرّق بين عنصره
والعناصر أو
السلالات الأخرى. وإذا كان محكوماً بانفعال قبلي، فهو معادٍ للقبائل
الأخرى، وإذا
كان مشحوناً بانفعال خصوصي فهو عدوّ الآخرين مطلقاً عليهم نيران فرديّته
وأنانيّته،
وقس على ذلك. من هنا قول زينون، إن الحكيم الحكيم هو القادر على كبح
انفعالاته
ومنعها قبل سلوكه، إنه apathos
أي ضابط لانفعالاته وليس pathos،
أي ليس انفعالياً.


غير أن بلوغ ذلك المستوى
العالي من
القدرة على التحكم بعواطفنا وانفعالاتنا الهوجاء غير ممكن بدون الارتقاء
بوجودنا
إلى مستوى آخر من النظر إلى الأمور ألا وهو المستوى العقلي. فالعقل في
الإنسان
الحاكم الوحيد القادر على لجم الانفعالات. العقل هو السائق الوحيد القادر
على قيادة
سيّارة جسدنا الذي يعجّ ويضج بوحوش الانفعالات، وهدايتها وتوجيهها سواء
السبيل.


من شرفة العقل نرى البشر
أخوة تماماً
كما قال زينون الرواقي: كل البشر أخوة
All humans are fellow -
humans.
وهذا معناه: عليك أيها الإنسان، إذا كنت عاقلاً، أن تحب جارك وتحترم الآخر.
أربعة
مائة سنة قبل ميلاد المسيح، وجد فيلسوف اسمه زينون ينطق بحكمةٍ أكّدتها
المسيحية،
بعده، ألا وهي أحبّوا بعضكم بعضاً. وكذلك الإسلام بعد المسيحية.


والجار في قاموس زينون، ليس
الجار
الجغرافي - المحلي حصراً ولا الجار السياسي ولا الجار اللغوي ولا الجار
العنصري أو
الطبقي أو الطائفي إنه الجار الأخلاقي - العقلي. إنه أي إنسان وكل إنسان.


لذلك، نقول، إن فكرة الحب
العالمي
Universal Love
هي في صميم فلسفة زينون الأخلاقية الجديدة التي شكّلت ثورة في تاريخ
الفلسفة عموماً
وفلسفة الأخلاق على وجه الخصوص والتي وضعت الأخلاق على الأساس الذي بدونه
لا تكون
الأخلاق أخلاقاً ألا وهو مبدأ الكونية أو العالمية الذي أتينا على ذكره في
مطلع
بحثنا.



أشهر
تلامذة زينون






بعد زينون تابع تلاميذه
الكثر فلسفته
وكان من أشهرهم اثنان: عبدٌ وإمبراطور. أما العبد فكان اسمه
Epictetus[16]
الذي وضع كتاب: Discourses
وجاء فيه، مما
يتصل
باتجاه بحثنا، ما يلي:


"ألا تعرف (أيها الإنسان)
أنه كما أن
القدم لا تعود قدماً إذا ما فصلت عن الجسد، أنت كذلك لا تبقى إنساناً إذا
انفصلت عن
الآخرين".[17]
معنى ذلك أن الإنسان اجتماعي وعلاقته بالمجتمع الإنساني علاقة لا تنفك،
إنها
كالعلاقة العضوية.


وأما الإمبراطور الروماني
Marcus Aurelius
فقد قال: "كل البشر أخوة، كل البشر مواطنون، حتى المجرم هو أخي". ومما سطره
يراعه
في كتابه المشهور:
Meditations

نذكر ما يلي:


"لست أقدر أن أكون غاضباً
مع أخي ولا
أن أكون مسيئاً إليه، لأننا خُلقنا لنتعاون مثل يديْ الإنسان ومثل قدميه أو
جفنيه
أو مثل فكّيْ أسنانه. إن عرقلة أحدهما للآخر هو ضد قانون الطبيعة".[18]



هذا الكلام عن "قانون
الطبيعة" له
أصله عند زينون الرواقي. وشرح معناه يقتضي منا العودة إلى معنى "القانون"
ومعنى
"الطبيعة" في قاموس الفلسفة في القرن الرابع قبل الميلاد.


لنبدأ بلفظ "الطبيعة"
لنقول: إن
مفهومه القديم يختلف أيّما اختلاف عن مفهومنا له في هذا العصر، عصر العلوم
والتكنولوجيا. فقد استعمل الأقدمون من الفلاسفة هذا اللفظ للإفادة عن فكرة
الوظيفة
function
أو الماهيّة essence
أو الخاصة المميّزة differentia
للشيء. وعندما كانوا يقولون، عن اعتقادٍ، بأن لكل شيء طبيعة كانوا يفهمون
من ذلك
بأن لكل شيءٍ وظيفة أو ماهيّة أو صفة مميّزة خاصة بذلك الشيء.


على هذا الأساس يكون للنهر
طبيعة هي
في تدفقه وجريانه وللريح طبيعة في هبوبها وللسكين طبيعة القطع، الخ. أما
الإنسان
فطبيعته العقل أو التفكير. Man
is a rational animal.
هذا
لجهة مفهوم القدماء "للطبيعة".


لجهة مفهومهم "للقانون"،
نذكر، انهم
رأوا القانون في فكرة الثبات
constancy أو
الانتظام
uniformity
أو عدم التغيّر.


بالنسبة للإنسان، قالوا، إن

الانفعالات، باعتبارها قُلَّباً حُوَّلاً وليس لها ثبات لا يمكن اعتبارها
قانوناً
بأي شكل. الثابت الوحيد في الإنسان هو العقل. لذلك اعتقدوا بأن العقل هو
طبيعة
الإنسان وقانونه أو بكلمة أخرى، العقل هو قانون الطبيعة في الإنسان.


من هنا تعليم زينون وأتباعه
المفيد
بأن الحكيم هو الذي يكون منسجماً مع قانون الطبيعة الإنساني الذي هو العقل.



*نظرية التلوّث بالآراء
الخاطئة
:


ولكي يقدر العقل على الفعل
في السلوك
الأخلاقي متحرراً من تحرّشات وبلبلات الانفعالات تحدث الفلاسفة الرواقون عن
نقاء
الروح بالإضافة إلى نقاء الجسد.


فيما يختص بنقاء الروح
بخاصةٍ، انتهى
تحليلهم لأسباب التلّوث الروحي بما صار يعرف بنظريتهم في الحكم
judgment.
وقصدوا بذلك، أن الآراء (أو الأحكام) الخاطئة التي يصدرها الإنسان حول
الأشياء
الخارجيّة بأنها جيّدة أو غير جيّدة هي ذاتها ما يعكّر الروح. ولا يطهّر
الروح من
تلك الآراء إلاّ الاحتكام إلى العقل القادر وحده على التوجيه الصحيح
والإرشاد
المستقيم.[19]


*اجتماعية الإنسان:



على مستوى الأخلاق
الاجتماعية عرّف
الرواقيون وجود الإنسان بأنه وجود غائيّ اجتماعي
to be is to be For.
هذا ما يقوله Epictetus
بالحرف الواحد:


"من أجل الكلّ (المجتمع
الإنساني)
عليك أن تتحمّل المرض أحياناً وتغترب وتخاطر أحياناً أخرى وتفتقر وتموت قبل
الأوان
إذا اقتضى الأمر".[20]


في نفس الاتجاه، اتجاه حمل
المسؤولية
الاجتماعية بالاهتمام بالآخرين كاهتمام الإنسان بذاته، ومعاملتهم كمعاملة
الإنسان
ذاته، يكتب الإمبراطور ماركوس أوريليوس
Marcus Aurelius
ما يلي:


"هل تطالب العين تعويضاً
على قيامها
بوظيفة رؤية الأشياء أم القدم تطالب بنفعٍ على مَشْيها؟ ذلك لا يحصل من
أيٍّ منهما
لأنهما وجدتا لتلكماً الغايتين، وجودهما أن يفعلا ذلك. كذلك الإنسان عندما
يعامل
الناس بالحسنى ويعمل للمصلحة العامة، يكون محققاً وجوده ذاته".[21]


تجدر الملاحظة أن الرواقيين
يرون
المجتمع واقعاً طبيعياً وليس كياناً صنعته إرادات أفراد وفقاً لعقدٍ
اجتماعي
Social Contract
كما ظن بعض الفلاسفة الغربيين فيما بعد، من أمثال
Thomas Hobbes
و John Locke
و Jean-Jacque Rousseau.
المجتمع في عقيدة الرواقيين سابق للفرد وكل فرد يولد في مجتمع.



تأثير
الفكر الأخلاقي لزينون






نتقدم الآن للكلام عن تأثير
الفلسفة
الرواقية الأخلاقية في القانون عموماً وفي القانون الروماني على وجه
الخصوص.


كنا قد جئنا على ذكر اعتناق

الإمبراطور الروماني Marcus

Aurelius للعقيدة
الأخلاقية
الرواقية. نجم عن هذا الحادث أثر تاريخي عظيم ألا وهو أن ذلك الإمبراطور
الذي آمن
بأن كل البشر أخوة منح المواطنيّة الرومانية لجميع رعايا الإمبراطورية
الممتدّة من
بلدان الشرق الأوسط واليونان إلى بلدان أوروبا الغربيّة. قبل ذلك لم يكن
يتمتع
بحقوق تلك المواطنية سوى أبناء رومة.


إن الشهرة التي يتمتع بها
التاريخ
الروماني في ميدان الحضارة الإنسانية مردّها القانون الروماني المساوي بين
البشر
والذي جوهره كان في فلسفة زينون كما ذكرنا.


والدستور الأميركي العصري
(بالإضافة
إلى دساتير بلدان أوروبا الغربية) منفعل بالقانون الروماني كما أراده
الإمبراطور
الرواقي أوريليوس. هذا لجهة القانون في بعض البلدان.


أما لجهة القانون بعامةٍ
والمؤسسات
القانونية عموماً فنحن في هذه الأيام نتكلم عن القانون الدولي
International Law
ومؤسسة "الأمم التحدة" وقبلها مؤسسة "عصبة الأمم". مثل هذه المؤسسات
العالمية، إن
هي، في نظرنا، إلا تطبيقاً قانونياً للفلسفة الرواقيّة العالمية. ولشرح
فكرتنا،
نذكر، أن الأخلاق Morality
اثنان: أخلاق تصدر من داخل الإنسان فمصدرها جوّاني
internal
حرّ، وأخلاق تحصل عن طريق الإكراه الخارجي
Coercive.
أخلاق الحرية هي أخلاق الفلسفة الرواقية وأخلاق الإنصياع للقوة الخارجية
(قوة
القانون ومؤسساته) هي ما نراه ونختبره في حياتنا عندما نطيع قوانين الدولة
ومؤسساتها الشرعية المتعدّدة المختلفة ومن ذلك أيضاً المنظمات الدولية
"وجمعية
الأمم المتحدة" U.N.
و"عصبة الأمم".


القانون الدولي يقضي، في
"جمعية
الأمم المتحدة"، على سبيل المثال، أن تعامل الدول بعضها بعضاً بلغة احترام
كل منها
لسيادة الأخرى وبلغة السلام لا العدوان.


من هنا قولنا بأن المنظمات
الدولية
المعاصرة التي لها قانون دولي، إن هي إلا تطبيقاً قانونياً
legal

application أو صورة
قانونية
لمبدأ الفلسفة الرواقية. هذا مع علمنا، من وجهة نظر عملية - تاريخية (لا
نظرية)
بعدم وجود مساواة حقيقيّة بين الدول الأعضاء في "الأمم المتحدة".



المنطق
الرواقي وأهميته




يقول بنسون ميتسْ
Benson Mates
في مقدمة كتابه: المنطق الرواقي
Stoic Logic
،
كان من الممكن أن تنتهي مدة سيطرة المنطق الأرسطي في وقت مبكر، لو أن بعض
النصوص
القديمة تمّ درسها. ويعني بالنصوص القديمة كتابات الرواقيين، تلامذة زينون
الرواقي
من لبنان القديم الذي عاش في القرن الرابع ق.م.

ويستشهد ميتسْ
بفيلسوف المنطق البولوني البارز لوكاسييفِكْسْ
Lukasiewicx
الذي يؤكد أن الكثير من أفكار المنطق الحديث الرمزي موجودة أصولها في
كتابات
الرواقيين الأوائل. ويذكر أن المنطق الرواقي تميز عن المنطق الأرسطي بأنه
كان منطق
قضايا (جمل خبرية وشرطية) لا منطق حدود (كلمات)، وأنه وضع قوانين
للإستنباط. وفي
هذين الفرقين ماثل المنطق الحديث.





















زينون الرواقي Image001هذا
مَثَلٌ من قوانين الاستنباط الرواقية: وهذا يماثل قولنا اليوم:

إذا كان الأول،
إذن يكون الثاني ق إذن ل


الأول ق

إذن
الثاني إذن، ل
(Modus Ponens)



وتجدر الإشارة إلى
أن الرواقيين، قدموا المثل الواقعي التالي عن ذلك القانون:

إذا كان نهار، إذن
هناك ضوء

هذا نهار

إذن، هناك ضوء[22]

ويذكر الدكتور
محمد فهمي زيدان النقطتين الرواقيين التاليتين اللتين يعتبرهما بذور المنطق
الرمزي،
وهما: "استخدامهم للرموز، ونظرتهم إلى المنطق كنسق استنباطي". ويضيف، أن
أبحاثهم في
القضايا المركبة كانت أوفى من أبحاث الميغاريين. ثم يذكر الصور الاستدلالية
الخمس
التالية، التي وضعوها، والتي تماثل ما نجد منها في المنطق الحديث:


1-
إذا
كان
الأول، كان الثاني، لكن الأول. إذن الثاني (وقد ذكرناه أعلاه)


2-
إذا
كان
الأول، كان الثاني. لكن ليس الثاني. إذن ليس الثاني.


3-
ليس
الأول
والثاني معاً. لكن الأول. إذن ليس الثاني.


4-
إمّا
أن
يكون الأول أو الثاني. لكن الأول. إذن ليس الثاني.


5-
إمّا
أن
يكون الأول أو الثاني. لكن ليس الثاني. إذن الأول.

ويقول الدكتور
زيدان أن الرواقيين عرفوا الثوابت المنطقية، وسمّوها "روابط".[23]

واضح مما تقد أن
شتّان ما بين فلسفة زينون الرواقي وأقوال ميخائيل نعيمة مثل قوله: "إن
فرسخاً
مربعاً من الصين الخاملة يحوي من الجوهر أكثر من كل جزائر اليابان
الناهضة"، ومثل
ادعائه أن القوة هي في الأمم العاجزة... وأن الضعف هو في الأمم المستكثرة
من آلات
الحرب. ها هي الصين الشعبية، في أيامنا، تملك القنبلة الذريّة والتكنولوجيا
الحديثة
تردّ عليه.[24]

بقيت مسألة واحدة
لا بدّ من ذكرها ألا وهي موافقتنا على قول الدكتور صعب أنه وجد في أنطون
سعاده
"أعظم النهضويين لأنه لم يكتفِ بتفسير مجتمعه في العمق، بل سعى إلى تغييره
نحو
الأفضل". وفي هذا التصريح يتجلّى إنصافه المتوقع.




الهوامش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تغريد مصطفى ابراهيم
مشرف
مشرف
تغريد مصطفى ابراهيم


عدد الرسائل : 1204
العمر : 32
Localisation : egypt
تاريخ التسجيل : 02/09/2009

زينون الرواقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: زينون الرواقي   زينون الرواقي Emptyالأحد أبريل 11, 2010 10:10 am

الرواقية إحدى فلسفات القسم الثالث بين المدارس الفلسفية القديمة
(322-100)ق.م أي بعد أرسطو وهي مذهب بدأه زينون الفينيقي وتابعه فلاسفة
آخرون على ثلاث مراحل عدد منهم سوريين أخرهم الإمبراطور ماركوس أوريليوس
وللمذهب آراء في النطق وما وراء الطبيعة ولكن الأخلاق هدفه الأسمى وليس
للموضوعات الأخرى من قيمة إلا بقد ما تتعلق بالأخلاق
الجزء الاول :
الرواقية القديمة (312-129):قوامها ثلاثة فلاسفة :
زينون الرواقي (336-262ق.م): مؤسس الحركة الرواقية ولد في كثيم في قبرص
ويقال أن أباه كان تاجرا يختلف إلى اثنيا للتجارة ويحمل منها كتب
السقراطيين فقرأها ابنه ورغب في الاتصال بأصحابها فانتقل إلى أثينا عام
312ق.م فعرضت عليه الجنسية فرفضها ومع ذلك بقي فيها حتى موته وبعد أن درس
على كراتيس الكلبي واستيبيلو الميغاري في الاكادمية القديمة بدأ يعلم في
رواق كان سلفا مكان اجتماع للشعراء فعرفت فلسفته بالرواقية دون سيرته
المؤرخ ديوجينيس لايرتيوس ((اللايرتي )) مع ملخص لتعاليمه لكن لم يبقى ما
يذكر من مقالاته الكثيرة في المنطق والأخلاق والطبيعيات والبيان التي كتبها
بلغة يونانية تحتاج إلى صقل والتدقيق كان مستمعوه كثيرين وكانوا معجبين
بسمو أخلاقه

خلفه في قيادة المدرسة كليانتيس (331-232) من أسوس في طروادة كان مصارعا
وناقل ماء قبل التحول إلى الفلسفة وكان متعصبا للمذهب دون المقدرة جدلية
فتقهقرت المدرسة في أيامه ومع ذلك فانه كتب نحو خمسين عملا بقي نتف منها
أهمها ترتيلة إلى زفس رأى كليانتيس أن الشمس مسكن الله العناية العاقلة
والنار المحيية للكون والفضيلة هي الحياة في وفاق مع الطبيعة وان اللذة لا
توافق الطبيعة ومن تلامذته كريسيبوس وانتيغونوس غوناثاس ملك مقدونيا

خلفه أهم فيلسوف في الرواقية القديمة خريسيبوس (280-206)ق.م في رئاسة
المدرسة وهو من سولي (مرسين) كيليكيا وقد هاجر إليها أبواه من طرطوس ثم
هاجر هو إلى أثينا وربما تتلمذا على زينون لكنه درس على كليانتيس وأساتذة
الأكاديمية الوسطى حيث امتاز بالدياليكيتك واهتم بالمنطق وله نحو 300 عملا
فيه حتى قال مؤرخه ديوجينيس اللايرتي "إن كان منطق الآلهة فهو منطق
خريسيبوس " وقد وضع أسس الفرضيات المنطقية ونظم تعاليم الرواقية كما وصلتنا
وينسب إليه نحو 700 مقالة فرفع من شأن 000000المدرسة واستحق لقب المؤسس
الثاني للرواقية أي بعد زينون الفينيقي (ومنشأه يرجح انه فينيقي أيضا .) --Jijimarina
(نقاش) 19:30، 14 مارس 2010 (ت‌ع‌م)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تغريد مصطفى ابراهيم
مشرف
مشرف
تغريد مصطفى ابراهيم


عدد الرسائل : 1204
العمر : 32
Localisation : egypt
تاريخ التسجيل : 02/09/2009

زينون الرواقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: زينون الرواقي   زينون الرواقي Emptyالأحد أبريل 11, 2010 10:11 am

الفلسفة
الرواقية
Il
stocismo

ترجمة سعاد خليل
ما معني الرواقية ؟
هي مدرسة فلسفية روحية تأسست عام 308 قبل
الميلاد اثنيا ، تأسست هذه الفلسفة من قبل زينون الفينيقي الأصل وجاء اسم
الفلسفة الرواقية من كلمة الرواق تعني ستوا
stoà باليوناني
وهذا الرواق مكان يجتمع فيه الفلاسفة والشعراء
وأيضا مكانا لممارسة المحاورة والتعليم ، وهذا الرواق مقصود به الرواق في
هياكل أثينا
القديمة
.كما ذكرنا هذه الفلسفة أخذت اسم مؤسسها زينون
الرواقي الذي ولد عام 335-264 حيث ارتبطت هذه الفلسفة به من خلال
محاضراته ويقال إن زينون ، ولد في مدينة سكثيم بجزيرة قبرص والده كان تاجرا
وكان يحمل كتب السقراطيين فقراها ابنه ورغب ان يتعرف علي أصحابها فانتقل
إلي اثنيا عام 312 قبل الميلاد
درس زينون الفلسفة في الأكاديمية القديمة وتعلم
علي يد الفيلسوف اليوناني ستيليون وديودوريس ولكنه تأثر أكثر باقريطس
الكلبي ، بدأ يعلم في الرواق المذكور سلفا وهذا الرواق كان في السابق مكان
اجتماع للشعراء وهكذا عرفت فلسفته بالرواقية وكان له مستمعون كثر معجبين
بسمو أخلاقه وفلسفته . هذه نبذه بسيطة عن زينون الرواقي مؤسس هذه الفلسفة
وكما نعلم بان كل فلسفة أو مذهب فلسفي جديد أو
مدرسة فكرية تنشا لها مسببات والمدرسة الرواقية ارتبطت بعوامل سياسية
واقتصادية وجغرافية وغيرها كذلك ضعف الدين وعدم وجود سلطة كهنوتية مما أدي
إلي ضرورة وجود نتاج فكر إغريقي فكانت الفلسفات التي نشأت لتجيب علي
تساؤلات الإغريق ، فكانت هذه الفلسفة ضمن عدة فلسفات نشأت عن اليونان ما
قبل الميلاد .
هذا المذهب الفلسفي هدفه الأساسي الدخول إلي
المنطق والأخلاق والطبيعة ، بدأ هذا المذهب عام 322 قبل الميلاد إي بعد
أرسطو ،إن هذه المدرسة أو المذهب هدفه الأساسي هو الأخلاق وليس الموضوعات
الاخري من قيمة الإنسان ليتعلق بالأخلاق ، لقد كان زينون يكتب باللغة
اليونانية مقالات كثيرة في المنطق والأخلاق والطبيعيات والثبات وقد أخد عن
الكلبيين المبادي الأولية في نظامه الأخلاقي وبان هذا التأثر في أول كتبه "
الجمهورية " وكان زينون مدينا لسقراط بالكثير مما هو مدين به لغيره من
الفلاسفة .
إن الرواقية تزعم أن التحكم الذاتي وعدم الانتهاء
بالعواطف أي الثبات الذي يفسر باللامبالاة بالمتعة والألم لكي تجعل
الإنسان مفكرا سليما موضوعي ومتزنا فكريا ، إن أهم جوانب الفلسفة الرواقية
هي تحسين رفاهية الفرد الروحية ، الفضيلة والقوانين الطبيعة هي من أهم
أساسيات هذه الفلسفة , ويقسم زينون الفلسفة الرواقية إلي ثلاث أجزاء
رئيسية وهي :
المنطق الذي يتعامل مع عملية المعرفة ، الفيزياء
أو الطبيعيات التي تتعامل مع موضوع المعرفة ، والأخلاقيات التي تتناول سلوك
يتمشى مع الطبيعة الوطنية للموضوع . فهم علي سبيل المثال :
المنطق هو السياج الذي يقع عل حدود الأرض
والطبيعيات هي الشجرة والأخلاق هي النتيجة .
فالمنطق عند الرواقيون يختلف أو بعكس ما كان في
الفكر اليوناني السابق وهي ليست ادأة لخدمة الميتافيزيقية فهي مستقلة
الفعل عن البقية في مجالات التحقيق فإضافة إلي نظرية المعرفة ، والجدل ،
أيضا الخطابة ." المنطق " لدي الرواقيون لا يشمل فقد القواعد الأساسية
للفكر الذي يتوافق بشكل صحيح مع الشعارات ، ولكن تلك التي تجبر اللغة التي
تعبر عن هذه الأفكار
بطريقة متشابه لنظرية المعرفة الأرسطية "نظرية
أرسطو "، بالنسبة للرواقيين المعيار الأساسي للحقيقة هو الأدلة التي
تتيح التعرف علي صحة المبادئ التوجيهية للمنطق ..بأدلة تقوم أساسا عل
الموافقة Synkatàthesis العاقل
لتمثيل ظاهرة معينة علي نقيض المذهب الايبقوري . المعرفة لا تقوم علي مجرد
إحساس "àistesis " ولا علي الانطباع التي تسببه في النفوس "phantasia " فالواقع بسبب عدم الاستقرار لا مكنه إعطاء
المقترحات في طبيعة العلم الذي من المهم والضروري حتى تميز بدقة الصادق من
الكاذب .
هذه شرحا بسيطا جدا من فلسفة المذهب الرواقي في
المنطق
اما الطبيعة : أو الماديات رغم أن المنطق كله
يخضع لقواعد السلوك وهذا بدوره كان مبنيا علي مبدأ إنشاء الفيزياء أو
الطبيعيات فان الرواقيون تأتي الفيزياء عندهم من مفهوم هيراكليتس النار قوة
إنتاجية والسبب النظام العالمي .وبواسطة هذه النار تم إنشاء الكون في
فترات معينة ومحددة من الزمن التي دمرتها النيران فتعود لتولد من جديد في
ولادة جديدة ، لهذا السبب فمن المعتاد أن نتكلم عن عودة خارجية apocatastasi الذي يحدث دوريا في شكل صراع عالمي من خلال
الاشتعال . فكل فترة كان تنتج من النار و تبلغ ذروتها في التدمير عن طريق
النيران هي في حد ذاتها تعريف diakosmesis .
الحكمة الرواقية هي القدرة علي تحقيق السعادة
وهذا ما تركز عليه الاتراسيا او برودة العقل وهو مفهمو مستمد من جزء كبير
من المدرسة الساخرة التي تعتبرهم أسياد أنفسهم . ووفقا أللرواقيين فان
الرغبة أو الإرادة هي واجبا ملتزما kathèkon طاعة
للقوة التي لا يستطيع ظاهريا معرفتها بل يعرفها من الداخل ، هي تريد ما
يريد وما له سبب يفرض عليه . اذا الرواقية ليست إجبار علي ممارسة نوع من
الحياة لان كل شيء في الوجود هو اختبار .
الأخلاق:عند الرواقيون هي الأساس الأول للإنسان
ليشارك في الشعارات Lògos
حاملا شرارة النار الأبدية ،
البقاء الإنساني هو المخلوق الوحيد بين كل الأشياء حيث Lògos يدعو لذلك : هو صورة مصغرة تشمل كل الكون ليكون مستنسخا . فالأخلاق
والفضيلة تكون في العيش وفقا لطبيعة العالم كمبدأ الحفظ بينما تميل
الحيوانات الي الحفاظ علي نفسها بطاعة النبضات ، يجب علي الإنسان ان يختار
دائما ما يتمشى مع الحق في طبيعتنا ككائنات عقلانية وبالتالي المبدأ
الأساسي للأخلاق والسلوك لا يمكن أن يكون السعي وراء الملذات كما يدعون
الابيكوريepivurei :
المتعة ، إذا كانت موجودة ، هي نتاج الخلف .
عندما تكون الطبيعة بعد بحثها عن الأشياء المناسبة توفر لنفسها من نفسها
إلي الإنشاء ،وبهذه الطريقة تسعد الحيوانات وتزهر النباتات
إن الفلسفة الرواقية تنظر إلي أن الغرض من الحياة
هو تحقيق السعادة لكل فرد ، وتعرف السعادة بأنها كبت الانفعالات العاطفية
وإخضاع الرغبات غير الأخلاقية لحكم العقل ، إن هذه الفلسفة تؤمن بحكم
الطبيعة وبقوانينها وتري إن القانون الطبيعي محدود غير قابل للتغير وانه
يتلاءم مع العالم الإنساني فالرواقيون يرون أن الإنسان الذي ينشد حياة أفضل
عليه أن يندمج اندماجا تاما مع الطبيعة لان معرفة الطبيعة من أهم أسس
الحياة الفاضلة والرواقيون يرون انه لا داعي للحياة السياسية مادام غرض
الفرد هو أن يعيش مكتفيا بنفسه وفي البحث عن السعادة يسعى للإبقاء علي
الحياة السياسية ويفضل ان يعيش وفقا للقانون الطبيعي .وهي كاف لتنظيم
العالم وترتيب حياته دون الحاجة إلي إرشاد أو توجيه من الإفراد وعلي ذلك
يري الرواقيون ان الأخلاق وحدها دون السياسة هي القوة المحركة
للأفراد وأنها ليست من اختصاص الجماعة بل من اختصاص الفرد وحده لقد أكد
الرواقيون أيضا علي مبدأ الأخوة الإنسانية فالإفراد مخلوقات عاقلة هم أساسا
متماثلون ويخضعون إلي نفس القانون الطبيعي ،ولهم حقوق متساوية من هذا
الاعتقاد تولد النظرية السياسية العالمية . الرواقيون يعتبرون ان
الإحساس هو انطباع اثر المحسوس في النفس وهذا التفسير هو تفسير مادي
ويقولون قول أخر يسمونه التذكر الإنسان بعد ان يدمع تصورات حسية عدة يتكون
لديه تصور كلي عن ها وان هذه التصورات لا مادية ويسمونها بالعلم وبذلك هذه
التصورات هي اقرب ما تكون الي الكليات كما تصورها أفلاطون وأرسطو وكذلك فهم
يعتبرون في تحليلهم كما ذكرنا إن أساس الخلق والخالق هي النار الحية
وتنبثق عنها المياه ومثل الشيء وان النار تحرق كل شي لتعيده لأشكاله من
جديد وهكذا نري ان المنطق والطبيعة لدي الرواقيون يرون إن الإنسان مفطور
علي الفضيلة لان الطبيعة تتخذ سبيلها إلي غايتها ومهمة الإنسان ان يستكشف
العقل الطبيعي وان يترجم ذلك بأفعاله فيحيا وفق الطبيعة والعقل ونحن نطلب
بالطبع ما ينفعنا ونتجنب ما يضرنا وبالعقل يدرك انه جزء من الطبعة الكلية
فنطابق إرادته للإرادة الكلية والفضيلة أو الخير تقوم في إرادة المطابقة
لقوانين الطبيعة ، ونري أن الرواقية تعود إلي راس سقراط القائل : بان
الفضيلة علم وان الرذيلة جهل ، فان الفضيلة عندهم الرواقيون صورتها لا
مضمونها لان المضمون واحدا باستمرار .إن الرواقيون يعتقدون أن لكل الناس
إدراكا داخل نفسه يرب كل واحد بكل الناس وبالحق الإله الذي يحكم العالم أدي
هذا الاعتقاد إلي قاعدة نظرية للكون وهي فكرة إن الناس هم مواطنو العالم
وليسوا مواطني بلد واحد أو منطقة معينة قادت هذه النظرة أيضا إلي الإيمان
بقانون طبيعي يعلو علي القانون المدني ويعطي معيار تقوم به قوانين الإنسان
كما يري الرواقيون ان الناس يحققون أعظم خير لأنفسهم ويبلغون السعادة
بإتباع الحق وتحرير أنفسهم من الانفعالات والتركيز علي أشياء بوسعهم
السيطرة عليها وكان لهذه الفلسفة اكبر الأثر في الأخلاق والقانون والنظرية
السياسية والمنطق والمعرفة والفلسفة الطبيعية ،
وتري الرواقية إن الشك في قدرة العقل علي التمييز
بين الحق والباطل إن المعرفة عن الأشياء المحسوسة التي تصل إلينا بواسطة
الحواس وان الحقيقة أن تعرف عن طريق الشعور والإحساس والشيء الحقيقي يبعث
فينا شعورا و إحساسا قويا ليس لإنكاره سبيل .
وإذا لخصنا الرواقية في بساطة نقول أنها مذهب
هرقليطس ألذي أفاد من تقدم الفكر في ثلاث قرون ، تقول الرواقية إن النار
الحية والعقل منبثا في العالم وتسمية الالهه وترتيب الغائبة والضرورة
المطلقة وتقيم الأخلاق علي اللذة وفصلت القول في الأخلاق والفلسفة عندهم
محملة الحكمة ومزاولتها والحكمة هي علم الأشياء الإلهية والإنسانية . لقد
كان للفلاسفة الرواقيون اكبر الأثر في القانون والنظرية السياسية والأخلاق
وقد وضعوا أيضا نظريات مهمة في المنطق والمعرفة والفلسفة الطبيعية .
لقد انتشرت الفلسفة الرواقية في روما وازدهرت
هناك طوال عدد من القرون بعد الميلاد وهكذا نري انه هذه الفلسفة بدأت في
اليونان وامتدت حتى روما
لقد ظل زينون مؤسس هذه الفلسفة يتحدث إلي طلابه
في الرواق ويعلم فيه لمدة أربعين عام وكان يرحب بالفقراء والأغنياء علي
السواء
أهم فلاسفة الرواقية هم
ماركوس اوليوس Marcus aurelius
لوسيوس انايوس سنيكا Lucius Alius Seneca
ايكتوس epictetus
ترجمت هذه المادة عن اللغة الايطالية
بقلم ماركو اوريليوMarco Aurelio
وجوزيبي جيليبردي Giusseppe giliberdi
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
taktak41
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 2
العمر : 32
Localisation : egypt
تاريخ التسجيل : 10/04/2010

زينون الرواقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: زينون الرواقي   زينون الرواقي Emptyالأحد أبريل 11, 2010 11:32 am

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااا جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا يا تغريد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زينون الرواقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى كلية الاداب جامعة عين شمس في حالة وجود اي شكوي anwer_ihab@yahoo.com :: اقسام الكلية :: قسم الدراسات الفلسفية-
انتقل الى: