المراه والتاريخ

موضوع: المراه والتاريخ الأحد أغسطس 15, 2010 3:27 pm

المرأة و التاريخ

منذ بدء الخليقة وُجدت المرأة كما وجد الرجل و لكن الأدوار إختلفت فساعدت طبيعة الرجل و طبيعة مهامه في الحياة على بروز دوره تاريخياً و بالتالي تركيز المؤرخين على الرجل و أدواره المتعددة بإستثناء بعض المواقف النادرة للنساء و هي غالباً ما تكون أدوار سلبية إلا لماماً

فقد إنطبعت ذاكرة الإنسانية على نماذج نسائية كثيرة غالبيتها نماذج سلبية فكانت البداية نسب خطأ آدم لحواء و إلصاقه بها رغم أن الحقيقة غير ذلك " فوسوس لهما الشيطان ... "

ثم جاءت أخت هابيل لتكون سبباً آخر في أول جريمة قتل في التاريخ رغم أن كل ذنبها في تلك الجريمة أنها ولدت جميلة !!

ثم تجاهل التاريخ المرأة لفترة زمنية طويلة و إكتفى بإتهامها بأفدح تهمتين في التاريخ .. الخروج من الجنة و التسبب في أول جريمة قتل في التاريخ

و على مدار الزمان جاء ذكر نساء كثيرات في مدونات المؤرخين مرة بالحسنى و مرات كثيرة بالسوء و بطبيعة الحال فإن الإنطباع الغالب يأتي من البدايات فالمرأة في نظر التاريخ آثمة مسبقاً و قبل أن تثبت إدانتها فهي من تسبب في تعذيب البشرية بخروجنا من الجنة و هي من تسبب في كوننا جميعاً أبناء القاتل !

بمرور العصور و الأزمان و نظراً لطبيعة المرأة أصبحت المرأة مخلوقاً مهمشاً فتأثيرها في مجريات الأحداث تاريخياً يكاد ينعدم و هذا سبباً كافياً لتجاهلها كما أن المنظور التأريخي منظور ذكوري فمع الوضع في الإعتبار هامشية دور المرأة تاريخياً كان طبيعياً أن يتجاهلها المؤرخين و لكن المشكلة ليست هنا ، المشكلة هي عدم وجود تدوين تأريخي من منظور نسائي أنثوي

منظور يهتم بالإجتماعيات أكثر من إهتمامه بالحروب و الغزوات ، و يهتم بكيفية تربية النشأ أكثر من إهتمامه بكيفية إستغلال طاقات هذا النشأ

و لكن المرأة اللتي لم تطلب دوراً حيوياً لها و لم تسع إليه جاءت اليوم لتطالب بتغيير فكر عمره آلاف السنين و هنا تكمن الصعوبة فالحقيقة و الواقع يدعمان تغيير الفكر الذكوري و لكن الموروثات و التقليدية يقفان حائلاً قوياً أمام قبول الرجل و رضا المجتمع عن بروز دور ما للمرأة ، و المرأة تتقلد أدواراً عدة في مواقع مظلمة فتقع موقع الجندي المجهول في أرض المعركة ، فوراء كل عالم أو مفكر أم رؤوم و مربية فاضلة و لكن دائما يتوارى إسمها و دورها خلف أضواء الشهرة و بين صفحات التاريخ

عندما تتمرد المرأة

إذا أردنا تسمية الأشياء بمسمياتها فيجب علينا الإعتراف بكون المرأة كائن مضطهد تاريخياً ، فهي إن لم تكن مهمشة فستكون آثمة أو مذنبة أو محرضة على الذنب أو ما إلى ذلك من وسائل الإتهام ، و لكن صبرها الغريب على البلاء و قناعتها بالحد الأدنى من الحياة الكريمة و إكتفائها بأن تروي ظمأ غريزة الأمومة لديها ساعدوا جميعاً على صمتها و إستسلامها لواقعها الظالم

لقد بقت المرأة مرتضية بواقعها ملتمسة للرجل الأعذار نتيجة صعوبة الحياة و مشاقها ، حتى جاءت عصور التنوير و الثورة الصناعية و التكنولوجية و بدأت حقوق الإنسان تتبلور في وجدان البشرية و من ثم بدأت العلاقة بين الرجل و المرأة تتخذ منحى جديد يراعي فيه الرجل الطبيعة الأنثوية دون الوثوب على حقوقها بذريعة شقاء العيش و صعوبته

و لم تتوان بعض الرموز النسائية في الإمساك بطرف الخيط الواهي اللذي مده لها التاريخ و بدأت نماذج نسائية في البروز على كافة الساحات ( ماري كوري ، هيلين كيلر ، إميلي برونتي و شقيقتها شارلوت برونتي ، أجاثا كريستي ، مارجريت تاتشر ، جولدا مائير ، هدى شعراوي ، نبوية موسى ، عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطيء ) ، و الكثيرات ممن لا تسعفني الذاكرة بهن الآن )

لم تكن العبقرية و لن تكون أبداً حكراًً على الرجل طالما تساوى التكوين و إمتلك الطرفان عقلاً و فكراً

و الآن ....

ما زال الرجال - حتى في الغرب المتحضر - يرفضون بفطرتهم تفوق المرأة و تميزها و ما زالت المرأة تعاني من التمييز العنصري على أساس الجنس ، و رغم أن المرأة اللتي منحت فرصة إثبات الذات تفوقت كثيراً على الرجل في مجالات عديدة إلا أن طبيعة الجنسين تحصرهما في موقف صعب يتطلب لتجاوزه الحد الأقصى من المرونة الفكرية للرجل و الحد الأقصى من التميز للمرأة

أي بإختصار أن يتنازل الرجل عن بعض من ذكوريته الحاكمة و تتفوق المرأة على ضعفها الموروث لا الفطري
تحياتي
امير العذاب المراه والتاريخ 301728

بجد والله تسلم ايدك
انت اللي ناصفنا بجد

_________________
المراه والتاريخ 370440190

لست مغرمة بأن أصبح فتاة تركع عند قدميها قلوب الرجال ...!!
بل أكتفي ان يشعرني رجل واحد اني اعظم فتاة في نظره وسأجعله رجل فوق كل الرجال ...

تسلمي ياميرو علي ردك
تحياتي
امير العذاب

» قيل عن المراه
» هل حقا ظلم الاسلام المراه
» مكروه في المراه
» عيوب المراه
» المراه والعمل