علم الكلام
التعريف
قال سعد الدين التفتزاني : الكلام هو العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية. وقال عضد الدين الإيجي المتوفى سنة 756 هـ: هو علمٌ يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه
سبب تسميته
تعددت أسباب تسمية هذا العلم بهذا الاسم، منها:
1. أنه أشهر المباحث الكلامية وأكثرها نزاعا بين الباحثين في المسائل الاعتقادية هي مسألة "كلام الله".
2. أنه لا يتم تحقيقه في النفس غالبا إلا بالكلام.
3. أنه يورث قدرة على الكلام في تحقيق الشرعيات وإلزام الخصوم.
غايته
1. معرفة ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله.
2. تقوية اليقين بالدين الإسلامي عن طريق إثبات العقائد الدينية بالبراهين القطعية وردّ الشبه عنها.
3. أن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية متقَنا محكما.
4. الرقي بالمسلم من التقليد إلى اليقين.
استمداده
يقول علماء الكلام بأن علمهم هذا يستمدونه من الأدلة اليقينية، النقلية والعقلية:
* الأدلة العقلية: وهي استخدام العقل عن طريق النّظر في العالم الخارجيّ، للتعرّف على وجود الله وعلى ما يجب له من الصفات وما يستحيل، وما يجوز عليه من الأفعال. وكذا ما يجب للأنبياء من الصفات وما يستحيل وما يجوز. وأهل السنة لم يختلفوا في الإقرار بأن العقل يمكنه معرفة بعض الأحكام العقائدية، وعلماء الكلام يقرون بأن العقل له حدودا وجهات لا يمكنه أن يغوصَ فيها، فجعلوها له حدودا لا يتعداها، وهذا التحديد منهم جار على موازين العقل نفسه.
* الأدلة النقلية: وهي ما ورد من صحيح الأحاديث عن نبي الإسلام محمد
ويقول علماء الكلام بأن كلا المصدرين اليقينيين (النقلي والعقلي) يستخدمان في إثبات العقائد بلا تقديم أحدهما على الآخر، يقول الأستاذ سعيد فوده : ولا يجوز القول بأنّنا -علماء الكلام- نقدّم العقل على النّقل، ولا بأنّنا نقدّم النّقل على العقل، لأنّ كلاّ من القولين إنّما يُبْنَى على تسليم أمر ممنوع، وهو: وجود تعارض بين العقل والنّقل، وهذا باطل قطعا كما يفهمه النّبيه. وإذ لا تعارض فلا تقديم
نشأته
علم الكلام كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في بلاد الرافدين أساسا (مثل المانويه والزرداشتيه والحركات الشعوبيه). حيث ظهرت فرق عديدة بعد وفاة نبي الإسلام محمد، مثل: المعتزله والجهميه .
فكانت نشأة علم الكلام في التاريخ الإسلامي نتيجة ما اعتبره المسلمون ضرورة للرد على ما اعتبروه بدعه من قبل هذه الطوائف وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه. ويعتبر بعض العلماء أن جذور علم الكلام يرجع إلى الصحابه والتابعين ويورد البعض على سبيل المثال رد ابن عباس وابن عمر وعمرو بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية على المعتزله ، ورد علي بن ابي طالب على الخوارج ورد إناس بن معاويه المزني على القدرية والتي كانت شبيهة بفرضية الحتميه