بِحقِّ اللهِ كُنْ بالحقِّ صادعْ
ولا تخشَى الأعنَّةَ والمواقعْ
فدونَ العيشِ مُعتَدَّاً كريماً
سنشقى إنْ نُساوِمُ أو نُصانعْ
وما شأنُ الحياةِ إذا ذُلِلنا؟
كعيشِ الشاةِ إذ تكفى المراتع؟
فلا واللهِ إنّا أهلُ عِزٍّ
بغيرِ العِزِّ لا تربو المرابعْ
فَقِفْ .. أنصتْ، صبرنا أيَّ صبرٍ
وصبرُ الحُرِّ إذْ ينفَذْ يُقارع
صبرنا مُذْ وَعينا وانتظرنا
خروجَ الجُندِ في إثرِ المَدافعْ
بتحريرٍ وُعِدنا وانتصارٍ
ووحدةِ موطِنٍ بالعدلِ مارع
ورُجِّينا بإعدادِ المواضي
وتحضيرِ الجهابذة الدوارع
كأن القدسَ باتت قاب قوسٍ
كأنَّا في مسامِعنا القوارع
كأنَّ الدحرَ للأعداءِ آتٍ
وقدْ عاثوا فساداً في المواضع
ولكنْ ! ما لهمْ؟ نكثوا عهوداً
وراقتهمْ هنيئاتُ المضاجع!
وباتوا لليهودِ أشدَّ حرصاً
على تأمينهِم من أيِّ (طامع)
فقط! أرسوا على مرآكَ شعبي
بأنَّهُمُ يُعِدُّونَ الروادع
بتقريعٍ وتهديدٍ وشجْبٍ
تلاشى كالبعوضة في المدامع
تقوقعتِ الزحوفُ وخارَ جيشٌ
وصارَ دبيبهُ زحف القواقع
وقعقعةُ القنا باتت خنوعاً
وبِتنا كالرمالِ مع الزوابع
تحسرنا بآهٍ إذ كشفنا
هباءَ الوعدِ والمَطَّالُ ضالع
علامَ الكِذْبُ والتدجيلُ والـ
ـتضليلُ؟ لا نألوا نُخادع!
سئمناكمْ وأضحينا نباري
لنجتَثَّ الحجارةَ والمقالع
فما عُدنا نُطيقُ رموزَ ذُلٍّ
وآلهةً لها الجمهورُ راكع
وحالُ خطابِهِم إن حَقَّ قولٌ
كحالِ القولِ في نَقِّ الضفادع
وزلَّاتُ اللِّسانِ وَشَتْ بأمرٍ
غريبِ الشأن كالأنوارِ ساطع
بأنَّكُمُ لِإسرائيلَ درعٌ
ونحنُ الشَّعبُ سامتنا المواجعْ
فهلْ مثلَ الجُّيوشِ لنا ذراعٌ
يفِلُّ حديدَنا .. والفَلُّ واقع؟
رأيناكم أسوداً إذ كرَرتُم
علينا اليومَ، لا تألو تصارع
وفي الجولانِ كنتُم خير حرَّا
سٍ كلابٍ نابحاتٍ صوبَ راجع
فلو يوماً زرعتم بضع شكٍّ
لدى صهيون في خطَرٍ يُواقع
ولكن هاتِ .. إن الضبع ضبعٌ
وطبعُ الليثِ لا يرقاهُ قابع
ألا كفُّوا عن التنكيل والقتلِ
فإنَّا عُزَّلٌ بيضُ الصنائع
أتيناكمْ من الوجعِ المُدمّى
بدرعا، ثمَّ عَمَّ بكل شارع
وما عدنا نطيقُ لكم بقاءً
على أنفاسِنا حصرَ الأضالع
كسرنا خوفنا حتى وإنْ قمــ
ــتم بتكسيرِ المرافقِ والأصابع
فوا أسفي .. بُهِتنا من ربيعٍ
سعيرٍ لاهبٍ منْ صُنْعِ بارع
11/5/2011