احصء ترم سادس سياحة

أقسام الوحدة:

• مدخل تاريخي لعلم الإحصاء.

• أنواع المشتغلـــين بالإحصاء.

• دور الإحصاء في البحــوث الاجتماعية.

• فوائد الإحصاء في البحوث الاجتماعية.




أولا: مدخل تاريخي لعلم الإحصاء


لمن يعود الفضل في إدخال التناولات الكمية لصرح العلم؟
لقد كان لـ " اسحق نيوتن " أعظم الرياضيين بعد " إقليدس " الفضل في إدخال لغة الكم أو التناولات الكمية إلى صرح العلم ، وكان علم الفيزياء هو الميدان الأيسر تناولا على هذا النحو، وهو أمر شكل ثورة ومثل أحد أهم الأسس التي قام عليها العلم الحديث ، وليس أدل على ذلك من استخدامـات " لافوازية " للغة الكم في مجال الكيمياء وما تبع ذلك من إنجازات ، فضلاً عما قدمه " جالتون " في مجال البيولوجي ، و" اينشتين " صاحب ثورة الفيزياء الثالثة بعد ثورتي " إقليدس " و" نيوتن ".

لمن يعود الفضل في إدخال التناولات الكمية للعلوم الاجتماعية والنفسية؟
لم تكن العلوم الاجتماعية والإنسانية بأي حال من الأحوال غائبة عن استخدام المنهج الكمي في موضوعاتها خاصة مع رصد ما قدمته العلوم الطبيعية من إنجازات وما حققته من نجاح كان له أثرا هائلا على تقدم المجتمعات ، فأدرك العلماء الاجتماعيين والسلوكيين أهمية التجريب والتحليل الكمي لمتغيراتهم واللذان يشكلان حجر الزاوية في العلوم الطبيعية والبيولوجية وكانت الإحصاء بمثابة القلب من ذلك كله .
وجدير بنا أن نذكر " أدولف كتيليه " Quetelet ( 1796 – 1874 ) على اعتبار انه أول من طبق المنحنى الاعتدالي والطرق الإحصائية على البيانات الاجتماعية ، أي خارج النطاق الرياضي البحت ، حيث طرح هذا المفهوم ضمن ما يسمى بـ " رياضيات المصادفة " Chance mathematics على يد " دى موافر " De Moiver عام 1733 ، وقام "جاوس" Gauss بالبرهنة على أهميته وكيفية تطبيقه على توزيع المقاييس .
ورغم كون " دى موافر " المؤسس الحقيقي للإحصاء التطبيقي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية ، إلا أن الاستفادة القصوى من الإحصاء في هذا المجال أعنى العلوم الإنسانية والاجتماعية استأثر بها علم النفس Psychology عبر أولى محاولات التجريب في هذا الفرع من العلوم والتي ترتبط بمعمل" فونت " Wundt بليبزج في ألمانيا عام 1879 ، فمنذ ذلك التاريخ قفز ميدان علم الإحصاء وتطبيقاته قفزة هائلة لميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية بفضل جهود عديد من العلماء أمثال السير " فرنسيس جالتون " Galton صاحب مفهوم " الارتباط " وان كان هذا المفهوم قد طورعلى يد رياضيون أكفاء فيما بعد ، وأيضا البريطاني " كارل بيرسون " pearson الذى طور مفاهيم "جالتون" الإحصائية .. وغيرهما مما لا يتسع المجال لذكرهم .
لمزيد من المعلومات:
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb140549-100965&search=books
http://www.arabicstat.com/board/archive/index.php?t-1069.html
http://www.cio.gov.bh/default.asp?action=category&id=186



ثانيا: أنواع المشتغلين بالإحصاء


يوجد ثلاثة أنواع من المشتغلين بعلم الإحصاء هم:
1. الإحصائي الرياضي: وهو متخصص في الرياضيات البحتة، ويقوم باستنتاج النظريات واكتشاف القوانين الإحصائية.

2. الإحصائي التطبيقي: وهو الذي يقوم بتطبيق الأساليب الإحصائية المناسبة التي تعينه على تحقيق أهداف بحثه في مجال من المجالات.

3. الإحصائي الحاسوبي: وهو الذي يقوم بأداء العمليات الحسابية اللازمة باستخدام الحاسب الآلي.


 وتعتبر أنت من الفئة الثانية.





ثالثا: دور الإحصاء في البحوث الاجتماعية

ما هو دور الإحصاء في البحوث الاجتماعية؟

مما لا شك فيه أن الباحث الذي يعتمد على الملاحظة الشخصية في تناوله للظواهر موضـوع بحثه غالبا ما تقوده هذه الملاحظـة – دون قصد – إلى نتائج لا تنطبق على الوقائع العلمية انطباقا تاما ، وبما أن هدف البحث العلمي الوصول إلى أدق وصف وأسلم مقارنة، وأكثر النتائج بعداً عن الأثر الشخصي، فقد شكلت الوسائل الإحصائية الضلع الأساسي في إمداد الباحث بالوصف الموضوعي الدقيق وتوضيح العلاقات التي تتطلبها بحوثه توضيحاً ينأى به عن العوامل الشخصية .


لاشك أن استخلاص معنى يفيد البحث من خلال الدرجات السابقة يعد ضربا من العبث!!!، ولكي يتسنى لك المقارنة لابد من إيجاد ما يسمى بالمتوسطات الحسابية؛ التي تأتي عن طريق قسمة مجموع القيم في كل مجموعة على عدد أفرادها، فيكون متوسط عينة الذكور (58)، ومتوسط عينة الإناث (72)، ويتــــضح من ذلك أن الإناث أكثر عنفا، ورغم أن المتوسط يوضــح ذلك إلا أنه لا يمـكن الجزم به إذ من الممكن أن يرد الفرق للصدفة، أو ربما لخطأ في اختيار العينة، والحسم في هذا الأمـر يعود للمعالجات الإحصائية التي تؤكد على أن الفرق جوهري ودال ولا يرد للصدفة، أو أنه غير جوهري وغير دال.

وفي ذلك ما يؤكد على تعاظم الطرق الإحصائية في مجال بحوثنا.
لمزيد من المعلومات:
http://digital.library.ksu.edu.sa/book62.html
http://www.aitrs.org/prog2008/DSID/a-%20program.pdf




رابعا: فوائد الإحصاء في البحوث الاجتماعية

ما هي الفوائد التي يمكن أن تجنيها كباحث من جراء استخدامك للإحصاء؟
1- تمكنك كباحث من إعطاء أوصاف على جانب كبير من الدقة العلمية ، فهدف العلم الوصول إلى أوصاف الظواهر ومميزاتها التطبيقية ، وكلما توصل العلم إلى زيادة في دقة الوصف كلما كان هذا دليلا على التقدم العلمي، ودقة الوصف تحتاج إلى اختبار مدى ثبات النتائج التي حصل عليها الباحث فمجرد الوصول إلي النتائج دون التحقق من ثباتها لا يكفي عادة كأساس يعتمد عليه في تفسير الحقائق وتحقيق الفروض .

2- تمكنك كباحث من تلخيص النتائج في شكل ملائم مفهوم، ذلك لأن البيانات التي يجمعها الباحث لا تعطى صورة واضحة إلا إذا تم تلخيصها في معامل إحصائي، أو رقم أو شكل توضيحي كالرسوم البيانية مثلا.

3- تمكنك كباحث من استخلاص النتائج العامة من النتائج الجزئية، فمثل هذه النتائج لا يمكن استخلاصها إلا طبقا لقواعد إحصائية، كما يستطيع الباحث أن يحدد درجة احتمال صحة التعميم الذي يصل إليه.

4- تمكنك كباحث من التنبؤ بالنتائج التي يحتمل أن يحصل عليها في ظروف خاصة، فبمساعدة الطرق الإحصائية يمكن للباحث أن يتنبأ من نتائج ما يجريه من اختبارات في وقت ما لقدرة أو لقدرات خاصة؛ ما ينتظر للأفراد الذين يختبرهم من نجاح في مهنة معينة أو نوع معين من التعليم.

5- في كثير من البحوث يهدف الباحث إلى تحديد اثر عامل خاص دون غيره من العوامل مما لا يتسنى تحقيقه عمليا، وهنا يستطيع أن يلجأ إلى الإحصاء فتعاونه على فصل عامل خاص من العوامل المحتملة وتحديد أثره على حده، كما تعينه على التخلص من أثر العوامل الأخرى التي لا يستطيع تفاديها في بحوثه والتي تؤثر دائما في نتائج كل بحث كعامل الصدفة واختيار العينات .

6- وقبل هذا كله تهدى الإحصاء الباحث في تنظيم خطوات بحثه ، فهو يحتاج إليها في مرحلة تصميم البحث وتخطيطه planning حتى يمكنه في النهاية أن يخرج من بحثه بالنتائج التي يسعى إلى تحقيقها ، فهي تهديه إلى أضبط الوسائل التي تؤدى إلى التفكير الصحيح من حيث الأعداد أو الاستدلال والقياس أثناء خطوات البحث .


إذن فالطرق الإحصائية أداة من أدوات البحث وهي جزء من المنهج العلمي تساير خطواته وتشكل إحدى وسائله لتحقيق أهدافه.

لمزيد من المعلومات:
http://www.nn5nn.com/vb/showthread.php?t=8513
http://www.arabicstat.com/
http://www.aitrs.org/union/stat-union.htm


القراءات المساعدة:


 لطفي، محسن 2006، أسس الإحــصاء الاجتــــــــماعي، مكتبة التعليم المفتوح، جامعة عين شمس، القاهرة.
 أبو النيل، محمود السيد 1987، الإحصاء النفسي والاجتماعي والتربوي، دار النهضة العربية ، بيروت.
 خيري، السيد محمد1957، الإحــــصاء في البــــــحوث النفسية والاجتماعية والتربوية، دار الفكر العربي، القاهرة.
 علام، إعتماد محمد2001، مقدمة في الإحــــــصاء الاجتماعي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.

خلاصة الوحدة:

تناولت الوحدة السابقة مدخلا تاريخيا؛ حاول إلقاء الضوء على بدايات التناولات الكمية للعلوم بوجه عام، والعـلوم الاجتماعية على وجه الخصوص، والعلــــماء الذين كان لهم الفضل في ذلك، كما حاولت الوحـــدة توضيح أنواع المشتغلين بهذا الفرع من فروع العلوم، وألقت الضــوء على دور الإحصاء في البحوث الاجتماعية، كما تناولـت الفوائد الخاصة بالإحصاء في البحوث الاجتماعية.


أسئلة على الوحدة:
 س: وضح كيف أن العــلوم الاجتــــماعية لم تكن غائبة عن استخدام المنهج الكمي، مبينا لمن ينسب الفــــضل في ذلك؟
 س: توجد ثلاثة أنواع للمشتغلين بعلم الإحصاء .......تناول بالعرض هذه الأنواع موضحا الدور المــــنوط بكل نوع.
 س: أشرح دور الإحصاء في البحوث الاجتـماعية مستعينا بمثال من عندك
 س: ما هي أهم الفوائد التي يمكن جنيها من استخدام المنهج الإحصائي في البحوث الاجتماعية؟

مع أطيب الأمنيات بدوام التوفيق
د/ محسن لطفي أحمد