أكد الدكتور محمد عبد المنعم البري الرئيس السابق لجبهة علماء الأزهر وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية العالمية ببنجلادش، أن شهر رمضان يمثل له حالة خاصة في مسيرة حياته.. إذ إنه اعتاد أن يقضي رمضان في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر (20)عامًا.
مؤكداً أن رمضان في أمريكا له مذاق آخر؛ يشهد إقبالاً من أبناء الجالية الإسلامية على الصيام وقيام الليل وصلاة التهجد والتراويح، فضلاً عن الاعتكاف؛ إذ تحرص السيدات على الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من رمضان أكثر من الرجال، وهو ما يؤكد أن النساء استطعن الحفاظ على هويتهن الإسلامية من الذوبان في أمريكا على الرغم من حملات العلمنة والتغريب الشديدة التي تُشن ضدهن.
وشدّد البري على أن العشرات من الأمريكان على رأسهم قس أبيض وسيدة أمريكية مثقفة أسلموا على يديه في ولايتي نيوجرسي ومتشجن بعد أن دارت بينهم حوارات شديدة أطلعهم فيها على تسامح الإسلام واحترامه لأهل الملل الأخرى، وصيانته حقوق المرأة والزوجة ...إلى نص الحوار
أمريكية تعتنق الإسلام أثناء خطبة الجمعة
نودّ أن تحدثنا عن ذكرياتك خلال شهر رمضان في رحلاتك إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟
إنني أزور الولايات المتحدة سنويًا منذ عام 1985، وتكررت زيارتي لها مرتين عام 2005، غير أنني لا أنسى موقفين في شهر رمضان: الأول حينما طالبت من مرتادي المركز الإسلامي بجيرسي سيتي إعطاء فسحة من الوقت لإعداد خطبة الجمعة وتحديد عناصرها، غير أن هذا الأمر لم يتم؛ إذ حضرت إحدى السيدات الأمريكيات وتُدعى مارجريت، وطلبت مقابلة شيخ الإسلام الذي يشرف على المركز الإسلامي بحجة أنها تريد معلومات عن الإسلام لاختياره ديناً جديداً تريد اعتناقه بعد أن درست مختلف الملل والنحل.
فما كان مني إلاّ أن استوضحت اسمها، وأجبت عن جميع استفساراتها التي دارت حول معاملة الزوجة في الإسلام وحقوقها، وكيف عالج الإسلام قضية العلاقة الشرعية، وطرحتْ أيضًا سؤالاً عما يتردد عن أن الإسلام قد انتشر بحد السيف! لكني رددت عليها بآيات القرآن الكريم {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.... [سورة يونس: من الآية 99]، وكذلك الآية الكريمة {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ}.... [سورة التوبة: 6].
ثم رجعت إلى قضية المرأة، وأكّدت لها احترام الإسلام الشديد لها، حتى إن السيدة مريم ذُكرت في القرآن (37) مرة، كما أن لها سورة كاملة في القرآن الكريم باسمها، وسورة عائلية تتحدث عنها وهي سورة آل عمران.
وبعدها صعدت لأخطب الجمعة بعد أن اتفقت معها ومع المترجمين بأن عليها أن ترفع يديها أثناء الخطبة إذا اقتنعت بما أقوله أو أرادت أن تنطق بالشهادتين، بعد أن خصصت الخطبة لحقوق المرأة في الإسلام والعلاقة الزوجية، وهو ما حدث بالفعل؛ إذ رفعت يدها في الخطبة الثانية، وبعد الصلاة قمت بتلقينها الشهادتين، واعتنقت الإسلام.