في تلك اللحظات الأخيرة من الليل ، وانا
في طريق عودتي من العمل . وجدت في هذا الليل الدامس والبرد القارس ما يهز
أي كيان . إنها طفلة كالملاك في هيئة البشر . بارعة الجمال سبحان الخالق
.انه وجه ملائكي لبرنسيسة مدللة . لولا ملابسها المهلهلة ووجهها المتسخ
قليلا وقدمتيها المتشققتين من الحفاء لظننت أنها أحد أبناء الملوك التي
ضنت بهم الأرض . تضاربت مشاعري بين السعادة للنظر لجمال هذه الطفلة . وبين
الحزن الشديد لحالها وزاد هذا الحزن عندما رأيت جوهرتيها تمتلئان بالدموع
. وأحسست الشقاء يعلو جبهتها .
وضعتني تلك الدموع في حيز واسع المدي من الحيرة . حيث أنني لا أكاد أعرف
كيف يمكنني أن أضفي البسمة علي شفتيها .وقفت بعيدًا عنها دون ان تلحظني
مذهولا متسائلا . ما الذي يمكن أن يبكي تلك البراءة ؟
لم يثبت بتفكيري إلا أن ما يبكيها هو عوامل الفقر والشقاء . لذا فكرت أنها
بالضرورة جائعة . وعلي الفور ذهبت لاحضر اليها الحلوي كي تسد بها جوعها .
وعندما اقتربت لأعطيها الحلوي . فوجئت بأنها تظهر خوفها مني وتبتعد مني عدد خطوات اقترابي منها .
فتحدثت اليها بألا تهابني واني ما أحضرت اليها إلا الحلوي لتاكله . ولكن
ملامح وجهها ما زالت مضطربه وعضلاتها ما زالت منقبضه . وانا لا استطيع ان
افهم لما كل هذا الخوف والرهبة .
بادرت بسؤالها : لم تخافين مني يا حبيبتي ؟فكان ردها أن تركتني مهرولة وجرت إلى مكان بعيد...
وانا لم اتبعها ولكني فقط وقفت مذهولا في حالة وجوم تام لا أحرك فيها
ساكنا . فقط افكر لماذا كان تصرفها معي هكذا؟ وما الذي دعاها للهرب؟
أشكلي لا يروق لها لهذه الدرجة ؟ أعلم أن الأطفال يهابون ذوي الوجه القبحة . أم ان لها شفافية نفس أطلعتها علي قبائح ذاتي!
وعدت الي منزلي وانا مغيب العقل . لعل عقلي في حضرة طفلة ما زالت تعاني خوفًا وجوعًا وشقاءًا .
وفكرت أن أنسي الموقف برمته وأذهب الي فراشي طالبا نوما يريح جسدًا ارهقه العمل . فقد كان يومي طويلا مرهقا .
ولم اتمكن في أن أنهي تفكيري في تلك الطفلة وانتابني احساس بالذنب في اني لم اتبعها حتي تأمن لي .
وقضيت اليلة كلها في عدة اسئلة اتخيل اجابتها واعود لارفضها . وبين الرفض
والقبول وبين قصص مختلقة اتخيلها لواقع الطفلة كانت ليلتي تعج بالقلق
وفراشي مملوء بأشواك الحيرة.
ومع صباح اليوم الجديد لم يشغل بالي ترتيب يومي كعادتي بل أحسست انني فقط
اتصرف كانسان مسلوب العقل . فقد نزلت من بيتي مسرعا باحثًا عن تلك التي
أذهبت منامي .
واخذت أبحث عنا بالشوارع والطرقات هائما علي وجهي . حتي احسست بتعب شديد يخالطه احساس باليأس في أن اجدها .
فلم أدري بنفسي إلا جالسًا علي أعتاب قصر فخم . وبعد ان أخذت قسطا من
الراحه . راودتني رغبة في ان أتطلع لمنظر هذا القصر . واخذت اتملق كل جزء
فيه. وفجأة وجدت نفس الطفلة تطل من احد شرفاته في اجمل زي ومتوجه بالالماظ
و النظرة الي مختلفه تماما فهي تنظرني بكل غرور وكبرياء .
وعلي الرغم من تلك الصورة هي التي كنت اتمناها لها بالامس كي يكتمل ذلك
المنظر الرائع البديع . الا اني لم اطيق ان اطيل النظر اليها فلقد اختفت
تلك الراحة والهدوء اللذان كنت اشعر بهما امسًا. وكأنها رغم اكتمال جمالها
فقدت برائتها .
قررت العودة الي منزلي بعد عجزي عن تفسير ما يجري حولي . قررت كعادتي أن أهرب من كل ما يٌعجز عقلي .
و رغم حيرتي احسست براحة حيث زال عني تأنيب ضميري . وقررت أن أرمي الموضوع
برمته . وان اعود الي رتم حياتي العادي . نعم سأعود الي البيت كي استعد
واذهب الي عملي .
وبينما انا في طريق عودتي اذ بأني أجد نفس الطفلة في نفس صورة الشقاء التي كانت تستصرخني بالامس .
وهنا فقدت اخر ما تبقي لي من عقل وذهبت اليها مسرعا كي اسألها عن غرائبها.
وهي مرة اخري تحاول ان تفر من امامي . ولكني هذه المرة علي عكس المرة
السابقة . فقد اسرعت ورائها .
وبعد فترة أرهقها التعب من شدة الجري المتواصل , فوقفت والتفتت الي .وسألتني .
الطفلة : ماذا تريد مني ؟محمود: انا لا اريد لك الا كل خير .الطفلة : انتم بنو البشر لا تعرفون اي خير . وهنا خطر ببالي انها قد لا تكون بشرًا . وهو اقرب تفسير منطقي لتلك
الغرائب التي لاحظتها . قد تكون من الجان مثلا . ولكني لم اخشاها ودفعني
فضولي للحديث معها .
محمود: ألست ببشر ؟الطفلة : انا لا يروق لي البشر كي اكون منهم .محمود: لا يروق لك البشر ؟ أأنت جنية اذا ؟الطفلة : انا لست بجنيه ولكني اكبر من ان يدركني عقل بشر مثلك .محمود: لن احدثك في كونك ما تكونين . فأنت تبدين غامضة . فقط اوسعي لي مداركي عما يعجز عقلي عن تفسيره.الطفلة : وماذا تريد انت تعرف؟محمود: كيف بالامس كنت علي حالك هذا من الشقاء والبؤس ثم اراك اليوم في قصر عالي الشرفات . ثم انت ها هنا مرة اخري بائسة شقية ؟الطفلة: لسنا نفس الشئ .محمود: أأنتما توأم.الطفلة: لست ببشر ايها الغبي كي
نكون توأما . انكم هكذا بنو البشر تفكيركم ضيق تقيسون كل شئ علي تشبيهاتكم
وعلي نظام حياتكم . ما رأيتها هي قرينتي. والتي هي ضدي في كل شئ.محمود: قرينتك؟ ضدك؟ بالله عليك فسري لي ما تقولين من طلاسم.الطفلة: افهم ما سأقوله لك. وعييه
جيدا . انا كل شئ تحلمون به وتنادون فيه بالمثالية وتسمونه حق وجود
الانسان كانسان . انا الحرية والديمقراطية وكافة الحقوق الآدمية للبشر .
كنت عزيزة فيما مضي أسكن قصري الذي رأيته . ولكنكم بعد ان ادركتموني
تكالبتم علي بديكتاتورية وظلم واستحكار حتي اصبحت ها انا ذا. منبوذة منكم
. اخافكم واخشاكم كي لا اكون اسوأ من تلك الحال التي تجدني عليها .محمود: اعتقد اني بدأت افهم واستوعب . ولكن من اذا تكون من تسكن بقصرك. وتتوج بالالماظ؟الطفلة: انه في الاساس تاجي .
خلعتموه عني كي تزينوا به قبائح اعمالكم من كذب ونفاق وخيانة. تدعونها
باسماء غير مسماها وكأنها بمسماها الجديد شئ صحيح وشريف ولا عيب فيه . محمود: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه فهمتك.
فهمت اننا لسنا في مجتمع بشر . بل ندعي اننا بشر . كيف نكون مجتمعا بثقافة فاسدة تفقد كل تلك المعاني الجميلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واخذت اتسائل متي نهتدي الي تلك الطفلة ؟ متي يعود الحق لاصحابه ؟متي يُِعدل نظام ضن باهله ؟
واخذت اتسائل بمتي ؟كثيرا. حتي احسست اني فاقد الامل في معني كلمة متي ؟وها هنا وجدت نفسي واقفا اكلم نفسي ولا اجد حولي غير اناس تتعالي ضحكاتهم
علي .لعلي كنت تائهًا اتجسد فكرة تخيلتها واقع تعاملت معه . او لعلهم
تائهون لا يرون ما اراه.أو لعل مجتمعنا تائه في نظام يفقد كل تلك المعاني
وهو لا يحس بفقدانها . من التائه اذا . هلي هي الطفلة بكل ما تحمله من
معاني؟ أم نحن التائهون عنها ؟ لم أعد ادري من التائه!!!!!!!!!!!
ياما وشوش ناعمة شفتها ما قبلتها
ووشوش فقيرة بائسة شفتها ما عرفتها
ووشوش زي وشي انا
شايفة الحياة شاكوش بيضرب علي الفاشوش
والفاشوش فيها اني لسه بحبها
وعجبي!!!!!!!!!
كتابات مراهق
. ديه كنت كتبتها وأنا في اعدادي هندسه . أرجو أنا تنال اعجابكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دي قصه كاتبها واحد صحبي بحبه جدا اسمه محمود وانا جبتهالكم هنا علشان بجد عجباني اوي