بعـض مـشـاكل الـدراسـة الـميدانيـة
أ.د. مضر خليل عمر الكيلاني
كل نشاط علمي ، وحتى غيره ، من الضروري التفكير به و التخطيط له قبل انجازه ليحقق الهدف باقل جهد وكلفة واعلى المردودات ، وتكون الحاجة الى التخطيط ملحة عندما يكون العمل جماعي وبهدف سامي . تتطلب الدراسة الميدانية في الجغرافيا الكثير من التهيئة و التنظيم ، وحسب رأي بوردمان فان لهذه الجهود نتائج لا يمكن حصرها . وكل نشاط له مشاكله الخاصة النابعة من طبيعته . وما يطرح هنا بعض المشاكل العملية المعاشة عن خبرة من سبقنا في ميدان الدراسة الميدانية :-
1- أول مشكلة يواجهها الجغرافي هي اختيار منطقة الدراسة ، ولتسهيل الامر يذكر بيلي معاييرا تعتمد لاختيارها :-
أ - ان تضم تنوعا في الظهير الطبيعي و النشاطات البشرية ،
ب - ان تضم مستقرة اقليمية بعمر قديم نسبيا ، واهمية تسمح باستخدام تقنيات الدراسة الميدانية في البيئات الحضرية ،
ج - ان تكون نموذجا للظروف والاتجاهات او المشاكل السائدة في منطقة واسعة ، و
د - ان لا تكون مألوفة من العديد من الطلبة لتوفير فرصة جديدة للتعلم .
ويفترض وودرج و ايست ان تضم منطقة الدراسة الميدانية تباينا اقليميا في التضاريس و التربة والنبات الطبيعي والبناء الجيولوجي . ومن الضروري ان لا يكتفى بالتدريب على تقنيات دراسة المظاهر الجيومورفولوجية فقط ، بل المظهر الاجتماعي المتمثل بخصائص المجاميع السكانية و توزيعها و البحث عن مصادر المياه وتاريخ المستقرات البشرية . ويوضحان حقيقة الجغرافيا وفلسفتها بقولهما بان دراسة اشجار الغابة لا يعني دراسة الغابة ، فالغابة كل متداخل ومتشعب من الموضوعات و المفردات التي تهتم بها علوم مختلفة . كذلك الحقيقة الجغرافية فهي اكثر من الزاوية التي يدرس بها المختصون في العلوم المنفردة (جيولوجيا ، تربة ، مناخ ، سكان ، تاريخ ) انها كل متكامل 1966)
2 - تساعد المعرفة التفصيلية بمنطقة الدراسة في تحديد طريقة التعلم الحقلي من حيث المفردات والاسلوب و التحسب للاسئلة التي قد تطرح و المشاكل التي قد تواجه الفريق . انها تجنب التدريسي الاحراجات التي قد يواجهها نتيجة جهله بالمنطقة او النقص في التهيئة وفي توفير مستلزمات الدراسة . فالبرنامج التعليمي المخطط مسبقا وتوفير الادوات والاجهزة و المستلزمات المطلوبة مرتبطان مباشرة بالمعرفة التفصيلية بمنطقة الدراسة الميدانية . فالزيارة الاولية لها قبل اخذ الطلبة اليها امر ضروري جدا ، تتبعها جلسة مناقشة و تخطيط من قبل القائمين بالتدريب الميداني . ومن المهم جدا ان توضع بدائل عديدة لما يمكن رؤيته او عرضه على الطلبه ، وبدائل لخط السير والطرائق التي تتبع لجمع المعلومات . ومن الضروري ان يكون العمل المزمع القيام به معدا بدقة مسبقا . فيجب ان يكون واضحا عند المدرب ماذا يريد طلبته ان يعملوا وان يعرفوا و الهدف من التدريب . عليه ان يجيب عن السؤال أي العوامل الجغرافية اثرت في هذا المكان وانتجت هذا الواقع الذي يراه ؟ اليونسكو ب. ت. . ومن الممكن ان يجزأ العمل الى مراحل تعليمية ، أي وضع اهداف ثانوية مرحلية توصل في النهاية الى تحقيق هدف دراسة المنطقة جغرافيا .
ولا تقتصر المعرفة الجيدة بمنطقة الدراسة بالقائمين بالتدريب بل تشمل سائق العجلة التي تنقل فريق العمل لضمان معرفة مداخل و مخارج المنطقة وعدم اضاعة وقت في السؤال و التجوال غير الضروري . فالمعلومات عن المنطقة يجب ان تكون عامة في جانب و تفصيلية في الجوانب ذات العلاقة ، كذلك في كيفية الوصول اليها .
3 - وقت الدراسة الميدانية : غالبا ما يكون هذا في ساعات الدوام الاعتيادية ، ويعني زيارة قصيرة لاماكن قريبة ، وبالنهاية فائدة محدودة . او ان تكون في اماكن ابعد ولاكثر من يوم واحد ولهذه مشاكلها العديدة ، مع فوائد اكثر لما تعطيه من فرص التعلم . وان العمل الحقلي لمدة يوم واحد يجعل مساحة منطقة الدراسة صغيرة مالم تظهر فيها تباينات ونمط واضح لاستعمالات الارض .
4 - مستلزمات الدراسة الحقلية : لكل نوع من تقنيات الدراسة الحقلية متطلبات وادوات ، ولكن تبقى الخارطة القاسم المشترك بين الجميع ، مع فارق مقياس الرسم المناسب وموضوع الخارطة . اضافة الى توفير المستلزمات ، من الضروري ان يكون التدريسي قد تعرف بشكل جيد ومارس بمافيه الكفاية على استعمال التجهيزات والعدد و الوسائل . فالدراسة الميدانية هي خبرة مضافة للتدريسي و معرفة عملية جديدة للطلبة .