الأخطار الطبيعية التي تهدد البشرية

الخطر الطبيعي هو تعرض مجموعات بشرية ومنشئاتهم القاعدية إلى حوادث وكوارث، يكون مصدرها طبيعيا. ومن بين هذه الأخطار الطبيعية، نجد الانهيارات الثلجية، حرائق الغابات، الفيضانات، الأعاصير، العواصف، الزلازل، ثورات البراكين، إنزلاقات الأرض، بالإضافة إلى هجمات الحشرات الضارة وموجات الجفاف الطويلة...

إذا فالخطر الطبيعي، هو تلاقي خطر مصدره طبيعي مع رهانات بشرية، اقتصادية وبيئية.

* الزلازل:

وهو من أهم أسباب وقوع هذه الظاهرة الطبيعية الكارثية وأخطرها، حيث تتسبب الزلازل القوية التي تقع في قاع المحيط في حدوث الأمواج العاتية. والزلزال عبارة عن تزحزح وانزياح لتضاريس جزء من قاع المحيط، تكون درجته عنيفة ومدمرة، وهذه التزحزحات والرجات الأرضية غالبا تكون عمودية، أما عندما تكون أفقية، فلا تسجل حدوث هذه الأمواج.

ومن بين أشهر الزلازل، التي تسببت في تسونامي عنيف، نجد الزلزال الذي ضرب السواحل البرتغالية في سنة 1755م، وقد تسبب في سلسلة من التسوناميات، بلغ ارتفاعها 5 أمتار، وفي هلاك 60 ألف شخص بمدينة لشبونة، أي ما يقارب ربع سكان المدينة.

ونجد كذلك الزلزال الذي ضرب سواحل جزيرة سوماطرة باندونيسيا في العام 2005م، والذي بلغت قوته 9 درجات على سلم ريختر، وبلغ فيه ارتفاع الأمواج 10 أمتار، وأدى إلى هلاك 180 ألف شخص بين قتيل ومفقود.

* الثورات البركانية:

وهي تتسبب، بنسبة أقل من الزلازل، في حدوث ظاهرة التسونامي، حيث تقدر بـ 2% في منطقة المتوسط (خاصة في ايطاليا بسبب بركان فيزوف)، كما بلغ عددها 6 فقط من مجموع 109 تسونامي، حدثت في منطقة Kourilles-Kamtchatka (روسيا) بين سنتي 1737م و1990م.

ولكن قوة التسونامي الذي ينشأ من البركان، يمكن أن تكون أكبر بكثير من الذي تتسبب فيه الزلازل. فأكبر التسوناميات التي أدت إلى أعنف الكوارث عبر التاريخ، تسببت فيها ثورات بركانية انفجارية، وحدثت في كل من Santorin باليونان في سنة 1600 قبل الميلاد، وفي كراكاتوا Krakatoa باندونيسيا في سنة 1883م.

* الإنزلاقات الأرضية:

ترتبط في غالب الأحيان التسوناميات، التي تتسبب فيها الإنزلاقات الأرضية، بالزلازل والبراكين، ولكنها ليست في كل الأحوال.

وينشأ مثل هذا التسونامي على طول حافة الأخاديد البحرية، التي تنهار واجهتها من فترة إلى أخرى. وهو ما يحدث خاصة على طول السواحل الغربية للولايات المتحدة الأمريكية، فمثلا الزلزال الذي ضرب في سنة 1964م منطقة Good Friday بألاسكا، أدى إلى حدوث 20 انزلاقا للتربة على الأقل، أما الذي حدث في Lituya Bay بألاسكا دائما في سنة 1958م، والذي بلغت قوته 7 درجات على سلم ريختر، فقد تسبب انزلاق للتربة، أدى إلى ارتفاع مياه البحر بـ 60 متر على الضفة المعاكسة.

* الوقاية من الأخطار:

الوقاية على المدى القصير (وضع نظام للإنذار المبكر)

* على المستوى الدولي:

يوجد نظام إنذار دولي في المحيط الهادئ لمراقبة الزلازل خصوصا المسببة للتسونامي، يقع في منطقة هونولولو Honolulu، ويسير من طرف NOAA .National Oceanic and Atmospheric Administration، وهو مزود بحوالي 30 محطة لقياس الزلازل، و78 جهاز لقياس ارتفاع الموجات، وهو يسمح بإعطاء إنذار ساعة قبل قدوم التسونامي. وهذا النظام صالح للسكان الموجودين على مسافة تصل إلى 750 كم من المصدر.

* على المستوى الإقليمي:

يوجد العديد من أنظمة الإنذار في عدة مناطق خاصة من العالم مثل، الذي يوجد بمنطقة تايتي Tahiti، لمسافة تتراوح بين 100 و750 كم من مركز الزلزال، وفي هذه الحالة يُعطى الإنذار حوالي 10 إلى 12 دقيقة بعد حدوث الزلزال.

أما في اليابان، يسمح نظام OBS Ocean Bottom Seismograph، بتحديد الزلازل في وسط البحر عن طريق أجهزة قياس الزلازل، وأجهزة لقياس الضغط الذي يحدث في الماء.

ويوجد نظامان على عمق 2200 و4000 متر تحت سطح البحر، ويتم تحويل المعطيات كل 20 ثانية عن طريق كوابل لمحطات موجودة على السطح، ومن بعدها عن طريق الهاتف إلىTsunami Warning Center، التابعة لوكالة الأرصاد اليابانية بطوكيو.

* على المستوى المحلي:

مثل نظام THRUST = Tsunami Hazards Reduction Utilizing Systems Technology، الموجود بفالباراسيو Valparaiso بالشيلي، والذي يسمح بإنذار السكان في أقل من 10 دقائق قبل وصول التسونامي، الذي يكون في أقل من 100كم من تلك المنطقة.

* الوقاية على المدى الطويل:

ـ وضع قاعدة للمعطيات:

مثل قاعدة المعطيات الروسية لمنطقة Kourilles-Kamtchatka، والتي تم فيها إحصاء ما يقارب 8000 زلزال و124 تسونامي من سنة 1737م إلى 1990م، 109 منها محلية و15 أخرى عبر المحيط. ونفس الشيء بالنسبة لليابان، التي تم فيها إحصاء 332 تسونامي إلى غاية 1984م خلال فترة تمتد إلى 1300 سنة.

ـ وضع نظام للمحاكاة:

وذلك عن طريق تحليل كل تسونامي وقت وقوعه وسعته في عدة مناطق، ومن ثم إعادة تشكيل شكل الموجة وسرعة انتشارها من أجل التوصل إلى السبب المؤدي إلى وقوع التسونامي.

وقد تم وضع العديد من موديلات للمحاكات، مثل نظام Mansinha-Smylie 1971 ونظام Satake، وYoshida وImamura وShuto. وكلها تعتمد على موديل تنقل الموجات عبر المحيط، والمطبق فقط على المياه العميقة، ولكن تبقى كل هذه الموديلات غير كاملة.

ـ وضع نظام خرائط للمناطق المهددة:

مثل الخرائط التي أنجزت للمناطق المهددة بغمر المياه في هاواي، والمعلقة على مخادع الهواتف العمومية في المدينة.