الأمراض النفسية
يصاب الإنسان بين فترة وأخرى باضطرابات في نفسيته من حزن، أو قلق، أو خوف ونحو ذلك، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الاضطرابات طبيعية، ولكن قد يحصل أن تكون تلك الاضطرابات النفسية شديدة، وتستمر فترة أطول، وتؤثر على حياة الإنسان العملية والعائلية، وهنا يكون الشخص قد وصل إلى حالة مرضية تستدعي العلاج.
والمرض النفسي لا يعني الجنون فقط، لأن ما يسميه الناس الجنون إنما هو نوعية خاصة من الأمراض النفسية، وهي قليلة على كل حال، وهناك أنواع أخرى من الأمراض النفسية شائعة جداً، كالاكتئاب، والقلق، والرهاب (الخوف)، والوسواس القهري، والتوهم، وغيرها.
من هم المعرضون للإصابة بالأمراض النفسية؟
ليس هناك أحد محصن ضد الأمراض النفسية، فهي تصيب الرجال والنساء، والكبار والصغار، والأغنياء والفقراء، والمتعلمين وغير المتعلمين، ولكن هناك عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية، مثل: الظروف المحيطة بالإنسان، والجو العائلي، والضغوط الحياتية، والوراثة، وأسلوب الإنسان في التفكير، ونظرته للأحداث.
والأمراض النفسية منتشرة في المجتمع على خلاف ما يتصور كثير من الناس.
ما هي أعراض الأمراض النفسية؟
تختلف الأعراض باختلاف المرض، فأحياناً يصاب الشخص بالحزن والضيق وعدم الاستمتاع بالحياة، وأحياناً يصاب بالخوف والرعب والتوتر، وأحياناً يتوهم أمراضاً عضوية لديه، برغم عدم وجودها حقيقة، وأحيانا يخاف من الاجتماع بالناس، أو من الخروج للأسواق أو من التحدث أمام جمع من الناس، وأحياناًًً أخرى تختلط الأشياء على الشخص، فيعيش في عالم منعزل من الأصوات والصور.
ومن المهم التأكيد على أن كثير من الأمراض النفسية يصاحبها وجود أعراض عضوية في الجسم، مثل: قلة النوم، والخمول، وضعف وزيادة نبضات القلب، وآلام الصدر، وآلام الظهر، وآلام البطن، والدوخة، والصداع، وغير ذلك. وكثيراً ما يشتكي المريض من هذه الأعراض الجسدية وهو في الحقيقة مصاب بمشكلة نفسية.
ما هي أسباب الإصابة بالأمراض النفسية؟
الأمراض النفسية ليست وحيدة السبب، بل هي نتاج تفاعل مجموعة من العوامل، وبالإمكان تقسيم تلك العوامل إلى أنواع:
1- أنواع ناشئة بسبب وقوع أحداث مهمة وكبيرة في حياة الإنسان: كموت عزيز، أو حدوث مصيبة، أو انتقال من مرحلة في العمر إلى أخرى، وربما تنشأ عن تتابع ضغوط نفسية بشكل متواصل في الأسرة، أو المدرسة، أو العمل، أو الزواج، أو النواحي الموالية.
2- نوع ينشأ بسبب مرض عضوي في الغدد أو غيرها.
3- نوع لا نجد له سبباً واضحاً مما ذكرنا سابقاً..
وفي كل الأنواع يحدث تغير واضح في نسبة المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، كما أن للعوامل الوراثية دوراً مهماً في هذا الجانب.
كيف يتم علاج الأمراض النفسية؟
إن أول خطوة لعلاج الأمراض النفسية هي الكشف عنها وتشخيصها من قبل الطبيب، ولكن الطبيب لن يستطيع تشخيص المرض بمجرد النظر إلى الشخص، ولهذا يجب على المريض أن يخبر طبيبه بما يشتكي.
والعلاج بحمد اللَّه متيسر وموجود، ومنه:
1- الإيمان باللَّه تعالى، والثقة به، والالتجاء إليه عزَّ وجلَّ، ودعاؤه، فهو الذي يكشف الضر عن عباده.
2- الجلسات النفسية، وهي جلسات خاصة مع الطبيب أو المعالج النفسي، وتهدف إلى مساعدة المريض لتجاوز المشكلة التي يمر بها المريض.
3- الأدوية، وهي أدوية مدروسة علمياً ومجربة على مستوى العالم وأفادت الملايين من المرضى، وتحسنت نفسيتهم، وأصبحت حياتهم أفضل بشكل كبير، وهذه الأدوية مناسبة للغالبية من المرضى، وإن كان البعض قد يشتكي من بعض الأعراض الجانبية التي يمكن التحكم فيها. وربما يصبح العلاج عديم الفائدة إذا لم يجد المريض من يساعده ويسانده من الأقارب والأصدقاء. ومن الخطأ الكبير التعامل مع المصاب بمرضٍ نفسي على أنه شخص مجنون، أو ضعيف الإيمان، أو مهزوز الشخصية، لأن هذه الأمراض ليست من صنع الشخص، ولا تحت تصرفه.
هل الأدوية النفسية تسبب الإدمان؟
معظم الأدوية النفسية لا تسبب الإدمان، وإن كان بعضها يحتاج أن يأخذه المريض لفترات طويلة نسبياً. وهناك نوع من الأدوية النفسية قد يسبب الإدمان إذا أسيء استعماله كما لو تناوله المريض لفترات طويلة خلافاً لتوصيات الطبيب، وهذا النوع محدود الاستعمال
*استشاري طب العائلة
**************************