الثقافة والشخصية
مقدمة عن نشأة الثقافة والشخصية : شهد العالم بالفترة الاخيرة من القرن ال عشرين كثيرا من التغيرات اهمها التقدم السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مما أثر على العلاقات الدولية وحركة التفاعل بين الشعوب وسقوط حواجز الزمان والمكان وهو ما يسمى بالعولمة حيث اصبح العالم قرية كونية صغيرة . ولقد كانت الثقافة وما زالت الموضوع الرئيسي في كثير من العلوم الاجتماعية حيث بداء الاهتمام بالثقافة والشخصية منذ الحرب العالمية الاولى . وكان يركز علم الانثروبولجيا في بدايته على دراسة ثقافة المجتمعات البدائية ولكنه منذ الربع الثاني من القرن العشرين اهتم علماء النفس بمفهوم الشخصية في اطارها الثقافي ونتيجة لهذا الاهتمام أنشيء ما يعرف بمجال الثقافة والشخصية ولقد ظهر الاهتمام بموضوع الثقافة والشخصية بمصر في منتصف القرن العشرين .
الفصل الاول
الثقافة والشخصية كنظام علمي
س : اعرض كلا من الانثروبولوجيا وعلم النفس في دراسة الثقافة والشخصية ؟
ج : اهتمام الانثروبولوجي : اهتم بقضايا عامة كالتطور التاريخي للمجتمعات الانسانية ومراحل هذا التطور وكان يقوم هذا العلم على مبادىء اساسية وهي :
1- الوحدة النفسية للجنس البشري في العمليات العقلية
2- الخصائص السيكولوجية ووحدة التاريخ الانساني والثقافة الانسانية
أما علم النفس الاكاديمي : فلم يهتم بهذه القضايا ولكن علم النفس التحليلي اهتم بالعلاقة بين البيانات التي يجمعها المحللون النفسيون وبين المفاهيم والتصورات التي تضعها العلوم الاخرى خاصتا الانثروبولجيا ومن اهم هؤلاء العلماء فرويد .
ولقد كان علماء الانثروبولجيا اول من حاول ربط النثروبولجيا بعلم النفس اثناء دراستهم للمجتمعات البدائية لذلك ينظر كلا من العلمين الى الثقافة على انها صيغة كلية واقد استعان علماء الانثروبولجيا بتقنيات الطب النفسي كالمقابلات والاحلام واللعب بالدمي ولذلك قام العالم الانثروبولجي مالينوفسكي بدراسات ميدانية في بعض جزر المحيط الهادي وبداء بتفسير المعلومات الانثروبولجية وجمعها وضمها في كتاب الجنس والكبت في مجتمع متوحش ويعكس هذا الكتاب موقفه من التحليل النفسي بمرحلة نمو الشخصية وخاصتا عقدة أديب .
س : أعرض لدراسة روث بنديكت ؟
ج: قامت بأصدار كتابها أنماط الثقافة ويتكون من مجموعة مقالات توصف فيها ثلاث مجتمعات بدائية هي قبائل البيبلو – الدوبو – الكواكيوتل وكان هدف بندكيت المقارنة بين هذه القبائل والكشف عن تأثير كل ثقافة منها في شخصية حامليها وتتمثل اهمية هذا الكتاب في :
1- يمكن التعرف على سلوك الانسان في ثقافة ما من خلال ما يسود تلك الثقافة من قيم ومثل واتجاهات عامة
2- كما اكدت على اهمية الاستعانة بأساليب علم النفس التحليلية وحزرت من التطرف في التفسيرات والتعميمات على اساس فطري يعمم على الجنس البشري كعقدة أديب
3- اكدت الدراسة على ان هناك اقوام لا يستوعبون فكرة الحرب ولا يعرفون الفرق بين المعارك الصغيرة والحروب الضخمه وذلك وفقا لنمط ثقافتهم .
س : اعرض لدراسة مارجريت ميد ؟
ج : تعتبر دراسات ميد بداية اهتمام الانثروبولجين بالاختلافات الثقافية بين المجتمعات
الهدف من الدراسة : إثبات خطأ الفكرة الشائعة في المجتمعات الغربية عن العلاقة بين فترة المراهقة والتمرد على السلطة والتي تتسم بالصراع والعنف وحدة العواطف .
تساؤلات ميد : هل تلك السمات التي تصف هذه المرحلة ترجع لعوامل اجتماعية وثقافية ام هي شيء حتمي مصاحب لهذه المرحلة في كل المجتمعات والثقافت على اختلافها
النتيجة : 1- تمر هذه المرحلة في جزيرة سامورا بهدؤ دون التعرض لأي من تلك الظواهر السيكولوجية الشائعة بهذه المرحلة
2- لا يوجد اي مجال للتمرد على العادات والتقاليد بهذا المجتمع
ومن هنا تعتبر دراسة بنديكت ومرجريت هي الاساس الذي عرف بالنظام العالمي فيما بعد بالثقافة والشخصية اما الثقافة والشخصية يشير الى الشخصي ككيان مستقل عن الثقافة بينما هي تتكون من خلال تفاعلها مع الثقافة وبالرغم من اوجه القصور في دراسات بندكيت وميد ولكنها القت الضؤ على كثير من القضايا مثل :
أ – كشفت عن خطاء المبادىء التي تقوم عليها الانثربولوجيا في القرن ال 19
ب- ابرزت الدور الذي تلعبه الثقافة في تشكيل السلوك الفردي والاساليب التي تؤثر من خلالها على دوافع واتجاهات الفرد
ج – اهتمت بالكشف عن الخصائص السلوكية والذهنية التي تسود في الثقافات المختلفة
خ – لفتت النظر للعلاقة بين الثقافة والشخصية والاختلاف السيكولوجي للفرد بأنه يرجع للاختلاف الاجتماعي والثقافي لكل مجتمع
ع – وكانت النتيجة ظهور مفاهيم مثل الطابع القومي والشخصية القومية
الفصل الثاني
الثقافة المفهوم والخصائص
س : اعرض لمفهومات الثقافة وخصائصها ؟
ج : مفهوم الثقافة : لا يوجد حتى الان تعريف واحد متفق عليه فالثقافة عند رجل الشارع تعني سعة الخبرة والاطلاع في كافة المجالات وتشير احيانا للشخص الذي يقراء كثيرا وتعني الثقافة في اللغة العربية تسوية الرمح والملاعبة بالسلاح ثم اكتسبت معنى مجازي وهو الفطنة وحدة الذكاء وعرفها المجمع اللغوي بأنها العلوم التي يتطلب الحذق فيها والثقافة ذات اصل لاتيني تعني الفطنة والفلاح وتعني الثقافى باللغة الاوربية تطوير وتنمية قدرات الانسان ومواهبه .
من اشهر تعريفات الثقافة تلك التي قدمها العالم الانثروبولجي البريطاني تايلور 1871 وهو كل مركب يشمل المعارف والعقيدة والقانون والفنون والعادات والابداعات وكل القدرات والعادات الاخرى التي يكتسبها الانسان بوصفه عضوا بالمجتمع والعادات الاخرى التي يكتسبها الانسان بوصفه عضوا بالمجتمع
ولقد قام كرويبر وكلاكهون : بدراسة نقدية جمعا فيها اكثر من 160 تعريف للثقافة وصنفاها وفقا للاهتمامات التي تركز عليها ومن اهم هذا التعريفات :
1- تعريفات وصفية : وهي التي تهتم بوصف محتويات الثقافة كما وضحها تايلور وتؤكد على ضرورة النظر اليها بوصفها وحدة شاملة تحتوي على مظاهر وعناصر متعددة
2- تعريفات تاريخية : تركز على انتقال الثقافة كموروث للاجيال المتتالية كمجموعة من المماراسات والمعتقدات المتوارثة اجتماعيا
3- تعريفات معيارية او قيمية : تنظر للثقافة على انها اسلوب حياة يقوم على قيم ومثل معينة هي التي تحدد للافراد سلوكهم واختياراتهم فهي بذلك طريقة حياة الناس
4- تعريفات نفسية : وهي تنظر للثقافة على انها تتشكل من خلال عملية التعلم وبالتالي فأنها اداة لحل المشكلات وانها تجسيد لما اكتسبته اي جماعة انسانية عبر الاجيال
5- تعريفات بنيوية : ترى ان الثقافة بنية مجردة فهي لشعب من الشعوب كالشخصية بالنسبة للفرد بمعنى انها اساس كل سلوك البشر
6- تعريفات تكوينية : وهي التي تفسر كيفية نشأت الثقافة واصولها وعوامل تطورها كما تنظر للثقافة على انها مفتاح للتفاعل بين الانسان والاخر وبين بيئته
7- تعريفات شمولية : وتسعى لإدراك الثقافة من منظور كلي شامل يهتم بكل ابعادها وتعتبر المادية التاريخية ابرز هذه التعريفات حيث تؤكد على ان الثقافة عنصر اساسي من عناصر النشاط الانساني
ثانيا : خصائص الثقافة :
1- تتميز الثقافة بأنها ظاهرة انسانية اجتماعية : حيث تميز الانسان عن الحيوان اي انها عامة يشترك بها كل البشر عن طريق الابداع والتطور فالانسان هو منتج الثقافة وصانعها
2- تتميز الثقافة بقدرتها على الاستمرار والبقاء : فالاساطير والامثال الشعبية والطقوس تظل قائمة عبر العصور حتى مع زوال السبب الذي ادى لوجودها
3- تتميز الثقافة بالاستقلال : عن افرادها الذين يحملونها فهي تراث ينشاء ويتطور ويتراكم عبر الزمن فقواعد السلوك ووسائل النقل والاتصال ليست ملك لفرد او جماعه او بلد
4- الثقافة شيء مثالي : لأن العناصر التي تتكون منها تعتبر نماذج مثالية يجب على افراد المجتمع الامتثال لها والتكييف معها
5- الثقافة مكتسبة وليست فطرية : حيث يكتسبها الفرد من خلال التعلم والتجارب حيث يتميز الانسان عن سائر المخلوقات الاخرى بالقدرة على التذكر والابداع والتخيل وهو الكائن الوحيد القادر على نقل عاداته المكتسبة الى ذريته
6- الثقافة قابلة للانتقال : فمظاهر الثقافة المادية والغير مادية تنتقل رأسيا من جيل لأخر ومن جماعة لأخرى من خلال الموروث الثقافي مع الاضافة اليه افقيا من مكان لاخر عن طريق الهجرة
7 – الثقافة تؤدي وظيفة اشباعية : فهي تشبع الحاجات والدوافع الانسانية كالقيم والاعراف ولا تستمر في البقاء الا اذا كانت بالفعل تحقق اشباعا للافراد وسد الحاجات الاساسية والثانوية
8- الثقافة ذات طابع توافقي : اي ان عناصرها تحاول التكييف مع مقتضيات البيئة وتتلائم مع حاجات الافراد
9- الثقافة معقدة جدا : وذلك لأنها تحتوي على عدد كبير جدا من الملامح والعناصر المختلفة كما انها تتجدد وتتغير عبر العصور لذلك قدم الانثربولوجين ما يسمى بالمركبات الثقافية مثل :
أ : مركب الذبيحة : عند قبائل اولاد علي المصرية وهذا المركب يلعب دورا هاما في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
ب : مركب الارز البري : وهو مركب ثقافي عند بعض قبائل الهنود الحمر ويرتبط بعادات وطقوس تؤثر في حياة ابناء هذه القبيلة فالارز ينمو هناك بريا ومع ذلك لا يستطيع اي فرد من افراد القبيلة ان يأخذ منه شياء ويرتبط بهذا المركب مجموعة من القواعد والمحظورات الدينية ويبذل ابناء القبيلة جهدا كبيرا في عملية الحصاد والدرس والتخزين والطهي وفقا لقواعد متوارثة
10 – الثقافة تتسم بالتكامل والتجانس فكل ثقافة لها مجموعة مميزة من الاهداف ولأن الثقافة تتعرض للتغيير بصورة مستمرة بفعل عوامل الانتشار الثقافي ولكن هناك مبداء هو ميل كل ثقافة للتكامل وذلك لتميزها بالتكيف والتوافق والتوازن
11- الثقافة تتميز بالتغيير : فالتغيير هو قانون الوجود ولا يقف التغيير عند الاشياء المادية فقط بل يمتد الى الجوانب الغير مادية كالافكار والمعتقدات والقيم والقوانين والتقاليد مع مرور الزمن لذلك لا يمكن وصف الثقافة بالجمود .
الفصل الرابع
الشخصية بين المعنى الدارج والمفهوم العلمي
س : تناول بالشرح المعنى الدارج للشخصية والمفهوم العلمي ؟
ج : الشخصية في المعنى الدارج وعند المتخصص في العلوم الاجتماعية والنفسية :
تعني الشخصية : كل المهارات الاجتماعية التي يتميز بها الفرد كما تعني (( انا )) وتشير الى ذات المتكلم وتجع فرد يشعر بأنه نفسه اما باللغة العربية تعني نظر الي او حضر امام وشخص معين وكلمة شخصية ذات اصل لاتيني وتعني القناع او الوجه وهناك عددا من التفسيرات العلمية لمفهوم الثقافة وقدمها علماء النفس – الاجتماع النفسي – الانثروبولوجيا .
الدراسات النفسية عن الشخصية ( جوردون البورت ) :
قام البورت بدراسة توصل من خلالها الى 50 تعريف لمفهوم الشخصية وقسمها لفئتين :
الاولى : الحيوية الاجتماعية : وهي التعريفات التي تربط بين الشخصية وما يمارسه الفرد من تأثيرات على الاخرين
الثانية : الحيوية الفيزيقية : وهي التعريفات التي تفسر الشخصية في ضوء ما يتمتع به الفرد من خصائص وتوصل البورت لتعريف الشخصية على انها : تنظيم دينامي داخل الفرد للاجهزة السيكوفيزيقية والتي تحدد سلوك الفرد وفكره المميز .
1- دراسات علم الاجتماع النفسي ( تشارلز كولي ) :
ويقدم كولي مفهوما محوريا هو مرأت الذات ويتضمن 3 عناصر وهي :
أ : تخيلنا للمظهر الذي نبدو عليه امام الاخرين
ب : تخيلنا لحكم الاخرين على هذا المظهر
ج : نوع معين من الشعور بالذات مثل الزهو
بمعنى ان الجوهر جتمعاي لذات الانسانية لا يتشكل بدون تفاعل مع الذوات الاخرى
2- عالم الاجتماع الامريكي ( وليم توماس ) : فقد اهتم بسلوك الفرد في الموقف الاجتماعي ويؤكد توماس على ان الفعل الاجتماعي هو الحقيقة الاجتماعية التي يجب تفسيرها ويطلق على هذا الموقف الموقف الشامل ويحتوي على 3 عناصر :
أ : الظروف الموضوعية التي تشير لى القواعد الاجتماعية الملزمة للسلوك
ب : الاتجاهات او الخبرة السابقة عند الفرد والجماعة
ج : تعريف الموقف بواسطة الفاعل نفسه الذي يتأثر بالجماعة
3- انماط للشخصية :
أ : الشخصية المحافظة : وتتميز بالاستقرار وعدم تقبلها للاتجهات الجديدة
ب : الشخصية البوهيمية : تنطوي على اتجاهات غير مستقرة وغير مترابطة خاضعة لمؤثرات مختلفة ولديها القدرة على التوافق ولكن هذا لا يحدث دائما .
ج : الشخصية الابداعية : وتتميز بالاستقرار والتنظيم والقدرة على تحقيق تقدم ملحوظ وتميل للتغير والتخطيط المنظم للنشاط المنتج
عالم الاجتماع سوركين : عرف سوركين علم الاجتماع بأنه النظرة العامة للتفاعل الاجتماعي والانساق الثقافية والشخصية كما عرف الشخصية بأنها عالم صغير يعكس العالم الثقافي الاجتماعي الكبير الذي يولد فيه الفرد ويحيا ويؤكد سوركين على اهمية الدور الذي يلعبه المجال الاجتماعي والثقافي في تشكيل الشخصية وميز سوركين بين 3 نمازج رئيسية تنتمي اليها الحضارات المختلفة : النسق الذهني العقلي – النسق الحسي الوجداني – النسق المثالي القيم
ويرى ان كل نمط من هذه الانماط يفرز شكل محدد من الشخصية لها سمات عقلية ووجدانية ولها اتجاهات وقيم ومعايير واستجابات معينة ومن الممكن اعتبار هذه النمازج مراحل للثقافة وان التغير الاجتماعي يتأرجح بينها .
الشخصية من وجهة نظر علماء الانثروبولوجيا :
1- هونجمان :
وعرف الشخصية : بأنها نتاج للافعال المتوقعة وإيحاءات الاخرين التي يمكن ادراكها في مواقف التفاعل المختلفة واهتم هونجمان بدراسة العلاقة بين نمط الشخصية والانماط السلوكية التي توجد في بيئات ثقافية معينة ويرى هونجمان ان هناك مجموعة من النماذج الثقافية لمجتمع او جماعة تجتمع لكي تضمن اقل قدر من التشابه في سلوك الافراد وتقوم هذه النماذج على قاعدة من العادات الاجتماعية والتقاليد وقيم ومعتقدات وضبط اجتماعي معين يحدد الثواب والعقاب وفي دراسته على قبائل الهنود الحمر لاحظ ان النموزج الثقافي السائد هناك يقوم على احساس الفرد بالمسؤلية نحو نجاحه او فشله في العمل مما يجنبه الانفعال والغضب ويكون اكثر مرونة والاهتمام بالعمل
2- لينتون : وعرف الشخصية : بأنها المجموع الكلي للملكات العقلانية للفرد وعاداته وافكاره واستجاباته الانفعالية ويؤكد ان الثقافة توجد في عقول الافراد حيث تنبع من قدراتهم الشخصية وتفاعلهم مع الاخرين مما يعني ان هناك تبادلا بين الثقافة والشخصية كما يذهب لينتون الى ان الشخصية تتكون من مضمون وتنظيم وهناك مستويات لتنظيم الشخصية سطحي ومركزي وذكر لينتون ان البيئة لها دور في تشكيل الفرد وتنقسم الى طبيعية كالماء والهواء وانسانية ولها التأثير الاكبر
3- كلاكهون : وعرف الشخصيه : بأنها الطابع الذي يميز الفرد ويعبر عن اتجاهاته امام الرأي العام ويكتسبه الفرد من خلال وجوده في ثقافة معينة وتكوينه البيولوجي فبناء الشخصية يقوم على الاساس البيولوجي اما اكتسابه سمات معينة وسلوك معين فيرجع لتفاعله في ضؤ اطار ثقافي عام عن طريق التنشئة الاجتماعية التي تختلف من مجتمع لأخر
ويرى ان الانسان كفرد له سمات محددة وهي :
1- يشبه الاخرين تماما في البناء البيولوجي
2- يشبه بعض الاخرين في المهنة والوضع الاجتماعي
3- لا يشبه احد على الاطلاق فلكل فرد اسلوبه الخاص في السلوك والتعبير والشعور
الفصل التاسع
دراسات مكتبية – نظرية في دراسة الشخصية المصرية
س : اعرض لسمات الشخصية الفهلوية كما ذكرها حامد عمار ؟
ج : الفكرة الاساسية لدراسة الشخصية الفهلوية كما ذكرها حامد عمار : لقد اختار حامد عمار لفظ الفهلوي ليعبر عن النمط الاجتماعي للشخصية المصرية والفهلوي نوعا من انواع الشطارة والشخصية الفهلوية شخصية غير منتجة وسلبية ولقد حدد عمار لها عدة سمات وهي :
1- التكييف السريع : وهي من اهم مظاهر سلوك الفهلوي فهو اكثر قدرة على التكيف في المواقف المختلفة ومع البشر فالفهلوي قادر على مخالطة الجن ومعاشرة الملائكة ويلعب بالبيضة والحجر كما يوجد شخصية فهلوية ايجابية وتظهر في تكيف المرأة المصرية الفقيرة التي تتحايل على ظروف المعيشة وتوفر لاولادها الطعام فتخلق من الفسيخ شربات وتحصل من الفول على عدة اصناف مثل الطعمية والفول النابت والبصارة وهذا يدل على فطنتها وذكائها ومرونتها كما تتميز الشخصية الفهلوية بالمسايرة السطحية والمجاملة فهو منافق ووصولي يخفي مشاعره الحقيقية من فرح او حزن (( فهو معاهم معاهم عليهم عليهم ))
2- النكته المواتية او السريعة : الشخصية الفهلوية ساخرة تخفي عيوب شخصيتها بصنع الافشات للتأثير على الاخرين وياخذهم بالصوت كما انه يبسط الامور ويعمل البحر طحينة وتلعب النكته دورا هاما فهي ترضيه للذات وتحقق الراحة له وتعوضه عما اصابه من كبت سياسي واجتماعي وهي وسيلة لجعل الحياة محتملة فأطلاق النكته يعادل إنهاء المشكلة او حلها .
3- المبالغة في تأكيد الذات : فالشخص الفهلوي يفتقد للثقة بالنفس والطمأنينه ويظهر ذلك في كثرة الكلام عن نفسه وعن قدراته مثل (( احنا الي خرمنا التعريفه )) او (( احنا الي دهنا الهواء دوكو )) وكذلك بالاستهتار والتريقه على الاخرين كما يظهر ذلك في الاسراف في العزائم واستخدام الكلمة الحلوة وانجاز الاعمال بسرعة .
4- النظرة الرومانتيكية (( الرومانسية )) للمساواه : فالسلطة من وجهة نظر الفهلوي قوة قاهرة ظالمة يخشى منها لكنه يضطر للخضوع لها بالرغم من سخطه عليها وكرهه لها فيظهر احترامه وتبجيله لها ليتقي شرها فدائما يستخدم لقب يا باشا
5- الطمأنينة للعمل الفردي : فهو لا يفضل العمل الجماعي ويحب العمل الفردي ليثبت ذاته فهو اناني
6- الرغبة في الوصول الى الهدف باقصر الطرق واسرعها : فيبحث عن الطرق الملتوية السريعة والسهلة التي لا تحتاج لمجهود كبير فيطبق مبداء الغاية تبرر الوسيلة مثل الطالب الفهلوي الذي يغش بالامتحان .
س : اعرض لسمات الشخصية الفهلوية كما ذكرها عبد الفتاح جلال ؟
ويرى ان سمات الفهلوي هي :
1- الانتهازية : يسعى الفهلوي لتحقيق اهدافه بأي طريقة مثل الرشوة ويسعى لاطعام الفم لتستحي العين ويلجاء لوسيلة اخرى فيتمسكن حتى يتمكن وعنده سكة ابو زيد كلها مسالك
2- النفاق : فهو يجامل حتى يصل لهدفه (( ان مات للسبع كلب روح عزي فيه وان مات السبع لا تروح ولا تيجي )) (( اللي ما تحتاج لوشه النهارده بكره الزمن يحوجك لقفاه ))
3- الانانية : الفهلوي لا يهمه الا مصلحته فقط ولا يحب الخير لغيره ولا يهتم بصلة الرحم (( قال بيت ابوك انهد قال خد لك منه قالب ))
4- الحقد : الشخص الفهلوي كثير الحسد وينظر لما في يد غيره فقد تحقد المرأة على الاخرى فتقول يدي الحلق للي بلا ودان
5- التواكلية : لا يريد الفهلوي ان يتحمل مسؤلية ويتهرب منها لذلك يستسلم للحظ والبخت ويقول قيراط حظ ولا فدان شطاره ويريد كل شيء مجانا فيقول ابو بلاش كتر منه
6- المظهرية : يهتم بالمظاهر الخداعه فنراه يمسك بالمحمول ولا يوجد بجيبه جنيه واحد فيحب التباهي بنفسه امام الاخرين (( فقر وعنطظه )) حتى ان المظهرية وصلت للدين والاخلاق فعندما يجد المسجد مغلق يقول بركه يا جامع اللي جات منك ولا جت مني .