نظريات التنمية الاجتماعية
الفصل الاول
المفاهيم الأساسية المرتبطة بعملية التنمية
س : تناول بالشرح مفهوم المجتمع والمقومات المرتبطة به ؟
ج :
1- المجتمع بشكل عام : هو وحدة كلية اقتصادية أجتماعية مترابطة الاجزاء تسير بحركة مستمرة ويشكل فيها الانسان المقام الاول
2- الاتجاه الوظيفي : ينظر للمجتمع على انه مجموعة كائنات بشرية تتميز بالاكتفاء الذاتي والقدرة على البقاء لفترة طويلة من خلال التناسل الجنسي
3- الاتجاه المحافظ : ينظر للمجتمع على انه كائن عضوي يشبه جسم الانسان ويعتمد وجود هذا المجتمع على التراث الثقافي الذي يحافظ على توازنه واستمراره
4- يرى كونت ان المجتمع تكوين اجتماعي يتطلب وجوده اتفاق جميع افراده على مجموعة من القيم والتشريعات
5- يقول ماكيفر ان المجتمع مساحة من الارض تتميز بعلاقات صراع – تنافس – تعاون بين افرادها
6- أكد وارن على مجموعة من التفاعلات داخل المجتمع وهي تختلف من مجتمع لأخر وقد تكون علاقات رأسية بين المنظمات والناس او افقية بين المنظمات وبعضها وبين السكان
7- الرؤية المادية للمجتمع ( ماركس ) : حيث يرى ان العمل هو اساس الحياة ولكي يشبع الانسان حاجاته الاساسية من مأكل وملبس ومسكن يحتاج لبذل الجهد والدخول في علاقات انتاجية فأنتاج الثروة هو الذي يحدد تطور المجتمع ويعتمد هذا الانتاج للثروة على ظروف وشروط طبيعية لضمان حياة المجتمع :
أ : البيئة الجغرافية : وهي شرط اساسي لكي يقوم الانسان بأي نشاط داخل المجتمع وتتمثل في الموارد الطبيعية
ب : السكان : وهو اهم شرط لتطور المجتمع فكلما زاد عدد السكان كلما يزيد نمو المجتمع ولكن بشرط الاستغلال الامثل
ج : الدولةوهناك ثلاث تصورات لها :
1- الدولة كنظام قانوني : حيث يرتبط افراد المجتمع فيه ترابطا سياسيا
2- الدولة كسلطة مطلقة للحكومة : اي انها ادارة سياسية تستخدمها الصفوة للتحكم في المجتمع ككل
3- الدولة كتنظيم : يستعين به المجتمع لتحقيق اهدافه وانجازاته كما انه اداة لتنظيم السلوك الانساني وتحقيق المساواه
س: تناول بالشرح مفهوم نمط الانتاج ؟
ج : يتكون أسلوب نمط الانتاج من ثلاث عناصر اساسية :
1- نوعية الانتاج : انتاج ما يحتاج اليه الافراد حتى تستمر حياتهم
2- كيفية الانتاج : الادوات والالات المستخدمة في صنع الانتاج التي تحافظ على مصلحة وصحة الانسان
3- طريقة توزيع الانتاج :
عوامل وشروط الانتاج المادي :
اولا : قوى الانتاج وتعني :
أ – موضوعات العمل من اراضي ومزارع ومصانع
ب- ادوات العمل ( الالات والادوات ورأس المال
ج- الانسان وهو صانع الادوات ومستخدمها ولا يتم الانتاج الا به
ثانيا : علاقات العمل : وهي الروابط والعلاقات القائمة أثناء العملية الانتاجية بين الافراد وقد تكون علاقات تعاون – استغلال – صراع .
ثالثا :التكوين الاقتصادي الاجتماعي :
1 : الاساس الاقتصادي ( البناء التحتي ) : اي علاقات وقوى الانتاج والتي تشكل البناء العلوي
2 : البناء العلوي او الفوقي : ويتكون من الانظمة السياسية – الثقافية – الاجتماعية – الدينية – العلمية والفنية وهو انعكاس للبناء التحتي
3 : ظاهرات اجتماعية : اي مجموعة من الناس تؤثر على بعضها البعض بطريقة مباشرة او غير مباشرة
4 : اسلوب الحياة : وهي الطريقة التي يقوم بها الناس لاستمرار حياتهم حتى يحافظون على بقائهم
5 : وسائل الاتصال : فمن الضروري وجود وسائل اتصال بين افراد المجتمع اثناء وخارج العمل حتى يتم تبادل الافكار ووجهات النظر .
س : عرف التغير الاجتماعي وخصائصه وأهم المفاهيم المرتبطه به؟
ج : التعريف : أوضاع جديدة تطراء على البناء الاجتماعي وانظمة المجتمع من عادات وتقاليد وادوات نتيجة لتشريع او قاعدة او قانون جديد
خصائصه :
1- عملية انتقالية للمجتمع من حالة لاخرى سلبية او ايجابية
2- عملية حتمية يجب ان تمر بها كل المجتمعات
3- عملية لها اهداف استراتيجية محددة ومخططة
أهم المفاهيم المرتبطة بالتغير الاجتماعي :
1- النمو : وهو زيادة ثابتة ومستمرة في جانب واحد من جوانب الحياة ويحدث بشكل تلقائي وطبيعي وغير ملحوظ كزيادة عدد البنات وعدد العاطلين عن العمل
2- التطور : وهو مفهوم تم استعارته من العلوم البيولوجية المرتبطة بقضية داروين وتطور الانسان
3- التقدم : ويحدث على مراحل متتالية للمجتمع ويكون في جميع المجالات وعلى كافة الاصعدة وفي كل جوانب الحياة .
س : عرف التخلف ومؤشراته وأهم خصائصه ؟
ج : مفهوم التخلف : هو نتاج طبيعي لعملية الاستعمار واستنزاف موارد المجتمع ولتقسيم العالم لدول متقدمة ودول متخلفة وبالتالي فهو تشويه لعملية النمو ويشير التخلف كذلك لتخلف نمط الانتاج السائد في المجتمع فنمط انتاج متخلف يفرز بناء اجتماعي اكثر تخلفا
مؤشرات التخلف :
اولا :- المؤشرات الاحادية :
1: يتمثل في مدى تلقي الحكومات للمعونات الخارجية ولكن هذا المؤشر لا يعطي صورة دقيقة لواقع الدول
2 : مؤشر الدخل ويرى ان الدول المتخلفة هي التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 او 500 دولار سنويا ولكن هذا لا يكفي للتفرقة بين الدول المتخلفة والمتقدمة حيث ان مستويات المعيشة تختلف حسب الاسعار داخل المجتمع
3 : التخلف وعجز الدولة عن اشباع حاجات افرادها حيث يرتبط التخلف بعدم تمكن الدولة من اشباع حاجات الافراد الضرورية فالدول التي لا يمكنها توفير الحاجات الضرورية لافراد مجتمعها تكون دول متخلفة وعلى العكس فالدول التي تتمكن من توفير اكثر مما يحتاجه افراد المجتمع من حاجات ضرورية تعتبر دول متقدمة
ثانيا : – المؤشرات الجمعية : وهي التي تميز بين المجتمعات وفقا امجموعة من الخصائص المشتركة :
1- مؤشرات اقتصادية :
أ- انتشار البطالة وانخفاض متوسط دخل الفرد
ب- اشتغال معظم السكان بالزراعة
ج- الاتجاه نحو الانفاق الاستهلاكي
2- مؤشرات سكانية :
أ- ارتفاع معدلات المواليد والوفيات
ب- انخفاض المستوى الصحي والعمر المتوقع للفرد
3- مؤشرات ثقافية وسياسية :
أ- ارتفاع نسبة الامية خاصتا بين الأناث
ب- الاخذ بالاساليب التعليمية التقليدية
ج- انخفاض المركز الاجتماعي للمرأة
ء- انتشار ظاهرة تشغيل الاحداث
ثالثا : المؤشرات التكاملية (( وهي اهم الخصائص )) :
1- انخفاض مستوى الدخل وانتشار البطالة
2- عدم تطبيق نتائج البحوث العلمية على نطاق واسع
3- قلة الاهتمام بالصناعات التحويلية
4- ضيق الاسواق الانتاجية والاتجاه للمستورد وخاصتا المنتج الصيني الرخيص
5- خلل الجهاز الاقتصادي وعجز الموازنة
6- اختلال العلاقة بين الموارد المالية والبشرية
س : عرف التنمية ووضح خصائصها وأشكالها ومحاورها وأهدافها وعلاقاتها بالتحديث ؟
الاجابة
المفهوم : تحقيق زيادة سريعة في جميع الانشطة في المجتمع خلال فترة زمنية معينة وتهتم في المقام الاول بالانسان ماديا ومعنويا كما انها عملية حضارية شاملة قيم وعادات واساليب انتاج وتقدم علمي وادبي واخلاقي بما يحقق كرامة ورخاء الانسان
خصائصها :
1- هي ثمرة تفاعل بين اساس مادي وفكري
2- هي عملية ابداعية في جميع المجالات
3- عملية خصوصية فلكل مجتمع تنميته الخاصة به .
اشكال وصور التنمية :
أولا : التنمية الاقتصادية : وهي زيادة محسوسة في الانتاج والخدمات فلكي تتحقق تنمية المجتمع لا بد اولا البداء بالتنمية الاقتصادية لأنها بؤرة ضد الفقر والتخلف
كيفية تحقيق التنمية الاقتصادية :
1- تحليل اسباب ارتفاع الاسعار
2- معرفة القيود المفروضة على التجار
3- دراسة طبيعة العلاقة بين السكان والانتاج
ثانيا : التنمية الاجتماعية :
1- احداث تغير اجتماعي للقضاء على البناء الاجتماعي القديم
2- تسعى لتحقيق خدمات صحية
ثالثا : التنمية الثقافية :
1- وتهدف لمحو امية الافراد الثقافية والسياسية
2- تهتم ببناء انسان على مستوى كبير من الثقافة
3- خلق مواطن مستنير قادر على الابتكار والابداع
4- توفير مناخ ديمقراطي يستوعب الرأي والرأي الاخر .
رابعا : التنمية السياسية :
1- ضرورة المشاركة في الحياة المجتمعية
2- الاحساس بالمواطنة والانتماء
3- القبول بمبداء المساواة ونشر لديمقراطية
4- الثقة بالسلطة والولاء للنظام السياسي القومي
محاور التنمية :
1- تحديد جميع موارد المجتمع
2- التغلب على المشكلات والعقبات المختلفة
3- تحقيق التنسيق بين القوى لمختلفة
4- التقدم نحو اهداف محددة
اهداف التنمية والتحديث:
1- تغير الأوضاع القديمة
2- القضاء على الظروف التي تؤدي للجريمة وانحراف الاحداث
3- بناء الانسان ورفع كفائته ومهاراته
4- اكتشاف موارد المجتمع وتنميتها وعدم اهدارها
5- التوسع في مجال الصناعة
6- تحقيق العدالة والمساواة
7- تحقيق التقدم التكنولوجي
س : اكتب عن مفهوم التبعية وخصائصها وأشكالها ومؤشراتها ؟
ج : تعريف التبعية : 1- هي شكل جديد من اشكال الاستعمار 2- فهي نتيجة لقوى تاريخية عالمية وهي الاستعمار الخارجي ولقوى تاريخية محلية وهي التخلف 3- وهي موقف مشروط بين طرفين بحيث يتوقف نمو اقتصاد احدهما على نمو الطرف الاخر
شروط وخصائص المجتمع التابع :
1- وجود علاقة اقتصادية اجتماعية غير متكافئة بين دول المركز التابع وبين دول المحيط التابع المتمثل في العالم الثالث
2- اعتماد عملية الانتاج في الدول التابعة على ما تقدمه دول المركز من تكنولوجيا ورؤؤس اموال
3- تلعب الدول التابعة الدور المرسوم لها في عملية تقسيم العمل الدولي
4- تعتمد الدول التابعة في اقتصادها على القروض والمنح والمعونات
5- يساهم اقتصاد الدول التابعة في تقدم اقتصاد دول المركز المتبوع من خلال تقديم المواد الخام وفتح اسواقها لمنتجاتها مما يؤكد تبعيتها
6- يتسم اقتصاد الدول التابعة بالهشاشة
أشكال التبعية :
أولا : الاقتصادية : وتتمثل في نهب دول المركز لثروات العالم الثالث حيث تم نهب ثرواتها اثناء استعمارها مما ادى لتغير في شكل البناء الاقتصادي وجعلها متورطة في السوق الرأسمالي العالمي ومن مؤشراتها :
1- ارتفاع نسبة الدين الخارجي عن نسبة الناتج المحلي
2- الخضوع لقرارات المنظمات الدولية كصندوق البنك الدولي
3- زيادة التعامل التجاري مع دول معينة
ثانيا : الثقافية : ولقد امتدت ازرع التبعية حتى وصلت الى :
1- تشكيل وعي الافراد وصياغة افكارهم ومعتقداتهم لأخضاع العالم الثالث وتدمير الشخصية الوطنية حيث اصبح العالم قرية صغيرة وتم فرض ثقافة القوي القادر على محو الحضارات والثقافات التي تستطيع المقاومة لذلك فرضت امريكا ثقافتها واعلامها كنموزج مثالي على العالم ومن مؤشراتها :
1- تزييف الوعي من خلال فرض ثقافة الغرب كنموزج مثالي
2- عدم الشعور بالانتماء القومي
3- زيادة تأثير الغرب في كل مجالات العالم الثالث
4- غياب الخصوصية الثقافية وفقدان الهوية الوطنية
5- الافتقاد للقدوة
6- عمل بعثات للكوادر العلمية وتعليمهم وسائل حديثة ليستخدموها بدولهم مما يؤدي لتغيير افكارهم وسلوكهم
العولمة ( نظريات التنمية )
المفهوم – الخصائص – الاشكال
مقدمة :
العولمة : مفهوم جديد ظهر في منتصف الثمانينيات وظاهرة اجتماعية مستحدثة تجمع بين القديم والحديث فيتداخل كل ما هو اقتصادي في كل ما هو اجتماعي وثقافي وسياسي وبالرغم من وجود اتجاهات مؤيدة للعولمة واتجاهات تحذر منها الا ان ذلك لا يمنع كون العولمة اصبحت واقع ملموس وجزء من لتاريخ والحاضر والمستقبل
اولا : مفهوم العولمة :
1- هي ترجمة لكلمة انجليزية وتعني الشيء على مستوى عالمي اي كوكبة او كوننه
2- تعريف صندوق النقد الدولي : زيادة التعاون الاقتصادي بين دول العالم وتدفق واسع للسلع والافكار والمعلومات والاموال والتكنولوجيا عبر الحدود الدولية
3- ومن اقدم تعريفات العولمة تعريف روبرتسون : العولمة اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة الوعي بهذا الانكماش من قبل الافراد والمجتمعات
4- تعريف دولجوس : العولمة تبادل شامل بين اطراف الكون حيث يتحول العالم لقرية كونية صغيرة تربط بين الناس وتلغي المسافات بين الاماكن وتقدم المعلومات دون شروط
5- كما تعتبر العولمة : تشكيلة متنوعة من الانظمة والدول الكبرى وشركات متعددةا لجنسيات
ومن اهم عمليات العولمة :
1- الاستمرار حيث يمكن ملاحظتها واقعيا
2- سريعة الحركة حيث تخطف الاموال والاحلام
خصائص العولمة :
1- هي تعبير عن تناقضات حيث تدعو لتحقيق انسانية الانسان وبنفس الوقت فأن الرأسمالية تفتقد للقيم الانسانية
2- هي تعبير عن ازمة فهي تنادي بالديمقراطية والحرية والمساواة وبنفس الوقت تعتبر شكل جديد لاعادة مركزية الرأسمالية والهيمنة على العالم
3- هي تعبير عن محاولة لنشر حضارة السوق المعولم
4- هي تعبير عن تداخل لاقتصاد مع الثقافة والسياسة والسلوك والاتصال
ثانيا : التجليات المختلفة للعولمة :
1- تسعى العولمة لاعادة تشكيل العالم وفقا للفكر الامريكي وجعل كل ما هو خاص بأمة عام على مستوى العالم
2- تفكيك العالم وتحويله لجماعات واقليات
3- السعي لنشر الصور والمعلومات والسلع من خلال منتج قوي يفرضها على مستهلكين ضعفاء
4- والهدف هو خلق عالم متشابه يستخدم نفس الثقافة والافكار واثناء ذلك تسقط القيم والاديان والحضارات
5- وهذا العالم المفترض تجانسه يتكون من اقلية اغنياء أقوياء واغلبية من الفقراء الضعفاء
أشكال العولمة :
أولا : العولمة الاقتصادية وتجلياتها :ان العولمة في بدايتها كانت تهتم بالبع الاقتصادي اكثر من الاجتماعي والثقافي والسياسي بمعنى النظر للعولمة الاقتصادية على انها رسملة العالم اي جعل الرأسمالية نظاما اقتصاديا عالميا وتعني العولمة الاقتصادية نقل اجزاء من الانتاج الصناعي من الدول الصناعية الكبرى ذات الاجور والمهارات العالية الى دول حديثة التصنيع منخفضة الاجور ومرتفعة المهارة
وتتجلى العولمة الاقتصادية في :
1- تعميق الاعتماد المتبادل بين اقتصاديات دول العالم
2- تعميق المبادلات والاتفاقيات التجارية دون التقييد بالقوانين
3- وحدة السوق المالية
ثانيا : العولمة الثقافية وتجلياتها :
1- وتشير الى : تشكيل العالم وفقا للنموزج الامريكي ( امركة العالم
2- وتعني خلق شبكات ومصالح ومنظومة من القيم والافكار تعبر عن ارادة الهيمنة على العالم مما يهدد هويات المجتمعات المعاصرة
3- تجعل شعوب العالم تفكر نفس التفكير وتستهلك نفس السلعة وتعتنق نفس القيم وهذا ما يحدث نسبيا في الواقع
4- والعولمة الثقافية هي فكر جديد يدعو لخلق مجتمع بلا طبقات يخلو من الاستغلال ويحترم حقوق الانسان وحرياته السياسية والمدنية وملكيته الخاصة ويعمق الفردية
وتثار عبر التجليات الثقافية للعولمة المشكلات التالية :
1- مشكلة انتشار المعلومات والافكار فتصبح مشاعا لكل الناس بكل سلبياتها وايجابيتها
2- مشكلة تداخل الثقافت مع بعضها البعض
3- مشكلة غياب الخصوصية وفقدان الهوية الثقافية
ثالثا : العولمة السياسية وتجلياتها :
1- ان العولمة ضد الدولة القومية حيث تسعى العولمة لألغاء الحدود وتقليص سيطرة الدولة كما تسعى الدولة القومية لإحكام سيطرتها وتعميق الحدود الجغرافية والمراقبة الجمركية
2- وبالرغم من مقاومة السياسة والدولة القومية للعولمة الا ان تزايد الاتجاه نحو عالم بلا حدود اقتصادية وثقافية واتصالية ادى لتقليص نسبي لسيادة الدولة وتهميش ادوارها مما سيؤدي بالمستقبل لخلق عالم بلا حدود سياسية وان كان لن يؤدي لقيام الحكومة العالمية الموعودة
3- وبالتالي تعني العولمة السياسية دخول البشرية لمرحلة سياسية جديدة يتم من خلالها الانتقال الحر للقرارات والتشريعات والسياسات عبر المجتمعات بدون قيود مما يؤدي لحدوث زيادة غير مسبوقة في الروابط السياسية بين الدول
وتظهر التجليات السياسية للعولمة في :
1- سقوط الدولة الشمولية والاتجاه نحو التعددية الحزبية
2- رفع الحواجز والحدود امام الشبكات والشركات متعددة الجنسيات مما يسبب المشكلات التالية :
أ- انهيار وتهميش الدولة
ب- التعددية الحزبية
ج- التركيز على ان الديمقراطية الغربية هي النموزج الامثل للعالم
الفصل الثاني
الاتجاهات النظرية في دراسة التنمية والتخلف
س : ناقش أراء علماء الاجتماع الكلاسيكيون في تفسير التنمية والتخلف ؟
ج : أولا : البدايات الاولى لفهم التنمية والتخلف ( سيمون – كونت – سبنسر )
1- سان سيمون : اكد على فكرة ان المجتمعات تتطور وتتغيير الى الافضل وان الاخلاق والسياسة والعلوم يصنعها الانسان وان العلم هو القوة الروحية وكل القوانين ستتجمع في قانون واحد شامل
2- كونت : تأثر بأفكار سيمون واكد على ان التطور هو تطور في العقل والتفكير فالتفكير الانساني مر بثلاث مراحل حتى وصل لمرحلة الرأسمالية .
المرحلة الاولى : اللاهوتية : وهي المرحلة التي ينسب فيها عقل الانسان جميع الظواهر الى قوى خفية كالعفاري والارواح
المرحلة الثانية : الميتافيزيقية : وهي المرحلة التي يفسر فيها العقل الظواهر مثل البراكين والزلازل والرياح
المرحلة الثالثة : الوضعية او الرأسمالية : وهي المرحلة التي وصل فيها تفكير الانسان لتفسير الظواهر عن طريق القوانين الوضعية
3- سبنسر : قال ان المجتمعات تتطور من حالة التجانس الى حالة اللا تجانس نتيجة لتحول المجتمعات من مجتمعات بسيطة الى مجتمعات معقدة او حديثة
ثانيا : أراء علماء الاجتماع الكلاسيكيون : ماركس – دوركيم- فيبر في تفسير التنمية والتخلف :
ماركس ومدرسة التبعية :
1- تحيز للطبقات الدنيا ودافع عن مصلحة العمال
2- كان اول من كشف عن التعقيدات في تطور المجتمعات وصاغ نظرية جديدة وهي الجدلية وتقوم على :
1- الوجود الاجتماعي يسبق الوعي الاجتماعي : بمعنى ان الافراد في الاساس يهتمون بأشباع الحاجات الاساسية من غذاء وملبس ومسكن مما يفرض العمل والتفاعل مع بعضهم البعض فلا يوجد من يبدع وهو لم يشبع حاجاته الاساسية اولا لذلك فالافراد هم من يخلقون المجتمع وبالتالي فمن حقهم الثورة عليه او تغييره
2- المادية التاريخية ( كيف يتطور المجتمع ) اجتماعيا واقتصاديا : اهتم ماركس بالعلاقات الاقتصادية والانتاجية باعتبارها الاساس الذي يؤدي لتغيير المجتمع فنمط الانتاج هو الذي يشكل العلاقات ويعتبر التغيير عند ماركس هو نتيجة لعلاقة جدلية وصراع دائم بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج .
من اهم القضايا التنموية عند ماركس :
1- يجب السعي اولا لاشباع الحاجات الاساسية للانسان
2- لذلك كان المبداء الشيوعي لماركس يقول سيتحرر الانسان من اشكال الاستغلال والقهر ومن عدم المساواة في التوزيع وكل شيء للانسان ومن اجل الانسان .
س : ناقش المقولات الرئيسية لمدرسة التحديث حول مفهوم التنمية ؟
ج : اولا : دور كيم :
1- تحيز كيم للطبقات البرجوازية
2- اكد على وجود المجتمع قبل الافراد فالافراد ولدوا فوجدوا المجتمع قائما وبالتالي ليس من حقهم تغييره
3- اكد بكتابه تقسيم العمل الاجتماعي : على وجود نوعين من المجتمعات التقليدي والحديث وكل مجتمع له اسبابه الخاصة التي تؤدي لتماسكه .
أ – المجتمع التقليدي (( القرية )) : ويرجع تماسك هذا المجتمع لأن افراده وافكارهم ومهنهم واحدة مما يؤدي للتكامل والتضامن الالي فكل الافراد يقومون بنفس السلوكيات ويتمسكون بقيم صارمة
ب- المجتمع الحديث (( المدينة )) : وظهر هذا المجتمع لزيادة السكان والتنافس على المهن في ظل ندرة الموارد لذلك يرجع تماسكه الى تمسك العضوي حيث يوجد اعتماد متبادل بين افراده لإشباع احتياجاتهم .
4- اكد دور كيم على نظام الاخلاق الجماعية : فالاخلاق هي التي تحقق التماسك بين افراد المجتمع سواء التقليدي او الحديث .
النقد :
1- تعتبر نظرية دوركيم محدودة نسبيا في قوتها التفسيرية
2- إدعاءاته تأملية لا تستند على ادلة تاريخية
ثانيا : ماكس فيبر :
1- حاول الربط بين الدين والاقتصاد حيث يرى ان التنظيم العقلاني الرشيد للمؤسسات الانتاجية هو اساس التوسع الصناعي .
2- لذلك ان عقلانية الروح الرأسمالية هي التي تؤدي للتغيير والتطور
س : تناول بالشرح الاتجاهات الاساسية لنظرية التحديث في تفسير وتحليل قضيتي التنمية والتخلف ؟
اتجاهات التحديث :
اولا : الاتجاه الاول : النمازج او المؤشرات : هو من اكثر الاتجاهات استخداما وانتشارا في دراسة الدول النامية ويأخذ شكلين : كمي وكيفي
1- الكمي : ويعتمد على الارقام والنسب والاحصاءات ويحدد مستوى الدول النامية في صورة مؤشرات مثل نسبة البطاللة ونسبة العاملين وبناء على هذه النسب يتحدد مستوى الدول نامية او متقدمة
2- الكيفي : تحدد عدة خصائص للتنمية والتحديث اذا توافرت في المجتمع يكون مجتمع نامي او متقدم كأرتفاع المستوى التعليمي والصحة وتحديد خصائص تدل على التخلف اذا توافرت بالمجتمع دل على انه مجتمع متخلف مثل انخفاض معدلات الاستثمار والادخار وانخفاض المستوى المعيشي والتعليمي وانتشار البطالة والفقر والمرض والجريمة
ثانيا : الاتجاه الثاني : التطوري : حيث قال بارسونر ان هناك 3 مراحل تطورية تمر بها المجتمعات :
1- المجتمعات البدائية والمرحلة المتقدمة منها
2- المجتمعات القديمة والمرحلة المتقدمة منها
3- المجتمعات الصناعية الحديثة
اما روستو فقسم المجتمعات الى 5 مراحل :المرحلة التقليدية – مرحلة ما قبل الانطلاق – مرحلة الانطلاق – مرحلة النضج – مرحلة الاستهلاك الوفير
النقد :
1- وضع قوالب يجب ان تمر بها كل المجتمعات
2- اهمل ان لكل مجتمع خصوصيته
ثالثا : الاتجاه الثالث : الانتشاري : ويرى ان التنمية والتحديث لا يمكن تحقيقها الا من خلال انتقال العناصر الثقافية والمادية من الدول المتقدمة الى الدول المتخلفة
رابعا : الاتجاه الرابع : السيكولوجي النفسي : ويركز على الخصائص النفسية للافراد بمعنى الدافعية للانجاز وحب العمل وبالتالي فأفراد الدول المتخلفة يميلون للتكاسل والتواكل والخوف من المخاطرة
النقد :اهمل هذا الاتجاه العوامل المادية والاقتصاديو والثقافية والسياسية
خامسا : الاتجاه الخامس : اتجاه المكانة الدولة : ويعتمد على تقسيم دول العالم الى دول نامية متخلفة تابعة بالقاع ودول غربية متقدمة بالقمة
سادسا : الاتجاه السادس : الاتجاه الماركسي :
1- يعتبر التغيير عند ماركس نتيجة للصراع الدائم بين درجة تطور قوى الانتاج وعلاقاته
2- يعتبر التخلف نتيجة للتناقضات بين قوى وعلاقات الانتاج
ملخص نظرية التحديث والمسلمات الاساسية :
1- خلطت نظرية التحديث بين العوامل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية
2- اعتبرت تغيير قيم وموروثات الافراد هو الشرط الاساسي للتغيير الاجتماعي
3- ترى ان تاريخ تطور التصنيع الغربي هو النموزج المثالي الذي يجب ان تتبعه الدول النامية حتى تتقدم وتتطور
4- ترى ان المجتمعات المتخلفة تمر بمراحل مختلفة من التنمية فهناك دولا تحبوا في سعيها للتنمية ودولا تسير بخطى سريعة نحو التقدم
اسباب فشل نظريات التحديث في تبرير التخلف في الدول النامية : لم تتعرض مدرسة التحديث الى الاستعمار ودوره في نهب ثروات العالم الثالث وتخلفه
1- علميا : لم تصل لمستوى النظرية العلمية المتكاملة
2- واقعيا : لم تكن على مستوى عمق ظاهرة التنمية والتخلف
3- الحلول التي قدمتها ابقت على علاقات السيطرة والتبعية
4- اسهمت في تزييف وعي المجتمعات مثل التركيز على القطاع الزراعي واهمال الصناعي والاعتماد على القطاع الخدمي وعدم الاهتمام بالقطاع الانتاجي
ومما سبق نجد ان هناك 3 اتجاهات اساسية تسيطر على طبيعة الكتابات التي تتناول قضية التنمية والتخلف :
1- الاتجاه الوظيفي : ويرفض التغيير والبعد التاريخي ويرى ان الواقع المعاش افضل مما يكون
2- الاتجاه الليبرالي ( وسط ) : يرى ان التغيير يمكن ان يتحقق من خلال بعض التغيرات الوظيفية دون المساس بالنسق الرأسمالي كله
3- الاتجاه الماركسي : يرى ان الطريق للتنمية لا يتحقق الا بالتغيير الشامل في الاساس المادي الاقتصادي للمجتمع
واخيرا يتضح لنا انه لا يصلح اي من هذه الاتجاهات لتحقيق التنمية وذلك للاسباب التالية :
1- بلدان العالم الثالث ومصر ليست حقل تجارب
2- ان لكل مجتمع خصوصيته التي تختلف من مجتمع لأخر
الفصل الثالث
مؤشرات التحديث الغربية والتنمية في المجتمع المصري
س : تناول بالشرح المؤشرات الغربية التي فشلت في تقديم تفسير واقعي ومنطقي عن التنمية في المجتمع المصري ( الدخل – السكان – التحضر والتصنيع ) ؟
ج : المؤشر الاول الدخل : هناك فريقان من الاقتصاديين المصريين
الاول : يرى ان هناك فجوة كبيرة بين اصحاب الدخول العليا والدنيا بمصر كما يوجد سؤ توزيع للدخل
الثاني : 1- يرى العكس ان هناك ارتفاع في متوسط الدخل لفئات معينة كانت تعتبر اشد الطبقات فقرا مثل عمال البناء والحرفيين بسبب الهجرة الداخلية والخارجية للدول النفطية والمدرسيين بسبب الاعارات لدول الخليج والدروس الخصوصية
2- كما اكدوا ان المهم والاساسي في قضية توزيع الدخل هو مدى اشباع الحاجات الاساسية للافراد داخل المجتمع
3- كما اكدوا على ان ثمار التنمية سوف تتسرب للفقراء في الفترة القادمة عن طريق المشروعات التي تقوم بها طبقة الاغنياء وتحتاج للقوى العاملة وبالتالي الحصول على الاجر والدخل وارتفاع مستويات المعيشة وهذا ما حدث بالفعل في المجتمعات الغربية
وكان رد الفريق الاول ما يلي :
1- ان من الخطاء الربط بين التحسن الذي طراء على الدخول وبين الانفتاح لوجود عاملين هامين هما الهجرة وثبات لاسعار لوجود سياسة الدعم
2- لا ينبغي التفاؤل بأن ارتفاع دخول الاغنياء سيتسرب منه للفقراء لأن المشروعات التي تنشئها هذه الطبقة لا تحتج لعمالة كبيرة
وبالتالي يرجع هذا التوازن بين الانتاج وتوزيع الدخل الى الخلل في الجهاز الاقتصادي المصري بسبب : ضعف القطاعات الانتاجية وغلبة القطاعات الخدمية فالتحسن الذي حدث لدخول الفقراء كان بسبب الهجرة والدعم
المؤشر الثاني السكان : من المعروف ان ارتفاع حجم السكان يرجع الى :
1- الزيادة الطبيعية في المواليد وانخفاض الوفيات
2- الهجرة حيث تزداد الكثافة السكانية في القاهرة
وهناك وجهات نظر ترى ان الزيادة السكانية في العالم الثالث ومصر هي العقبة الوحيدة امام التقدم والتنمية والمشكلة ان هذه الزيادة لا يصاحبها نمو في الانتاج ووجود سؤ في استغلال الموارد البشرية والبيئية لذلك كان هناك اتجاهان لمواجهة الزيادة السكانية في مصر :
الاول : اتجاه تنظيم الاسرة : واخذت به اغلبية المجتمعات النامية لتصورها انه اسهل واسرع طريق للتنمية وشجعت امريكا على ذلك من خلال تقديمها لوسائل تحديد النسل ولكن فشل هذا لاتجاه بسبب :
1- ارتفاع معدلات المواليد نتيجة لانتشار وفيات الاطفال مما يؤدي لرغبتهم في انجاب الاطفال كتعويض عن المتوفيين
2- ينظر للاطفال في الطبقات الفقيرة على انهم مصدر للدخل مثل عمالة الاطفال
3- كما رفض الفلاح كل برامج التوعية لتنظيم الاسرة واهتم بمشاهدة الافلام والمباريات والمسلسلات
الاتجاه الثاني : الاستغلال الامثل للبشر : وهو محاولة للاستغلال الصحيح والامثل للزيادة السكانية والموارد البشرية لذلك فأن المشكلة ليست بالزيادة السكانية بقدر ما هي :
1- اختلال التوازن بين زيادة حجم السكان والتنمية
2- سؤ توزيع السكان على الرقعة المسكونة من الارض
3- سؤ استغلال البشر واهمال دور المراءه
4- انعدام التخطيط السكاني
المؤشر الثالث : التحضر والتصنيع : من المعروف ان النمو الحضري مرتبط بزيادة السكان والتصنيع ولكن قد تنمو مدن في العالم ولا تعمل بالصناعة فقد تكون مدنا تجارية او سياحية كمدينة دبي كمركز عالمي او مكة المكرمة كمركز ديني وبالتالي ليس شرطا ان يكون التصنيع هو السبب في النمو الحضري
هناك بعض العلماء استخدموا مفهوم التحديث مرادف لمفهوم التحضر : ولكن هذا غير صحيح لان التحضر مرتبط بالزيادة السكانية والهجرة اما التحديث يستلزم عدة متغيرات مثل تهيئة المدن ثقافيا وسياسيا ونفسيا قبل عملية التحديث
اتجاهات تفرق بين المدينة والقرية :
1- النظرية الغربية : وترى ان المنطقة التي تعمل بالزراعة تكون ريف والتي لا تعمل بالزراعه تكون مدينة
2- نظرية مركب السمات : وتميز بين القرية والمدينة من خلال مجموعة خصائص مثل الظروف البيئية والمهنية والتجانس ومعدل الحراك الاجتماعي والكثافة السكانية
نقد النظرية السابقة : ان الاختلاف بين القرية والمدينة مسألة ثقافية وهناك تداخل بين القرية والمدينة فلا يوجد ريف مطلق ولا مدينة مطلقة
ومن هنا ظهر مصطلح المتصل الريف الحضري : حيث لا يمكن التفرقة بين المدينة والقرية فالريف اصبح كثير الشبه بالمدينة كما حدث للمدينة بعض التريف
ومما سبق نجد : ان التحضر في العالم الثالث له طبيعة خاصة بسبب الخصوصية السياسية والاجتماعية والثقافية والاستعمارية والاقتصادية فما يحدث في مجتمعاتنا ليس تحضرا ولكنه نمو في عدد سكان المدن وبالتالي لا تصلح النمازج الغربية ان تطبق على بلدان العالم الثالث وخاصتا مصر .
الفصل الرابع
الرؤى النظيرة لمدرسة التبعية
س : ما هي طبيعة الخلاف بين نظرية التحديث ونظرية التبعية ؟
او : اعرض لافكار ورؤى نظرية التبعية ؟
ج : حاول المركسيون الرد على مدرسة التحديث وذلك بتقديم نظرية تتفق مع العصر الحديث وهي نظرية التبعية والهدف منها :
1- محاولة فهم عوامل واسباب التخلف بدول العالم الثالث في مقابل نظرية التحديث التي عالجت مفاهيم النمو والتقدم في المجتمعات المتقدمة
2- ولقد ظهر مفهوم التبعية من خلال علاقة جدلية بين العلماء حيث يرون انه اذا كان التخلف يقود الى التبعية فالتبعية تزيد من التخلف وتدعمه
3- تستمد نظرية التبعية جزورها من الفكر الماركسي الا انها تتخطاه
4- هناك تعارض صريح بين التبعية واتجاه المكانة الدولية احد اتجاهات التحديث
اما القضايا النظرية لمدرسة التحديث :
1- ترى التبعية ان الدول النامية هي دول متخلفة بفعل التبعية والاستعمار الجديد
2- وترى ان الدول النامية في حالة تبعية وستظل في هذه الحالة حيث ينحصر دورها في تقديم المواد الاولية للدول الكبرى واستيرادها منتجات باسعار غالية
3- وبسبب هذا الدور اصبحت الدول النامية في تبعية دائمة للدول المتقدمة .
التبعية الاقتصادية : وهي علاقة شرطية بين اقتصاديين بحيث يتوقف نمو احداهما التابع على توسع الاخر المسيطر وهو ما يسمى بالتنمية المتشابكة فالدول المتقدمة لا تسمح بالتنمية او بتطوير الدول النامية الا فيحدود ما يخدم مصالحها وبالتالي نجدان هناك فرق بين النموزج الرأسمالي في المحيط التابع وهذا الاختلاف يقوم على اساس 1- اختلاف اساليب اعادة الانتاج الاجتماعي
2- انعدام التوازن في بيئة المجتمع التابع شرط لتوازن بيئة المجتمع الرأسمالي بالمركز
3- تتأثر التكوينات الرأسمالية في المركز بضغوط عمية تركم الاموال
ويرى كاردوسو ان التبعية والتخلف نتيجة لتحالف ثلاثي بين :
1- رأسمال محلي : البرجوازية التي لها مصلحة في بقاء الدولة بحالة تبعية
2- الدولة :حيث تعتبر النخب الحاكمة جسرا للاستعمار الجديد
3- البرجوازية العالمية : والتي تحقق التراكم عن طريق تهميش الدول التابعة
الاصعدة المختلفة للتبعية :
1- التبعية المالية : تقدم الدول الكبرى معونات ومساعدات للدول النامية للاسباب التالية :
أ : لاعتبارات الحرب الباردة ودخل للضغط على الدول المدينة
ب : السعي للزعامة الدولية والنفوز السياسي
ج : العلاقات الخاصة مع المستعمرات السابقة
التبعية النقدية : وهي تلك الاموال التي تتدفق من العالم الثالث الى العالم الاول حيث تعتبر هذه الاموال اقتراض بلا عائد لصالح الدول الرأسمالية
التبعية الغذائية : حيث تستخدم المعونات الغذائية كسلاح سياسي وعسكري لأخضاع الشعوب فمثلا بعد الحرب العالمية الثانية تدفقت كميات كبيرة من القمح المباع بالاجل لايطاليا وفرنسا لتساعد في منع الطبقة اليائسة من التصويت ضد الرأسمالية كما استغلت امريكا المنح الغذائية في الضغط على كثير من الدول ومنع المواد الغذائية عنها وهو ما يسمى بالحصار الاقتصادي والذي مارسته على العراق وليبيا
التبعية التكنولوجية : وهي قيام دول العالم الثالث باستيراد الفنون التكنولوجية من الغرب والاستعانة بقطع الغيار للالات والاجهزة والخبراء واستغلال العقول الفذه من العالم النامي ونقلها للعالم الاول مع الاستفادة من اختراعاتهم واغرائهم بالمال والبقاء لديها حتى يحرم دولهم من الاستفادة منهم
التبعية العسكرية : وتتمثل في استيراد السلاح وقطع الغيار اللازمة له خاصتا اذا كان استيرادها بلا داعي ولكن لقمع شعوبها
التبعية الثقافية : ان ثورة الاتصالات والمعلومات اثرت بشكل كبير على المجتمعات النامية خاصتا فيما يتعلق بالسلع الاستهلاكية وعدم الاتجاه للانتاج مما ادى لتشوه الثقافة
ومن هنا تؤكد مدرسة التبعية على : ان إحداث التنمية في العالم الثالث لا بد وان يتم بشكل ثوري لمواجهة الازمات لذلك يستلزم الامر وجود نظالم عالمي جديد بالاضافة لاعادة جدولة الديون وزيادة فترة السماح
نقد نظرية التبعية :
1- جمعت دول العالم الثالث بقالب واحد دون اعتبار لخصوصية كل دولة فتعاملت معهم بمستوى واحد
2- ركزت على معالجة التبعية الاقتصادية بينما اهملت الانواع الاخرى
3- ركزت على تفسير مشكلات التخلف والتبعية كأمر واقع واهملت دراسة كيفية التخلص منتأثير التبعية على الدول النامية
4- اعتبرت النسق العالمي وحدة التحليل الاساسية ولم تأخذ في الاعتبار التغيرات الداخلية للمجتمع التابع
5- وجه سانجاي نقدا لتعريف التبعية الذي يؤكد على ان الدول النامية فقيرة لانها تابعة وتابعة لأنها فقيرة واغفل امكانية التحرر من هذه الحلقة .